مقالات مختارة

بوتين شيعي.. أوباما سني؟

1300x600
كتب علي حسين: لا مفاجأة على الإطلاق، أن نتربع على قمة الدول الفاشلة، ما المفاجأة في بلد يختلف رئيس وزرائه ووزير خارجيته على عدد المهجرين؟

الأول يعتقد بحسه "الأركيولوجي" أنهم مليونين، فيما الآخر "مبتسم" عند الرقم ثلاثة.. تقارير الأمم المتحدة تخبرنا بأن العدد وصل إلى أربعة ملايين إن لم يزد عليها بمئة أو مئتي ألف، لا تهتم أرجوك، فنحن الشعب الوحيد الذي لم يعد أكثر من أرقام في سجلات الموتى والمشردين.
 
ما المفاجأة ونحن نهلل ونفرح لأن العمال الأتراك وجدناهم أحياء على جسر المسيب؟ فعلا.. نحن بلد غير مسبوق من كل الوجوه، وهل هناك غيرنا لديه أكثر من مليون سيطرة وسيطرة ومع هذا ينتقل الخاطفون من محافظة إلى أخرى ومعهم 18 آدمي بشحمهم ولحمهم؟! هل المشكلة في جهاز كشف المتفجرات لصاحبه الدباس أم في تواطؤ السيطرات مع الخاطفين؟

سيقول البعض متى تتوقف عن التهريج يا رجل؟ لماذا تريد أن تحول أبصارنا عن الموضوع المهم، فها هي روسيا تقف إلى جانبنا وبوتين "حفظه الله" أرسل خبراءه إلى العراق، وحتما هناك من سيسخر ويقول: "هكذا أنتم معشر "الإمبرياليين"، لا يعجبكم العجب"، وثالث سيعلق هل نحن في وضع يسمح لنا بمثل هذه"السفاسف" -مع الاعتذار للكابتن حكيم شاكر صاحب براءة اختراع "حب السفايف"- فالأحداث تتلاحق بسرعة البرق، وأنت تعد على الجعفري أنفاسه.

وقبل أن أجيب على هذه الأسئلة "اللطيفة" دعوني أقول لكم: إن الذين يعتقدون بأن طائرات روسيا غارت من أجل عيون الأسد، أو لأجل ابتسامة العبادي واهمون، ويحسن بهم أن يداوموا على متابعة ما يقوله الإعلام الروسي الذي لا يزال يذكر الناس بأن أمريكا مرحت واستراحت في أوروبا الشرقية، وأن أزمة أوكرانيا لم تنته بعد.. وبعد أن كانت موسكو بريجنيف في كل مكان من الشرق الأوسط، وجدت نفسها، عاما بعد آخر تتبخر.

سيقول آخرون وماذا عن أوباما الذي لا يزال يؤيد سياسة السعودية ضد الحوثيين الشيعة؟ بماذا يفكر الآن، وينسى أصحاب شعار "بوتين الشيعي" أن أوباما الذي يسخرون منه الآن هو ذاته كان أيضا يلقب بأوباما الشيعي، لأنه أصر على توقيع الاتفاق النووي مع طهران. 

هل بقي في جعبة الأخبار شيء مثير؟ نعم إنه إعلان "لك رياض" الذي أطلقته قناة العراقية، ليذكرنا بأن الدنيا ربيع والجو بديع.

لست ضليعا في شؤون الهجرة مثل النائبة عواطف النعمة، لكني أعرف وأرى في بلادنا شبابا حرموا من فرص عمل وحياة جميلة يستحقونها. 

منك لله، يا رياض، قلبت علينا المواجع.. أفضل عقاب لك أن أجعلك تستمع إحدى خطب وزير خارجيتنا.

(عن صحيفة المدى العراقية، 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2015)