سياسة عربية

السيسي يمدح شرفه ويتهم المصريين بإيذاء أنفسهم (فيديو)

عبد الفتاح السيسي انتقد أحد الإعلاميين لأنه تناول اتفاقية ترسيم الحدود - أرشيفية
امتدح رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي نظام حكمه و"شرفه"، وإنجازاته التي اعتبر أنها لم تتحقق طيلة عشرين عاما، ودافع عن برلمانه وشرطته ومخابراته، وأثنى على اتفاقه لتعيين الحدود البحرية مع السعودية، وأسلوب تعامله مع أزمة "سد النهضة" الإثيوبي، واتهم المصريين بأنهم يؤذون أنفسهم بتشكيكهم في كل شيء.

وفيما يتعلق بأزمة مقتل الشاب الإيطالي "جوليو ريجيني"، تجاهل التطرق إلى أي خطأ ارتكبته أجهزة الأمن، وقال: "احنا اللي عملنا المشكلة دي لأنفسنا"، مستعينا بأساليبه العاطفية التقليدية في محاولة استدرار عواطف المصريين، والقول إنهم ائتمنوه على أرضهم، وعرضهم، وإنه أخذ الضربة في صدره، وإنه مصري شريف لا يباع، ولا يشترى، حسبما ادعى.

وكرر السيسي تحذيراته المعتادة من "أهل الشر اللي جوانا وبيننا"، ومن محاولات عزل الدولة المصرية، واستكمال حصارها، ومن الانتحار القومي بعدم تصديق أي شيء، وغيرها من التحذيرات.

تسيئون لأنفسكم بالكلام في اتفاق الحدود


وفي البداية، آثر السيسي أن يستهل خطابه، الأربعاء، إلى عدد من الإعلاميين ورؤساء التحرير وأعضاء مجلس نواب ما بعد الانقلاب، ومن سموا بممثلي فئات المجتمع، والشخصيات العامة، بالحديث عن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وخصص لها مساحة طويلة من خطابه.

وتوجه بخطابه إلى المصريين، من خلال الحضور، قائلا إنه يحسم موضوع الاتفاقية، وينهيه بالرجاء: "أرجو أن الموضوع ده ما نتكلمش فيه تاني.. أنتم تسيئون لأنفسكم.. فيه برلمان اخترتموه يناقش الموضوع.. يشكل لجنة واثنتين، ويجيب كل اللي عاوزه".

وأضاف: "أرجو أن إحنا نتوقف.. مش معقول نشكك في أنفسنا وأجهزتنا وبرلماننا ونقاباتنا، وكل شيء".

وأردف: "فيه برلمان سيناقش هذه الاتفاقية.. يمررها أو لا يمررها .. يشكل لجانا زي ما هو عايز، ويطمئن، وباطمئنانه تطمئنوا".


وشدد على ضرورة وجود ما اعتبره "وجود فاصل بين ممارساتنا وأدائنا وممارسات وأداء الدولة.. ما أمكن في هذه المرحلة"، على حد قوله.

وبشيء من التفاصيل، تناول السيسي الاتفاقية فقال: "جملة واحدة.. إحنا ما فرطناش في حق لنا.. وإدينا حق الناس.. مصر لم تفرط في ذرة رمل للآخرين، وأعطتها للسعودية".

وأشار إلى أنه كانت هناك ظروف سياسية وأمنية سواء في تولي مصر مسؤولية الحفاظ على هذه الجزر بدلا من أن "تسقط في يد أحد ثان أو بعد كده"، حسبما قال.

وأضاف: "في تعيين الحدود لم نخرج عن القرار الجمهوري الصادر منذ 26 سنة، وتم إيداعه في الأمم المتحدة منذ سنة 1990".

وتابع: "اشتغلنا في الكلام ده سنة 1990 بناء على مطالبات من السعودية بأهمية استعادة الجزر.. والآن الموضوع خلص كإجراءات، ولن يترتب على ردود الأفعال تداعيات على العلاقات المصرية - السعودية".



وتابع: "أنا أخذت الضربة في صدري، ولكن لو أعلنت الموضوع من 8 شهور كنا هنخش في السياق اللي إحنا فيه ده.. طريقتنا في تناول الموضوع، والتعامل معه تؤذينا، وتضعف موقفنا".

وتابع: "السؤال: طرح المعالجة في ساعتها، ولا بعد كده.. هندير أزمة مع السعودية، ولا نديها أرضها، ونخش في مشاحنات.. لا مش هنخش.. لأن الهدف هو عزل الدولة المصرية، واستكمال حصارها.. فلما القضية لما تطرح تعمل مشكلة كبيرة لمصر".

وكشف عن أنه "طلب مذكرة عن هذا الموضوع في حزيران/يونيو 2014، (لم يحدد قبل تنصيبه في 8 حزيران/ يونيو أم بعده) وكان الأمر واضحا.. كل مؤسسات الدولة (الدفاع، الخارجية، المخابرات العامة، كل بأرشيفه السري)"، حسبما قال.

