احتفل
التونسيون بذكرى نزول القرآن الكريم يوم السابع عشر من رمضان بطريقة خاصة واستثنائية، حيث استضافوا قراء القرآن في
المسجد الأقصى وأبرموا توأمة بين أكبر مساجد القيروان وبين الحرم
القدسي الشريف.
وأشرف رئيس الحكومة الحبيب الصيد شخصيا على اتفاقية التوأمة بين جامع عقبة بن نافع والمسجد الأقصى، وذلك خلال الاحتفالية التي أقيمت بالقيروان ليلة 17 رمضان بمناسبة مرور 1450 سنة على نزول القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
واستمع رئيس الحكومة التونسية الى آيات من القرآن وجملة من الإبتهالات قدمها إمام المسجد الأقصى المبارك قبل أن يتولى تكريم أكبر وأصغر حافظ وحافظة للقرآن الكريم، ويرعى اتفاقية التوأمة بين القيروان والقدس الشريف.
وشارك وفد أئمة المسجد الأقصى في الاحتفالية وهم يرتدون الكوفيات
الفلسطينية، وقرؤوا على مسامع الحضور العديد من الابتهالات والآيات القرآنية، فيما حظيت الاحتفالية باهتمام إعلامي واسع في تونس.
وقرأ المحتفلون ما أطلقوا عليه اسم بيان القيروان ليلة نزول القرآن والذي أكد أن "كتاب الله هو كتاب هداية ورسالة سلام وتسامح وإعتدال وهو قادر بمضامينه ومبادئه وقيمه على تحصين الأجيال القادمة ضد كل أشكال الإنحراف والتطرّف"، كما استنكر البيان "كل المحاولات التي ترمي إلى ربط الإسلام بالترويع والتخويف والإرهاب رافضا كل الصور التي تستهدف تشويه سمعة هذا الدين الحنيف".
وتنص اتفاقية التوأمة على التعاون بين القيروان والقدس في مجال المكتبات وترميم المخطوطات والحفاظ عليها وعلى هوية المسجد الابراهيمي وجامع عقبة بن نافع بالقيروان.
ومن المنتظر حسب الاتفاقية أيضا تشكيل لجنة علمية لوضع بروتوكول تعاون وآليات تنفيذ من أجل إعداد الدراسات والنشريات التي تعرف بهذين المعلمين لتعزيز السياحة الدينية وتثري الدراسات العلمية في هذا المجال.
وتعتبر مدينة القيروان واحدة من أعرق المدن العربية في أفريقيا، حيث ظلت مركزا للاشعاع الحضاري في أفريقيا لقرون طويلة، لكن الحبيب بورقيبة عندما تولى الحكم في تونس عاقبها بالتهميش والاهمال، ولم تعد محل اهتمام لدى النظام.
ومن المعروف أن القيروان كانت أيضا بوابة الفتح الاسلامي الى أفريقيا، وهي التي منحت قارة أفريقيا هذا الاسم.
أما جامع عقبة بن نافع، أو جامع القيروان الكبير، فهو المسجد الذي بناه عقبة بن نافع في المدينة التي أسسها بعد فتح إفريقية، ويعتبر المسجد الجامع بالقيروان من أضخم المساجد في الغرب الإسلامي وتبلغ مساحته الاجمالية 9700 متر مربع. كما يُعد أيضا تحفة معمارية وأحد أروع المعالم الإسلامية.