ملفات وتقارير

"بداية" حملة ضد السيسي.. و"اصطفاف" جبهة للتعاون معه

مراقبون: مصر تعاني حاليا من الفراغ السياسي ـ أرشيفية
شهدت الساحة السياسية في مصر، خلال الساعات القليلة الماضية، مولد كيانين سياسيين جديدين، يحاول الأول من خلاله نشطاء ثورة 25 يناير تجميع أنفسهم في إطار جديد تحت اسم "بداية"، في حين دشن عدد من السياسيين والإعلاميين والمثقفين المؤيدين لعبدالفتاح السيسي جبهة "الاصطفاف الوطني"، بهدف التعاون معه.
 
وقال مراقبون إن مصر تعاني حاليا من الفراغ السياسي، وعدم وجود معارضة ليبرالية قوية للسيسي، مما ترك فرصة لتشكل هاتين الحركتين، متوقعين نشأة مزيد من الحركات المماثلة في الفترة المقبلة، لا سيما مع ذبول الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة، وشيوع حالة من السخط العارم بين صفوف الشباب في مصر.
 
السكوت لم يعد ممكنا
 
 فقد أعلن عدد من شباب القوى السياسية والحركات الثورية تدشين حملة "بداية"، رافعين شعار "لأن السكوت.. لم يعد ممكنا".
 
وقالت الحملة في بيان وجهته للشباب المشارك في الثورة: "إلى هؤلاء الذين شاركوا في ثورة يناير العظيمة وأيدوها ودافعوا عنها وحلموا معها بوطن أكثر عدلا وحرية، إلى الذين أصابهم التعب وسيطر عليهم الإحباط وهم يرون حلمهم يغيب وأمانيهم تتراجع، إلى كل هؤلاء النبلاء الذين خذلتهم النخبة -للأسف- وأضحت لا تعارض السلطة الحاكمة بما يليق بتضحيات الشهداء.. آن الأوان أن نلتقي من جديد".
 
ومن أبرز أهداف الحملة التي أعلنها بيانها التأسيسي: "الإفراج عن كل سجناء الرأي، وإسقاط قانون التظاهر، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية، ومحاكمة تنظيم التعذيب بداخلها، وإعداد مشروع قانون للعدالة الانتقالية، يقتص لدماء الشهداء، ومحاكمة كل من تورط في الفساد والنهب والدم بداية من عهد المخلوع مبارك، وحتى الآن، والضغط من أجل عدالة اجتماعية تضمن إنهاء البطالة، ومكافحة جادة للفقر، والانحياز لحق الفقراء في الحياة، ووضع قانون جديد للعمل، يضمن الحق في الأجر العادل، وكل سبل تأمين حياة كريمة لكل العاملين بأجر".
 
وقال الكاتب الصحفي، وأحد المؤسسين، تامر أبو عرب: "نحن في حاجة إلى بديل جديد يستوعب كل أخطاء الماضي، ويعمل وفق آليات واضحة من أجل تنفيذ أهداف محددة"، مشيرا إلى أن "المطالب عادلة وإنسانية وعظيمة"، مشددا على أن "البداية بأنفسنا".
 
وقال عمرو بدر، أحد مؤسسي الحملة، إنهم أطلقوا الحملة، لأنهم رأوا أن الحل هو توحد المؤمنين بالثورة على مطالب 25 يناير الأساسية، باعتبارها الحد الأدنى المطلوب لإبراز شرعية الثورة، نافيا أن يكون بين المؤسسين منضمون للإخوان، أو متحالفون معهم.
 
وأضاف: "معظمنا كان من قيادات 30 يونيو، وشاركنا في تمرد، ولكن في الوقت نفسه نؤمن بأن 30 يونيو تم اختطافها، وانحرفت عن مسارها"، على حد قوله.
 
ومن بين الموقعين على بيان الحملة: زياد العليمي، البرلماني السابق وعضو الهيئة العليا بحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، والأمين العام للحزب أحمد فوزي، وعضوا مجلس نقابة الصحفيين خالد البلشي ومحمود كامل، وصاحب دار ميريت للنشر محمد هاشم.
 
جبهة للاصطفاف مع السيسي
 
في المقابل، وقع عدد من الشخصيات العامة والسياسية، الداعمة للسيسي، بمقر جمعية الشبان المسيحيين، وثيقة اعتبروها نواة لتأسيس "جبهة الاصطفاف الوطني"، مؤكدين أن الجبهة تسعى لتوسيع عدد التوقيعات على الوثيقة، بحيث تصل إلى 2000 توقيع، كي يكون لها زخم من القوى السياسية كافة، وأن الجبهة تسعى لعقد حوار وتواصل مباشر مع السلطة الحاكمة.
 
وأكد مؤسس الجبهة، المتحدث الرسمي باسم تحالف "25- 30"، الدكتور أحمد دراج، أن جبهة الاصطفاف الوطني تسعى لأن يكون لها دور مساند للدولة، ومواجهة التحديات الكبرى التي يواجهها المجتمع.
 
وقال الدكتور كمال الهلباوي، أحد الموقعين على وثيقة الاصطفاف الوطني، إن الجبهة تسعى لعقد حوار مباشر مع السلطة الحاكمة.
 
وقالت الكاتبة الصحفية نور الهدى زكي، إن وثيقة الاصطفاف الوطني هي بمثابة شراكة فعالة بين شخصيات من المجتمع المصري تمثل كل ألوان الطيف السياسي في مصر والسلطة الحاكمة.
 
وأضافت أنه "لا بد أن يكون هناك تواصل مباشر بين الموقعين على الوثيقة والسلطة الحاكمة من أجل تحقيق الشراكة الوطنية بين الشعب والدولة".
 
وتردد بشكل غير مؤكد أن الجبهة تضم كلا من: القس إكرام لمعي، وشاهندة مقلد، ونور الهدى زكي، ود. عبدالجليل مصطفى، وكريمة الحفناوي، وسكينة فؤاد، ود. يحيى القزاز، وكمال أبو عيطة، ود. عمرو حلمي، ود. وحيد عبدالمجيد، ومحمد أنور السادات، ومحمود عفيفي، وعصام الشريف، ومحمد عبدالشافي عيسى، وحسام عيسى، وكمال الهلباوي، ود. محمد أبوالغار، ود. سمير عليش، ومحمد فايق، ود.عبدالغفار شكر، وتامر أمين، ومختار نوح، ود. جابر جاد نصار، وغيرهم.