وتساءل: هل لديكم شيء؟ وأجاب: "لا.. ما فيش.. الكلام اللي موجود على الورق القادم من أجهزة الدولة يؤكد هذا.. نحن نتكلم عن التاريخ والوثائق".



احذروا التشكيك


وانتقد السيسي أحد الإعلاميين لأنه تناول اتفاقية ترسيم الحدود من منظور سياسي، فيما قال أحدهم له: "اسألوا كل الناس". وأضاف السيسي: "والله.. سألت كل الناس".

وحذر السيسي المصريين من التشكيك فقال: "دي بلدكم، ودول ناسكم.. لما تشككوا فيهم بالطريق دي.. فاكرين إيه تاني.. الموضوع يتم تناوله بنسق الدولة، وليس الفرد.. كل من له صلة بالموضوع، وعايش موجود في وسطينا جبناه (أشركناه)"، (ونظر إلى وزير الشؤون القانونية الأسبق مفيد شهاب)، الذي أمَّن على كلامه.

وأضاف: "اطمئنوا مش على الجزيرتين بس.. اطمئنوا على الرجل الذي أمِّنتوه على بلدكم، وعلى عرضكم وأرضكم.. وانتبهوا فأنتم تؤذون أنفسكم".

وحول استعجال التوقيع على الاتفاقية كشف أنه كان في الأساس استعجالا سعوديا، فقال: "الضيف لما ييجي حدث زي كده يبقى ده هو الحديث الرئيسي اللي عايز يتعمل، ويتوقع أمه.. هم أيضا شعب، وهو يريد أن يؤكد حقوق بلاده".

والأمر هكذا، شدد السيسي على أنه: "أرجو الموضوع ده ما نتكلمش فيه تاني"، مضيفا: "أنتم تسيئون لأنفسكم".



تعاملتم مع "النهضة" بأسلوب في غير مصلحتنا


ومنتقلا بشكل مفاجئ إلى الحديث عن "سد النهضة" الإثيوبي، خاطب السيسي الحاضرين فادعى أن "التعامل الشعبي مع سد النهضة أثر سلبيا على موقفنا مع القضية"، ومتابعا: "طريقتنا في تناول الموضوع أضعفت موقفنا".

واستطرد: "افتكروا كويس.. أوعوا تكونوا فاكرين أن تعاملكم مع مسألة "سد النهضة" كان في مصلحتنا أبدا.. بس أنتم جوه مصر.. جوه الحالة دي يا مصريين.. مش عارفين قدر (أد) إيه الإيذاء اللي إحنا بنتأذي به.. نتيجة التناول بلا حدود في أي موضوع، وبلا ضوابط.. نتكلم بلا حدود، ولا ضوابط.. أنتم بتؤذوا أنفسكم، وتؤذون بلدكم.. أقسم بالله".

ريجيني.. أنتم اللي عملتم الأزمة

وبالأسلوب نفسه، تجاهل السيسي مسؤولية أجهزة الدولة في صنع قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، واتهم المصريين، وفي القلب منهم الإعلاميون بأنهم هم من صنع الأزمة، فقال إنه عندما تم الإعلان عن مقتل الشاب ريجيني قال العديد من المصريين إن المسؤول عن مقتله هي الأجهزة الأمنية.

وأضاف: "إحنا اللي بنعمل كده في نفسنا من الإعلاميين..  إحنا اللي عملنا المشكلة.. هاتوا كل اللي اتنشر.. فيه مننا وجوانا ناس شر قاعدة تشتغل الشغل ده.. نعلن عن مشروع أو قرار يشككوا فيه، ويتهموا الدولة فيه".



الادعاءات منا نحن المصريين


وقارئا من ورقة بحوزته تابع: "يجب أن ننتبه إلى أن الأكاذيب والادعاءات من أشخاص بيننا، ومنا نحن المصريين.. ثم قمنا نحن من خلال تداولنا لهذه الادعاءات والأكاذيب.. ثم نقوم نحن بتناولها ببساطة.. فنحن من صنعنا ذلك بأنفسنا.. إحنا اللي عملنا المشكلة لمصر.. إحنا اللي صنعنا مشكلة مقتل الشاب الإيطالي لمصر".



ولم ينس السيسي أن يثني على والدته التي قال عنها: "والدتي علمتني وقالت لي: ما تطمعش في اللي في إيد الناس.. حتى لو كان اللي في إيد الناس ده والدك.. ما تطعمش.. اللي أعطى الناس يعطيك.. واللي رزق الناس يرزقك.. لا نبيع أرضا لأحد ولا نأخذ أرض أحد.. ولا نأخذ حق أحد.. خللوا بالكم من حاجة خطيرة جدا.. الانتحار القومي.. (أنتم) مش مصدقين حاجة خالص".



وأضاف: "لا نبيع أرضنا أحد، ولا بناخد أرض أحد"، مدعيا أن الهدف مما يحدث في الفترة الأخيرة في مصر هو ضرب الإرادة، وإحباط المصريين، والوصول إلى ما سماه "الانتحار القومي".

