سياسة عربية

مستشار للسيسي: المصالحة مع الإخوان قادمة

وصف قانون تقسيم الدوائر الانتخابية بالمأزق- أرشيفية
قال عضو المجلس الاستشاري العلمي لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، محمد غنيم،  إن المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين قادمة، وإن البرلمان المقبل لن تكون فيه الأغلبية لجناح بعينه.

وقال غنيم، في حوار مع صحيفة "اليوم السابع" الجمعة، إن "المصالحة الوطنية ستأتي في وقت ما، لابد أولا من وقف الإخوان العنف، والتقدم باعتذار للشعب المصري عن الجرائم التي ارتكبت، على الإخوان الاختيار بين العمل بالسياسة أو الدعوة، إنما الاثنان مع بعض لا".
 
وأضاف: "الدستور يتيح للحكومة والبرلمان المقبل أن يسن قانون المصالحة المجتمعية، وهو واضح لا لبس فيه، رئيس الدولة إذا عمل قانونا ممكن يوافق عليه البرلمان".

الإسلاميون موجودون.. والأحزاب ضعيفة

ورأى غنيم أن البرلمان المقبل سيكون خطيرا إذا كان هناك أغلبية، إذ سيصوت في اتجاه معين.

وأضاف أن تيار الإسلام السياسي سيمثل طبعا في البرلمان المقبل، ولن يكون تمثيلا مؤثرا،  والبرلمان المقبل لن تكون فيه جبهة واحدة مؤثرة، سيكون مثل البلاط "الموزايكو"، ولا يوجد به قوة واحدة مؤثرة، وسيكون فيه يمينيون ويساريون و"شوية إسلاميين ومستقلين".

وعن الأحزاب قال: "جميع الأحزاب سواء القديمة أو الجديدة ضعيفة، ولا تقوم بدورها بالانتشار في الشارع والالتحام بالقواعد، إنهم يكتفون بالاستعراض في التلفزيون أو الكتابة في الصحف". 
وأشار إلى أن حزب النور سيأخذ حصة، لكنه لن يستطيع الحصول على الأغلبية. مضيفا أن "المال السياسى سيكون له تأثير" على الانتخابات.

ووصف قانون تقسيم الدوائر الانتخابية بأنه "مأزق نسعى للخروج منه". 

رفض لقانون"التظاهر" والإعدامات

وجدد غنيم موقفه الرافض لقانون التظاهر قائلا: "موقفى يتطابق ما جاء في الدستور، وقد عرضت على الرئيس وجهة نظري أنه غير دستوري".

وبالنسبة لتدخل بعض الدول لوقف تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة ضد قيادات الإخوان، اعتبر غنيم أن هذا أمر طبيعي يحدث في كل الدنيا، وقال: "أحكام الإعدام ممنوعة في بلاد كثيرة جدا، وأعتقد أن هذه المطالبات ضغوط سياسية، وليست خوفا على أي شخص، وأتصور أنه في النهاية ممكن أن تصدر إعفاءات رئاسية تقضى باستبدال الإعدام بالسجن المؤبد".

وحول مواجهة تنظيم الدولة، قال إن "الأمن يحتاج إلى تطوير آلياته وتقنياته التدريبية، وهناك التنمية، وحاجة ثالثة لا تتمثل فى تغيير الخطاب الديني، وإنما فى تغيير ثقافة الشعب من خلال حيادية التعليم، ونشر الثقافة والتاريخ".
 
السيسي بلا شفافية ولا رؤية

وقال إنه على السيسي أن يخاطب الشعب مرة كل شهر، "لا لكي يطمئنه، ولكن ليقول: نحن فعلنا كذا، وهذا سيكون تأثيره كذا، ولن أستطيع أن أفعل هذا الآن، ولكن سأفعله في موعد معين، يجب أن تكون هناك شفافية".

ووجه سؤاله للسيسي قائلا: "إذا قلت للناس إننا سنقوم بمشروع قناة السويس خلال عام، ونفذت ذلك، فلماذا لم ينته قانون الإرهاب حتى الآن حيث إنه موجود دون إقرار منذ 3 أشهر، وكذلك اللائحة التنفيذية لقانون الاستثمار أين هى؟".
 
وتابع: هناك مشروعات أخرى يمكن عملها بسندات واستثمارات مصرية، فعليك طرح مشاريع من هذه النوعية دون اللجوء للاستدانة.

حكومة محلب تفعل الشيء وعكسه

وأوضح أن أداء الحكومة "متوسط. أما عن الملاحظات، فأولها أن المهندس إبراهيم محلب يقوم بزيارة المواقع، بينما نحن نريد رجلا يجلس يفكر، ويضع استراتيجيات".

وأضاف: "هناك ملحوظة أخرى هي أن قانون الاستثمار لم يكتمل بعد، ووزير المالية كان يعمل مستشارا فى وزارة بطرس غالي، وبالتالي فقوانين الضرائب غير جيدة، وهناك قرارات تصدر ثم تلغى ثاني يوم، فعدم استيراد القطن قرار استراتيجي صدر من وزير الزراعة ثم ثاني يوم يتم إلغاؤه من قبل رئيس الوزراء، كما صدر قانون البورصة وبعد يوم تم إلغاؤه، كأننا لا نعمل تحت قبضة واحدة أو مجموعة واحدة".

إعادة حسابات من السعودية

وعن العلاقات بين مصر والسعودية رأى أن هناك تغييرات، و"ليس فقط بسبب وفاة الملك عبد الله، فهناك أمور عدة، أضيفت بعد وفاة الملك عبد الله، منها ما يحدث في اليمن من أحداث، والاتفاق الأمريكي الإيراني النووي، فكل هذه الأمور تؤدي إلى إعادة حسابات العلاقات الدولية".

وقال: "لن تتطور العلاقات بين البلدين إلى الأسوأ، قد تقل المساعدات لأن هناك ضغوطا على المملكة العربية السعودية، ولكن لن يكون هناك علاقات سيئة بين البلدين".

وبشأن ما يحدث في اليمن رأى أنها "مشكلة سياسية تتخذ طابعا دينيا، يذكرنى بأيام الفتنة الكبرى، حيث يرمى الغطاء الديني نفسه على خلاف سياسي، فلماذا تحارب السنة الشيعة؟ ولماذا تحارب الشيعة السنة؟، هناك أيضا الإخوان في المنتصف، فيما تأتى داعش بجانب القاعدة".

طبيب مؤيد للانقلاب

يشار إلى أن "محمد أحمد غنيم" هو المنسق العام لتحالف "الجبهة الوطنية المصرية"، الموالي لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، كما أنه أحد مؤسسي الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، الذي تم إنشاؤه بعد ثورة 25 يناير 2011.

وهو من مواليد عام 1939 بالقاهرة، وتخرج في كلية طب عين شمس، ثم انتقل إلى المنصورة، وعاش فيها. وهو أحد رواد زراعة الكلي بمصر والعالم، وأصبح مدير أول مركز متخصص بزراعة الكلي في الشرق الأوسط بمدينة المنصورة.

وبدأ غنيم في السنوات الأخيرة ممارسة العمل السياسي، وعرف بموقفه العدائي للإخوان المسلمين والرئيس المصري محمد مرسي، كما كان من دعاة الخروج في مظاهرات 30 يونيو 2013، وتأييد الانقلاب الدموي، الذي أعقب تلك المظاهرات.