قضايا وآراء

قناة الشرق بين الواقع و المأمول

1300x600
لقد تعجبت كثيرا حينما قرأت تصريحات الشيخ وجدي غنيم، الذي أُجله و أقدره و أحمل له كثيرا من الاحترام و المحبة، عن أن قناة الشرق سوف تمنع صور الدكتور محمد مرسي و صور رابعة، وجعلتني تلك التصريحات أتابع الشاشة التي لم تنطلق بكامل قوتها في أيامها الأولى، فوجدت في فيديوهات القناة صورة الرئيس محمد مرسي ووجدت شارة رابعة في تلك المواد القديمة، التي أُذيعت و كانت موجودة قبل غلق القناة وأيضا في المواد الجديدة التي تذاع لأول مرة.

والحقيقة أنني أتفهم ما قاله الدكتور وجدي غنيم في إطار تخوفات، وليس في إطار معلومات، وتخوفاته مقدرة ومحل اعتبار، حتى إن الاخوان لم يغيبوا عن شاشة القناة منذ اليوم الثاني من بثها فقامت باستضافة أستاذ الاقتصاد الدكتور أشرف دوابة، أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، في برنامج المطبخ السياسي، الذي يقدمه المبدع أيمن الباجوري، والاكتشاف الجديد الرائع دعاء حسن.

ورغم أن القناة أصابها بعض الخلل التقني و الفني في الأيام الأولى مما أدى إلى تأخر البث في اليوم الأول، وتأخر بعض البرامج في اليوم الثاني، إلا أن هذا وارد في مجال الإعلام وفي مجال الانطلاقات الجديدة كافة للقنوات، وكان الأنسب إعلاميا تأخير إعادة بث القناة لشهرين أو ثلاثة حتى تكتمل خارطة برامج القناة، فتكون الانطلاقة مبهرة للجميع، وتجعل الشاشة دافئة يلتف حولها الجميع، ولكن سبق السيف العزل، لذا تتعمد القنوات أن تكتب عند انطلاقها كلمة بث تجريبي، كما هو مكتوب على شاشة الشرق الآن.

إن قناة الشرق بكل تأكيد ستعتبر إضافة إلى قنوات مكملين والثورة لتصبح العرين الثالث للثورة، وسيثريها هذا الإعلام عودة إعلاميي قناة مصر الآن، عبر شاشة جديدة وفي مقدمتهم الإعلامي الرائع محمد ناصر مرة أخرى، و الحقيقة أني أستبشر لقناة الشرق بالاستمرارية كما كانت بل أقوى، خاصة أنها تحمل بعض الوجوه القديمة المستمرة في القناة التي اثبتت قوتها مثل الحقوقي المتخصص هيثم أبو خليل والإعلامي الساخر سامي كمال الدين، الذي تنبأ له الدكتور أيمن نور منذ أن كان سامي طالبا بمستقبل إعلامي باهر، وطبعا الإعلامي عميد القناة معتز مطر الذي يضيف مذاقا خاصا للقناة، والذي سيذكر التاريخ يوما أن الله جعلني سببا في ظهوره بقناة الشرق، بعد أن اقترحته على الدكتور باسم خفاجي وجعلتهما على اتصال.

سيزيد الشاشة بريقا انضمام وجوه جديدة كثر للقناة في طلتها الجديدة، وأعتقد أن الدكتور أيمن نور لا زال في جعبته الكثير، فهو يسعى دائما للتطور والتطوير، كما يجب هنا في هذا المقام أن أوجه الشكر للدكتور باسم خفاجي، الذي كان سببا في استمرار القناة ورغم خلافي السياسي معه الذي لا زال مستمرا، إلا أنه على المستوى الإعلامي عامة، ومستوى قناة الشرق خاصة، قدم علامة تجارية محترمة غلفتها الإدارة الجديدة بالمصداقية. 
        
وكما كتبت سابقا، أتمنى لقناة الشرق هذه المرة انطلاقة مستمرة، وأتمنى أن تكون خنجرا للثورة لا حملا يثقل خطوات الثورة، و لن تمنعني علاقتي الأدبية بالدكتور أيمن نور أن أنتقد كل فرد فيها وأن أنتقد أي سياسة لها تحيد عن الطريق الصحيح، وسيكون بداية الانتقاد من هذا المقال، حيث إن القناة افتقدت في طلتها الأولى إلى اللمسة الجمالية في ديكورات البرامج وألوانها وتقنياتها، وأعتقد أن الاستوديو الوحيد الذي يجذبني كمشاهد هو استوديو برنامج حقنا كلنا برغم بساطته، وإني على يقين أن كان الدكتور أيمن نور يمتلك رفاهية الوقت لصنع ديكورات تبهر المشاهد، كما نراها في القنوات الخاصة المؤيدة للانقلاب في مصر.

و هذا اليقين يأتي لأن كل من في الوسط السياسي يعلم جيدا حسن اختيار الدكتور أيمن نور لتفاصيل ديكوراته الرائعة، ولهذا فإن تلك الديكورات ستكون مؤقتة بلا شك، وأهمس في أذن الدكتور أيمن أن يجنب العواطف جانبا و يحترس من المنتفعين، ومن يجعل نفسه فرعا للسبكي للإنتاج السياسي بدلا من الفني.

وأخيرا و ليس آخرا، سيظل هذا القوس مفتوحا لإبداء رأيي في القناة، و هذا وعد مني لنفسي أولا، ثم لمتابعيّ ثانيا .
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع