صحافة إسرائيلية

قراءة بعيون إسرائيلية لمرشحي الرئاسة بأمريكا.. من الأفضل؟

إسرائيليون يرون أن ترامب "صاروخ غير موجه" و"خطر حقيقي" بالنسبة لنتنياهو- أرشيفية
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مقالا لها الثلاثاء، تناولت فيه انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، ومرشحيها، وأيهم تفضل إسرائيل فوزه.

وتحت عنوان غير متوقع، هو: "بالنسبة لنتنياهو.. ترامب هو الخطر الأكبر"، قال الكاتب الإسرائيلي حيمي شليف، إن "مرشح الحزب الجمهوري المحتمل، دونالد ترامب، على الرغم من أنه يؤيد إسرائيل بشكل مطلق، إلا أنه لن يتردد في معاقبتها إذا ما رفضت السلام مع الفلسطينيين. ومن هنا فإن نتنياهو غير متلهف لانتخاب ترامب لرئاسة البيت الأبيض".
 
وعقب هذه المقدمة، يُطرح السؤال: أي المرشحين يعدّ الأفضل بالنسبة للإسرائيل؟ 

في بداية مقاله، لفت الكاتب الإسرائيلي شليف إلى أن هناك ثلاثة من الجمهوريين واثنين من الديمقراطيين الذين لديهم فرص واقعية للنجاح في انتخابات للرئاسة.

ووضع الكاتب نفسه في مكان نتنياهو ليقول: "لو كنت أنا هو لكانت أولوياتي كالآتي: 

1- ماركو روبيو.
2- تيد كروز
3- هيلاري كلينتون. 
4- بارني ساندرس. 
5- دونالد ترامب. 

وقد يثير هذا الترتيب استغراب القارئ وفق ما توقعه الكاتب الإسرائيلي، ما دفعه إلى القول: "نعم لقد قرأتم بشكل صحيح: ساندرس الاشتراكي اليساري قبل ترامب الرأسمالي اليميني".

تردد في الأفضلية بين روبيو وكروز

أورد الكاتب الإسرائيلي أنه يجري تردد في المفاضلة بين روبيو وكروز، "فالاثنان يعارضان بشدة الاتفاق النووي مع إيران، وهما يقولان إنه ليس هناك شريك فلسطيني، وإن الأمم المتحدة متلونة. وكلاهما رفضا مرة تلو الأخرى علاقة أوباما المهينة مع رئيس الحكومة". 

وأبدى الكاتب إعجابه بتصريحات روبيو، التي قال في أحدها: "الرئيس أوباما يتعامل بشكل أفضل مع آيات الله من طهران، مقارنة مع رئيس حكومة إسرائيل".

أما كروز، فقال إنه يهتم مؤخرا بالعلاقة مع اليهود الأرثوذكسيين، الذين يُقدرون تأييده لإسرائيل، ولكن أيضا استعداده لأن يوسع حدود الدستور الأمريكي، وتشويش الفصل الكامل بين الدين والدولة.
 
روبيو في المقابل، هو أيضا يتجول بين اليهود المحافظين الذين يؤيدون نتنياهو. وهو يمثل فلوريدا، الولاية التي تضم نسبة كبيرة من السكان اليهود. ولفت إلى أنه يحظى بتبرعات اليهود السخية، وله تاريخ في تأييد إسرائيل، وهو حليف لأدلسون.
 
وقال: "من بين الاثنين، يبدو أن روبيو سيتفوق على كروز في موضوع إرسال القوات البرية لمحاربة داعش، أو قصف المنشآت النووية الإيرانية إذا فشل الاتفاق معها".

وتابع شليف بأن "السيدة كلينتون وكريس كريستي وجون كيفك، لهم أفضليات بالطبع، حتى لو كانوا غير يمينيين مثل كروز وروبيو، إلا أن فرصهم في هذه المرحلة تبدو ضعيفة، إلا إذا نجح أحدهم في الانتعاش في الانتخابات التمهيدية التي جرت في الأسبوع الماضي في نيوهامبشر"، وفق قوله.

لماذا ترامب ليس المفضل؟

قال الكاتب في صحيفة "هآرتس" إن ترامب يعد "صاروخا غير موجه"، ولهذا يراه "خطرا حقيقيا بالنسبة لنتنياهو". 

وقال إن "الملياردير من نيويورك يتحرك على الهامش بين الوسط المعتدل واليمين الراديكالي كما يشاء في شؤون الشرق الأوسط".

وأضاف: "صحيح أنه يعلن تأييده المطلق لإسرائيل، لكنه يلقي عليها مسؤولية غياب السلام. إنه يستنكر الاتفاق النووي مع إيران، لكنه لا يلتزم مثل كروز وروبيو بإلغائه منذ اليوم الأول له في الحكم". 