وأردف أن البعض يريد أن يكره المصريين في الغد، وأن يسرق منهم الأمل، ويجعلهم يتشككون في كل شيء، ولا يصدقون بعضهم بعضا، وأن السبب في ذلك مجموعة من الأشخاص قدموا أنفسهم على أنهم أفضل من المصريين، وصلاتهم وصيامهم وعملهم أفضل من بقية الشعب. (في تعريض واضح بالإخوان والإسلاميين).



العمل اللي عملناه ما يتعملش في 20 سنة


وأشاد بإنجازاته فقال: "العمل اللي إحنا عملناه ما يتعملش في 20 سنة، الشغل المضاد والعمل السلبي بيضيع عليك فرحتك، غيرتكم على بلدكم وخوفكم عليها أمر يسعدني ويسعد أي وطني، والغيرة دي أنا محتاج أصوبها وأقول نغير إزاي، ونغير إمتى".



الحريات وحقوق الإنسان: "متغيبنيش.. متوهنيش"

وعن الحريات وحقوق الإنسان بمصر قال: "متغيبنيش.. متوهنيش"، وذلك في إطار حديثه عن وعي المصريين.

وأشار إلى أن الحريات في مصر ترتبط أيضا بفكرة الإخلاص، من خلال الإخلاص في العمل، وأن مصر لن تتقدم من خلال حرية التعبير فقط، على حد قوله.

وقال: "نحاول عمل توازن بين الإجراءات الأمنية وحقوق الإنسان، ويحول دون ذلك قوى الشر، التي تعيش بيننا"، على حد زعمه.

أنا مش إخوان ومش سلفي

ومن ضمن ما قال، إنه يريد أن يقدم نفسه إلى الشعب من جديد، مشيرا إلى أن البعض يجهله ولا يعرف أخلاقه، لذلك من الضروري الآن أن يعيد تعريف نفسه.

وأضاف أنه لم ينتهز فرصة تعيينه وزيرا للدفاع في عهد (الرئيس) محمد مرسي، لكنه كان مختلفا، وقال: "أنا مش إخوان، ومش هبقى إخوان، وأنا مش سلفي، ومش هبقى سلفي.. أنا إنسان مسلم بس".

وزعم أنه قال للرئيس مرسي: "أنا مسلم بس، والجيش بيمثل المصريين مش السلفيين، ولا الإخوان"، متابعا: "أنا قلت له الشعب اختارك، وإحنا هنساعدك لأجل خاطر الناس والبلد، مش زي ما هما بيعملوا بيأذوا البلد، ويكسروها".

واستكمل، بأسلوبه العاطفي المعتاد: "أنا بثق في ربنا، ومحدش هياخد نصيب حد، أنا بقدم نفسي علشان تبقوا عارفين، أنا مصري شريف لا أباع، ولا أشترى".



حروب الجيل الرابع والخامس.. والكتيبتان


ثم خاطب السيسي الإعلاميين بقوله: "يا إعلاميون.. أنتم طرف في المعادلة.. أوعوا تكون مصادركم شبكات التواصل الاجتماعي بس.. هي مجرد مؤشر".



وحذر المصريين من استخدام المعلومات والمصادر المتاحة على شبكات التواصل مضيفا: "أنا ممكن بكتيبتين أدخل على النت، وأعملها دائرة مقفولة، والإعلاميون يأخذون أخبارا، وشغلا منها".




الشارع غير جيد.. والأسعار لن ترتفع


وبالنسبة للشارع المصري، أكد السيسي في خطابه أن الشارع المصري الآن ليس في أحسن حالاته، قائلا: "إحنا مش في أحسن حالاتنا.. وده معناه عندنا إشكاليات كتير في كل مؤسسات الدولة وده هياخد وقت"، بحسب قوله.

وعن الأسعار زعم أنه: "لن يحدث ارتفاع في أسعار السلع الأساسية مهما حدث من ارتفاع للدولار".

وأعلن عن عدد من المشروعات. فقال: "نعمل حاليا في مشروع تنمية محور قناة السويس، والعاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع الصرف الصحي سيتم الانتهاء خلال أشهر من 50% من إجمالي المشروع".


ليبيا.. والتحالفات

وملمحا إلى ليبيا قال: "إننا في أصعب ظروف، وبنسمع كلام كتير كان ممكن نفكر أفكار شريرة أو حتى كثير من السياسين بيفكروا فيها، نقفز على بلد نأخذ خيرها... والظروف متاحة، ونثأر لشهدائنا في سرت، وما زال حتى الآن، لكن نقول: أبدا لا يمكن أن ندخل، ونستبيح أرضهم، من أجل أن نأخذ شيئا من هناك".

وزعم أن مصر (نظام حكمه) لا تدير علاقاتها بانتهازية، ولا بالمعنى السيء للسياسة، مختتما: "مابنعملش تحالفات مع حد ضد حد، وحريصون على القيم والمبادئ".