سياسة عربية

التوتر بين السيسي وعباس يثير اهتمام الإسرائيليين

الخلاف عباس والسيسي بشأن سبل تسوية الصراع مع إسرائيل- أرشيفية الخلاف عباس والسيسي بشأن سبل تسوية الصراع مع إسرائيل- أرشيفية
الخلاف عباس والسيسي بشأن سبل تسوية الصراع مع إسرائيل- أرشيفية
في الوقت الذي واصلت الاهتمام بمظاهر تعاظم التعاون والتنسيق مع بين القاهرة وتل أبيب، تنشغل مراكز أبحاث وسائل إعلام في إسرائيل بالحديث عن مظاهر التوتر بين رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وتداعياتها، على خلفية التباين الكبير بين مواقف الاثنين في كل ما يتعلق بسبل تسوية الصراع مع إسرائيل ومرحلة ما بعد رحيل عباس عن دائرة الأحداث. 

وقد أكد مركز أبحاث مرتبط بدوائر صنع القرار في تل أبيب أن السيسي والدوائر القريبة منه تبدي امتعاضا كبيرا من رفض عباس التخلي عن المبادرة الفرنسية والاكتفاء بالمبادرة  التي أعلنها السيسي في 17 أيار/مايو في الخطاب الذي ألقاه في أسيوط.

 وأشار "مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة"، الذي يرأس مجلس إدارته دوري غولد، وكيل الخارجية الإسرائيلية، إلى أن تحفظ عباس على المبادرة المصرية أحبط "حتى الآن" مخطط السيسي الهادف لعقد قمة ثلاثية تضمه وكل من عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

وأشار المركز في تقدير موقف نشره السبت، إلى أن عباس يدرك تماما أن تبنيه المبادرة المصرية يعني إسدال الستار على إستراتيجيته الهادفة إلى تدويل الصراع ودفع المجتمع الدولي للتدخل وفرض حل.

وأوضح أن عباس، الذي يخشى تبعات الخروج ضد مبادرة السيسي بشكل مباشر، أقدم على التسويف وتلكأ في الرد من أجل كسب الوقت على أمل أن يفضي الأمر إلى موت هذه المبادرة.

وأشار المركز إلى أن السيسي مستاء أيضا من رفض عباس عرضه التصالح مع القيادي السابق في حركة "فتح" محمد دحلان، على اعتبار أن هذه الخطوة تساعد في تهيئة الظروف أمام الأخير لتولي زمام الأمور في السلطة بعد رجيل عباس.

ولفت إلى أن السيسي أقدم على خطوة عقابية ذات دلالة عندما رفضت حكومته عرضا تقدم به مؤخرا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح صائب عريقات يقضي بعقد اجتماع لـ "اللجنة الرباعية العربية"، لمناقشة مشكلة الاستيطان اليهودي ولتحديد جدول زمني للتحرك العربي في الأمم المتحدة الهادف إلى الحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية.

يذكر أن اللجنة الرباعية تضم كلا من مصر والسعودية وعمان والإمارات العربية، ويرأسها الأمين العام للجامعة. 

وفي سياق متصل، قال مستشرق إسرائيلي بارز أن الهدوء الذي تنعم به المستوطنات في جنوب إسرائيل يرجع بشكل أساسي للدور الذي لعبته مواقف الدول الإقليمية، ولاسيما مصر خلال حرب 2014.

وفي مقال نشرته اليوم صحيفة "يسرائيل هيوم" بمناسبة مرور عامين على الحرب، أوضح البرفسور إيال زيسر، رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب أن مواقف القوى الإقليمية كان له بالغ الدور في تقليص هامش المناورة أمام حركة حماس وأضعف مكانتها العسكرية والسياسية.

من ناحيتها امتدحت صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية السيسي، مشيرة إلى أن "ازدهار" العلاقات الثنائية في عهده "يأبى" التوقف، مستدركة أن توجه السيسي يتعارض بقوة مع توجهات الرأي العام المصري المناهض بشدة لإسرائيل.

وفي تحقيق موسع نشرته في عددها الصادر اليوم، وأعده مراسلها للشؤون العربية أساف جيبور، نوهت الصحيفة إلى أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لإسرائيل توجت فترة تعاظم فيها التعاون الأمني المشترك ضد الحركات "الجهادية الإرهابية" في سيناء، إلى جانب مبادرة السيسي تعيين سفير جديد في تل أبيب.

وأشار جيبور، الذي زار القاهرة من أجل إعداد التحقيق، إلى أنه في مواجهة حرص السيسي على بناء تحالف وشراكة مع إسرائيل، فأن الكراهية لإسرائيل في الشارع المصري تتعاظم. وأضاف جيبور أن التجول في شوارع القاهرة ومعاينة "بسطات" الكتب التي تعرض في هذه الشوارع يدلل على "عمق عداء المصريين" لإسرائيل.

وحسب جيبور، فأنه فوجئ بالعدد الهائل الكتب ذات العناوين المعادية لإسرائيل، والتي تناهض الصهيونية وترسم انطباعات سلبية تجاه إسرائيل واليهود.

إلى ذلك كشف تقرير "بروفايل" موسع نشرته صحيفة "جيروسلم بوست" في عددها الصادر الجمعة الماضي النقاب عن الدور الكبير الذي يلعبه المحامي إسحاك مولخو، المبعوث الخاص لنتنياهو في تعزيز العلاقات بين إسرائيل.

ونوه التحقيق إلى أن مولخو مسؤول بشكل أساسي عن ترتيب الزيارة الأخيرة التي قام بها شكري لإسرائيل، ناهيك عن اطلاعه بالدور الرئيس في تنظيم التواصل بين نتنياهو والجانب المصري.

ويذكر أن وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق يوسي بيلين قد أكد في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" مؤخراً أن الهدف من مبادرة السيسي هو مساعدة إسرائيل على إحباط مخطط السلطة الفلسطينية لتمرير قرار في الأمم المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. 

واستهجن بيلين أن يطالب السيسي الفلسطينيين بالاكتفاء بقرار 242 وعدم المطالبة بقرار دولي جديد على الرغم من أن القرار لا يذكر الفلسطينيين أصلا.