سياسة عربية

إعلاميو السيسي يتقاضون ملايين الجنيهات رغم أزمة القنوات

الإعلامي المصري عمرو أديب - أرشيفية
برغم الأزمة المالية الطاحنة التي تعاني منها القنوات الفضائية الخاصة والمملوكة لرجال الأعمال في مصر، ما اضطر بعضها إلى التوقف، وبعضها الآخر إلى فصل عاملين فيها، إلا أن الإعلاميين الذين يُعَدّون أذرعا إعلامية للرئيس المصري بعد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، حافظوا على تصدرهم لقوائم الإعلاميين الأعلى أجرا في مصر، بأجور تبلغ ملايين الجنيهات.

وذكرت تقارير صحفية، الخميس، أنه على الرغم من خسائر القنوات الفضائية المصرية إلا أنها ما زالت تخصص ميزانيات ضخمة لمذيعيها من نجوم البرامج الحوارية "التوك شو"، على أمل أن تستحوذ على نسب مشاهدة أكبر، تتم ترجمتها بالتبعية إلى أموال في صيغة إعلانات تلفزيونية.

ووفقا للأرقام التي كشفتها الإقرارات الضريبية لهؤلاء الإعلاميين، سجل الصحفيون رقما هو الأكبر، في قائمة الأعلى أجرا بين مقدمي برامج الفضائيات الخاصة.

ويتحدد أجر الإعلامي تبعا لجماهيريته، والكم الإعلاني، الذي يتدفق على اسم المذيع، وبرنامجه، بما يترجم العائد المادي الذي يتدفق على القناة.

وأظهرت أرقام "الإقرارات الضريبية" لهؤلاء الإعلاميين، عن العام الماضي، تصدر عمرو أديب، الذي يقدم برنامج "القاهرة اليوم"، على إحدى القنوات المشفرة، القائمة؛ إذ سجل أعلى أجر، بلغ أربعة ملايين دولار، أي ما يساوى 32 مليون جنيه مصري، خلال العام.
 
من جهتها، تصدرت زوجته لميس الحديدي قائمة "الإعلاميات الأعلى أجرا"، بحصولها على  أعلى أجر، جراء برنامجها اليومي "هنا العاصمة"، فيما تحتل المركز الرابع بين الإعلاميين، وتحصل على 13 مليون جنيه، نظير ظهورها خمسة أيام من كل أسبوع على شاشة  (CBC).

كما تساوى كل من الصحفيين: إبراهيم عيسى، ومحمود سعد، في الأجر؛ إذ حصل كل منهما على 16 مليون جنيه عن مجمل ما قدماه على الشاشة أو الإذاعة.

ويقدم الإعلامي محمود سعد، برنامج "آخر النهار" على قناة النهار، ويتساوى مع إبراهيم عيسى في الأجر، و إن كان الأخير يقدم عددا من البرامج، سواء في الإذاعة أو التلفزيون، لكن المبلغ المذكور لا يشمل عمله بقناة (OSN) المشفرة.

ويأتي في المرتبة الثانية الصحفي وائل الإبراشي، الذي يشترك مع عيسى وسعد في خروجهما من مدرسة صحفية واحدة، هي مؤسسة روز اليوسف، التي تعتمد على الإثارة.

وبلغ مجمل ما تقاضاه الإبراشي عن العام الماضي 15 مليون جنيه، أي أقل مليون جنيه من زميليه، وذلك بعد أن نجح في استمرار برنامج "العاشرة مساء" الذي تركته الإعلامية منى الشاذلي، وتركه هو مؤخرا.

وتساوى كل من الإعلامي والصحفي خيري رمضان مقدم برنامجه "ممكن" على قناة  CBC، مع المذيع يوسف الحسيني صاحب برنامج "السادة المحترمون" على قناة (ON TV) في الأجر بـ14 مليونا في العام.

أما الصحفي أحمد موسى فتنقل بين عدد من القنوات، حتى استقر في قناة "صدى البلد"، التي يمتلكها محمد أبو العينين، وذلك مع برنامجه "على مسؤوليتي"، ليحتل المركز الأخير، مسجلا عشرة ملايين جنيه، عن العام الماضي.

الأزمة المالية تضرب الفضائيات 

يأتي ذلك في وقت شهدت فيه بدايات عام 2015 نهاية العصر الذهبي لعدد من القنوات الفضائية، مع إغلاقها، وتسريح عدد من العاملين بها، وتقليل أجور الباقين، وتأجيل صرف رواتب زملائهم شهورا عدة.

والبداية مع قناة "Ten" ، وهي إحدى أحدث قنوات المنظومة الفضائية التي صاحب انطلاقها حملة إعلانية ضخمة، وحشد عدد كبير من الإعلاميين البارزين، والدخول في إنتاج برامجي ضخم، خاصة برنامج "البيت بيتك"، و"5 مواه"، إذ قامت بتخفيض عدد ساعات العمل، ما اعتبره العاملون أولى خطوات تسريحهم.

كما لاحقت الأزمة قناة "المحور"، ما تسبب في وقف بث قناتي "المحور 2" و"المحور دراما" في نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بعد أن صارت "المحور" تبث برامجها ومسلسلاتها دون فواصل إعلانية، وهو ما حال دون وجود معلن.

ولحل أزماتها، اتخذت قناتا "القاهرة والناس" و"دريم" حلولا بديلة بمنع عرض أي برنامج أو مسلسل حصريا، لتقليل النفقات، وشراء كم أكبر من الأعمال الحديثة.
 
من جهتها، أغلقت قناة " Mbc مصر" قناة "MBC EGYPT 2"، بحجة إلغاء الدوري الرياضي في مصر، لكنّ الدوري عاد، ولم تعد القناة، فضلا عن إيقاف عرض برنامج "الـBoss" " للإعلامي إبراهيم عيسى.

وعلى صعيد قناة "CBC"، التي يمتلكها محمد الأمين، فقد استغنت عن أكثر من 140 عاملا، دون سبب معلن، أو إخطار مسبق، كما أغلقت قناة "2"CBC.

وطالت  الأزمة قناة "الحياة"؛ إذ  تأخر صرف رواتب العاملين، وتم تسريح بعضهم. كما وصلت إلى قنوات رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس، إذ قامت "أون تي في" بفصل العديد من العاملين، وتخفيض رواتب من تبقى.

والأمر ذاته أصاب قنوات "النهار" التي قامت بتخفيض عدد الموظفين والرواتب.

يذكر أن هذه القنوات ما فتئت تدافع عن الرئيس المصري بعد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وظلت تتحدث عن إنجازاته، وتتماهى مع سياسات السلطات القائمة، طيلة العامين الماضيين.
 
والأزمة تضرب البرامج والصحف

ولاحقت الأزمة المالية برامجا وصحفا أيضا، مما أدى إلى امتناع الإعلامي وائل الإبراشي، مقدم برنامج "العاشرة مساء"، عن تقديم البرنامج والظهور على قناة "دريم، قبل أيام، فيما أرجعته مصادر إعلامية إلى عدم دفع القناة راتبه هو والعاملين لمدة تتراوح أربعة أشهر، موضحة أنه قرر السفر خارج مصر لحين حل الأزمة. 

وعلى صعيد الصحف، قررت إدارة مؤسسة جريدة الشروق الاستغناء عن 14 صحفيا من العاملين في بوابة "الشروق"، وبينهم أعضاء في نقابة الصحفيين، بدعوى تقليل النفقات، فيما كشفت مصادر في الصحيفة وجود خطة لمواصلة الاستغناء عن 70 صحفيا.