استخفَّ عدد من الإعلاميين الموالين لرئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، بالتصريحات التي أدلى بها نائب رئيس "الدعوة السلفية"، ياسر
برهامي، الأربعاء، وفتحوا النار عليه، ووصفوا تصريحاته ب"الهرتلة"، ونعتوه بأنه "إرهابي" وبأنه "إمام التكفير والتفجير"، بل ألمح بعضهم إلى عزله، وحزب "النور"، سياسيا، وقال له: "خليكم كده بركة".
وكان برهامي أطلق سيلا من التصريحات الأربعاء، في أعقاب خسارة حزب "النور" للجولة الأولى من الانتخابات، قال فيها إنه سوف يحاجج السيسي عند الله على ما اعتبره "ظلما" تعرض له "النور" في عهده.
وفي أعنف هجوم، قال يوسف الحسيني - في برنامجه "السادة المحترمون"، على قناة "أون. تي. في"، مساء الأربعاء -: "ياسر برهامي قال إن الرئيس السيسي سبنا ننضرب، ونتشوه على الرغم من أننا فصيل وطني أسهم وساعد في إنقاذ الوطن من الفوضى".
وتساءل الحسيني: "طيب بأمارة إيه يا دكتور أنتم شاركتم في ثورة 30 يونيو أو صدر عنكم بيان يؤيدها؟... محصلش (لم يحدث).. أنتم ركبتم سبنسة (مؤخرة) قطار 30 يونيو".
ووصف الحسينى، برهامي بـ"الزغلول الأكبر في التيار السلفي"، كونه أحد أهم دعاة "التكفير والتطرف في
مصر"، وفق وصفه.
وتابع الحسيني: "برهامي إمام التكفير والتفجير في الوطن العربي، ولا يوجد فرق بينه وبين أبو بكر البغدادي زعيم داعش، وأسامة بن لادن".
وعرض الحسينى مقاطع فيديو لتصريحات برهامي، رأي أنها تتناقض.
ومن جهتها، اعتبرت رولا خرسا - في برنامجها "وماذا بعد؟" على قناة LTC، مساء الأربعاء - أن تصريحات برهامي بخصوص الانتخابات تسيء لحزب النور، وله.
وتوجهت بالسؤال إلى برهامي: "لماذا تلقي المسؤولية على أي أحد إلا على نفسك؟ تصريحاتك ربما تكون السبب.. لماذا لا تتحمل مسؤولية تصريحاتك؟
وقالت: عندي سؤال واحد: تضرب في المسيحيين والأقباط، وتضرب في أي أحد لا ينتمي لحزب النور، ورحت انتخبت بنفسك، وانتخبت، واتصورت مع الفنانة الجميلة إلهام شاهين، واتصورت بالحبر الفوسفوري بأصبعك.. هل أنت متخيل بعد التصريحات التي أدليت بها أنك أنت نفسك لم تسيء لحزب "النور"؟، وفق سؤالها.
كما شن الإعلامي جمال عنايت، هجوما عنيفا على برهامي. وقال - في برنامجه "سيادة الناخب" على قناة "الأولى" المصرية، الخميس -: "إن الدولة لن تقوم بتزوير الانتخابات لأجل
حزب النور".
وخاطب عنايت "برهامي" بقوله: "لو عندك مشكلة في الحزب، حِلها من غير ما تدخل الرئيس والدولة فيها، يعني إنت عايزنا نعمل إيه، وعلاقتهم إيه بالانتخابات؟"
السيسي باعنا.. السيسي خدعنا
وانضم الكاتب الصحفي محمد أمين، إلى الحملة على "نائب رئيس الدعوة السلفية"، وكتب مقالا بجريدة "المصري اليوم"، الخميس، حمل عنوان: "السيسي باعنا.. السيسي خدعنا"، وصف فيه تصريحات برهامي بأنها "هرتلة". (هذيان).
وقال أمين: "أتابع هرتلة ياسر برهامي، وتهديدات يونس مخيون، بعد سقوط النور.. مرة يقول برهامي: السيسي شهد فينا كلمة، ولم ينقُضْها، ولكنه سابنا نضّرب وتتشوه صورتنا.. ومرة يهدد مخيون بالانسحاب في جولة الإعادة والمرحلة الثانية.. ليه (لماذا)؟.. هل كنت تنتظر من السيسي أن يتدخل لتزوير الانتخابات لصالحكم؟.. ما معنى كلمة سابنا؟.. هل كنت تريد اللعب من تاني؟!".