وقال إنه "سيعمل على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لكنه يرفض تأييد توحيد المدينة. إنه يتبنى مواقف معارضة للإسلام بشكل يؤثر على الدول العربية المعتدلة التي لها علاقات جيدة مع إسرائيل"، على حد قوله.

وذهب الكاتب الإسرائيلي إلى القول بأن "ترامب يؤكد مؤخرا على انتمائه للجناح البرسبتريالي في الكنيسة المسيحية، لكن يوجد له إله واحد هو دونالد ترامب. فحينما تتم إهانته يكون رده سريعا وفظا كما ثبت أكثر من مرة في الحملة. واذا قام نتنياهو باستفزازه من خلال إلقاء خطاب في الكونغرس دون معرفته، أي بوصفه بـ الساذج مثل أوباما، فإن رده سيكون قاتلا". 

ولفت إلى أن ترامب لن يتورع عن تسمية نتنياهو بـ"الغبي" كما سمى خصومه ومنتقديه. وقد يقوم بسلب شرعية نتنياهو كما فعل مع كروز، في ما يتعلق بمواطنته الكندية. 

وقال إن ترامب يبدو مندفعا نحو حل حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، فهو يؤمن بأنه يستطيع إنهاء الصراع بسرعة. على عكس كروز الذي يزعم أن الولايات المتحدة يجب عليها الكف عن تقديم النصائح والوعظ لإسرائيل. 

وأضاف أن ترامب هو العدو الأكبر للمحافظين في الحزب، ومنهم المؤيدون الجدد لإسرائيل ونتنياهو. 

وأشار إلى أن المحافظين يرون أن ترامب يسرق الحزب منهم. وقد خصصوا مؤخرا نشرة كاملة في مجلتهم المعروفة، "ناشيونال ريفيو"، في محاولة لسلب ترامب شرعيته. وهو من ناحيته إذا تم انتخابه، فلن يغفر ذلك.

وبالنسبة إلى الكاتب، فإن أكثر سيناريو يخافه الإسرائيليون في حال وصول ترامب إلى كرسي الرئاسة، هو أنه: "إذا قرر ترامب اتخاذ خطوة مناهضة لإسرائيل، فلن يكون هناك من يوقفه"، وذلك خلافا لكلينتون أو ساندرس. 

الائتلاف المؤيد لإسرائيل سينهار

وفي سياق متصل، أوضح الكاتب أن الائتلاف المؤيد لاسرائيل الذي يتشكل اليوم من الحزب الجمهوري، إضافة إلى جزء كبير من الحزب الديمقراطي، معرض للانهيار في حال فوز ترامب، على الرغم من أن هذا الائتلاف هو الذي كبح خطة أوباما للسلام، وحاول إفشال الاتفاق النووي مع إيران. 

وقال إن ترامب سيحظى بتأييد تلقائي من كل أعضاء حزبه الجمهوري، سواء في موضوع السلام مع الفلسطينيين أم بفرضه على إسرائيل، وسينضم إليه أيضا معظم الديمقراطيين.

ساندرس وكلينتون

ويرى شليف أنه بالنسبة لساندرس اليساري، سيحدث العكس تماما. فكل خطوة ستكون له ضد مصلحة إسرائيل ستثير ضده الجمهوريين في الكونغرس مع جزء كبير من الديمقراطيين، لا سيما أولئك الذين يستمرون في إنشاء علاقة قوية مع اللوبي الإسرائيلي "الإيباك". 

وقال: "إذا تم انتخاب ساندرس، فسيكون اليهودي الأول في البيت الأبيض. بالنسبة لنتنياهو هذه نقطة ضعف وليست نقطة أفضلية". 

وأوضح ذلك بالقول إن "ساندرس هو من النوع الذي لا يفهمه ولا يحبه نتنياهو. فهو اشتراكي راديكالي مثل المقربين اليهود من أوباما، الذين أثروا عليه بشكل سلبي"، برأي الكاتب. 

وقال إن هناك مشكلة أخرى لساندرس ستقلق نتنياهو، لأنه لا يبدو كمن يتعمق أو يهتم بالشؤون الخارجية والأمن. وهذا من شأنه توريط واشنطن في إجراءات خاطئة ستضعف موقفها في الساحة الدولية، ما سيؤثر أيضا على إسرائيل.

وختم الكاتب الإسرائيلي مقاله في حديثه عن كلينتون، إذ قال فيها إنها "تعدّ من أكثر المرشحين للرئاسة معرفة، لا سيما في الشؤون الخارجية"، مضيفا أن "انتخابها سينشئ موجة من التلهف مثل التي رافقت دخول أوباما إلى البيت الأبيض. وعلى عكس أوباما، فقد كان لنتنياهو وكلينتون تاريخ طويل من العمل معا منذ كان رئيسا جديدا للحكومة، وكانت هي السيدة الأولى، الأمر الذي سيضمن أيضا عودتهما إلى أخطاء الماضي"، على حد قوله.