أطلق نشطاء ومعارضون
مصريون، الخميس، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تسخر من التهويل الرسمي والإعلامي لمشروع "
قناة السويس الجديدة" التي تفتتح رسميا اليوم، وأطلق النشطاء على تلك الحملة اسم "
ترعة السويس"، في إشارة إلى كونها ممرا مائيا صغيرا وليست بالضخامة التي يتم تصويرها بها.
و"الترعة" هي تسمية محلية في مصر للمجرى المائي الصغير الذي يستخدم لري الأراضي الزراعية.
وتهدف الحملة، إلى إظهار أن الاحتفال الضخم بالممر المائي الجديد هو تكرار للاحتفالات بالمؤتمر الاقتصادي الذي عقد آذار/ مارس الماضي، وكلاهما "لا يحملان أي جدوى ومصيرهما الفشل".
والمؤتمر الاقتصادي الذي عقد في آذار/ مارس الماضي في شرم الشيخ المصرية، وقالت الحكومة وقتها إنه سيجلب للبلاد استثمارات ضخمة تصل قيمتها إلى عشرات مليارات الدولارات، ويشكك معارضون وتقارير محلية في جدواه، مؤكدين أن المؤتمر "لم يجلب استثمارات جادة بعد"، وهو ما لا تعترف به الحكومة.
"المجلس الثوري المصري" أحد المكونات المؤيدة لمحمد مرسي أول رئيس مدني منتخب، في خارج مصر والمشكل من عدد من قيادات المعارضة، اعتبر قناة السويس الجديدة أيضا مجرد "ترعة" غير ذات جدوى، مدشنا هاشتاغ (#ترعة_السويس) عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك".
وتحت هذا الهاشتاغ، طرح طارق الزمر، القيادي بحزب البناء والتنمية (المعارض)، تساؤلا عن القناة الجديدة، فحواه: "ماذا لو تبيّن للشعب المصري أنه قد تعرض لعملية نصب أكبر عشرات المرات من نصب المؤتمر الاقتصادي وعلاج فيروس سي؟".
وفي شباط/ فبراير 2014، أعلنت السلطات المصرية عن النجاح في "ابتكار جهاز لعلاج فيروس الكبد الوبائي سي"، ثم تم تأجيل طرح الاستخدام الجماهيري للجهاز تحت ذريعة "إجراء مزيد من التجارب" عدة مرات، وهو ما اعتبره معارضون "فشلا".
وكانت الحكومة المصرية استطاعت العام الماضي جمع مبلغ ثمانية مليارات دولار، عن طريق بيع شهادات استثمار اكتتب عليها المصريون، لتمويل مشروع قناة السويس الجديدة، بعائد يصل إلى 12% سنويا.
من جهتها، أعلنت حركة "شباب ضد الانقلاب" المعارضة للرئيس المصري عبد الفتاح
السيسي رفضها لما وصفته بـ"التهويل" الذي لفّ المشروع الجديد، معتبرة إياه "فنكوشا (وهما) جديدا"، بحسب ما ذكرته على صفحتها الرسمية على "فيسبوك".
وعبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"، قال مصطفى محمد، النائب السابق المنتمي لجماعة الإخوان: "تفريعة قناة السويس ليست الأولى وسبقتها تفريعات دون هذا الضجيج المصطنع"، في إشارة إلى افتتاح ممرات مائية مثلها في عهد رؤساء مصر، ومنهم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ولم تحظ بمثل ما حفل به افتتاح القناة الجديدة من ضجيج إعلامي.
و"لن تقتصر معارضة النشطاء وأنصار مرسي للمشروع على الفضاء الإلكتروني وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما ستمتد اليوم الخميس على شكل مظاهرات محدودة، من المرتقب أن يزداد زخمها غدا الجمعة"، بحسب مصدر مطلع في جماعة الإخوان، طلب عدم ذكر اسمه.
وعلى مدار أسابيع، شهدت مصر حملة إعلامية وصحفية ضخمة برعاية رسمية، روّجت لافتتاح وصفته بـ"الأسطوري" لقناة السويس الجديدة، رفع بحسب مراقبين من توقعات المصريين حول الانعكاسات المتوقعة للمشروع على تحسين الواقع المعيشي للمواطن، وهو ما يعتبره معارضون "مبالغة كبيرة وتهويلا".
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دشن مشروع حفر القناة الجديدة في الخامس من آب/ أغسطس العام الماضي، لتكون موازية للممر الملاحي القائم (يصل بين البحرين الأحمر والمتوسط)، وذلك من أجل "تمكين السفن والناقلات من عبور القناة في اتجاهين في ذات الوقت، بما يقلل زمن الرحلة ويسهم في زيادة الإيرادات لمصر".
وأعلنت السلطات المصرية حالة التأهب القصوى، على المستويين، الأمني والتنفيذي، استعدادًا لافتتاح القناة الجديدة اليوم.
وطيلة الفترة الماضية، يتداول نشطاء مصريون معارضون أن مشروع "تنمية محور قناة السويس" الذي طرحه مرسي في عام 2012، هو أكبر وأهم من الممر المائي المحدود الذي يفتتح اليوم، حيث كان يضمن إقامة منطقة تنمية صناعية وزراعية وتجارية وخدمية وتكنولوجية متكاملة عرضها بهدف جذب المستثمرين من مصر وجميع أنحاء العالم، إلا أن الإطاحة به في 3 تموز/ يوليو 2013 حالت دون تحقيق المشروع.