وأضاف: "أحزاب كثيرة لا تقر بخيبتها القوية.. ترمي الدولة بتهم الخداع والبيع.. السيسي خدعنا.. السيسي باعنا.. العكس هو الصحيح تماما.. السيسي وقف معكم، ورفض حل أحزابكم.. من باعكم هو الشعب.. من أمر بإسقاط حزبكم هو الشعب.. مَن ذاق المُرّ من تصريحاتكم هو الشعب.. السقوط هذه المرة ليس بأمر النظام.. السقوط حدث بأمر الشعب.. الشعب يريد تنظيف مصر".
وتابع: "في اليوم الأول للانتخابات سمعنا برهامي يتحدث عن تشكيل الحكومة.. رفض أن يكون رئيس الوزراء علمانيا.. كان يوحى لأنصاره أنه على وشك تشكيل الحكومة، وتحقيق الأغلبية.. بعد يومين من تصريحه الأول، سمعناه يتحدث عن الخداع الحكومي.. سمعناه يندب حظه على السقوط الذريع.. التصريح الأول هو الذي كان خادعا.. لم يكن برهامي يعرف طبيعة الأرض التي يقف عليها، مع آل البيت السلفي".
وأردف: "ما حدث أن السلفيين تصوروا أنهم أخذوا الضوء الأخضر في الانتخابات.. توهموا أنهم موجودون بقرار جمهوري، وتصوروا أنهم سيحكمون بقرار جمهوري أيضا.. وهنا ترشح نادر بكار ومراته.. وترشحت أمه وحماته.. وترشح أبوه وحماه.. وترشحت عمته وخالته.. كأنه مجلس العائلة المقدسة.. تخيلوا أنهم آل البيت.. تخيلوا أنهم قدموا السبت لمصر والإسلام نفسه، وجاء يوم حصاد الغنائم"، وفق وصفه.
وأضاف أمين: "المشكلة هنا عند برهامي ومخيون وبكار وشركاهم.. أنهم انتظروا أن يقبضوا ثمن موقف سياسي.. قال برهامي إنهم "ساعدوا في عدم دخول البلاد إلى فوضى وحرب طائفية".. وهل يستحق هذا الموقف يا مولانا أن تقبض عليه الثمن؟ هل المواقف الوطنية تُباع وتُشترى؟ هل اعتاد المتأسلمون أن يقبضوا؟ ألم يقبضوا من الخليج ليدخلوا الانتخابات؟ ألا يكفى ما حصّلوه من أموال؟ ألا يكفي أنهم تاجروا بالدين؟".
وشدد على أنه: "لا السيسي باع النور، ولا خدع السلفيين.. ولا السيسي باع الأحزاب الأخرى، ولا خدع زعماءها.. كل ما فعله أنه أعطى فرصة متكافئة للجميع.. وقف على الحياد.. وقفت أجهزة الدولة على الحياد.. عرف كل واحد مقامه.. بعضهم سيخرج من المشهد للأبد.. كانوا يتصورون أنهم في عصر مبارك، حيث تُوزع نسبة، وحيث كان يعرف أي مرشح أن مقعده محجوز.. كل ذلك قد انتهى تماما، وللأبد".
واختتم مقاله: "النور" لم يستوعب الدرس بالمرة، فالسيسي لم يَتْرُككم تتشوهون، ولم يحرض على تخوينكم.. مَن يشوهكم هم الإخوان لأنهم يعرفونكم.. ومَن يخونكم هم العلمانيون لأنها حقيقة.. انسحبوا أو استمروا في الانتخابات.. افعلوا ما شئتم.. ارجعوا إلى مقاعدكم أفضل.. ارجعوا إلى ملاعبكم.. خليكم كدة بركة"، ملمحا إلى اعتزال العمل السياسي، والتفرغ للدعوة المسجدية.
ويُذكر أن عددا من الأذرع الإعلامية للسيسي صبوا جام غضبهم، على برهامي وحزب النور، عقب العزوف الجماهيري عن المشاركة في الانتخابات.
وقال أحدهم إن اللجان كانت تشبه المقابر، متسائلا: أين أنت يا حزب النور؟ وأين تيارك السلفي الحاشد الذي وعدت به؟
ووصل الأمر بأحمد موسى حد أن نعت "حزب النور والسلفيين"، بأنهم إرهابيون، وقال: "برهامي إرهابي مثل بديع، لا فرق بينهما، ولكن لكل شيخ طريقة، بحسب زعمه.
وقال مراقبون إنه بعد التصريحات الأخيرة لبرهامي، التي انتقد فيها السيسي، بات في حكم المؤكد حرمانه من الخطابة، وعدم منحه تصريحا مؤقتا من وزارة الأوقاف، كما كان الأمر سابقا، متوقعين أيضا حصر خطباء السلفيين، واستبعادهم كبرهامي، من الخطابة، والإمامة بالمساجد.