سياسة عربية

الحوثي للسيسي: نتطلع لتفهم فخامتكم أننا لسنا أعداء

"رئيس اللجنة الثورية العليا" محمد علي الحوثي - عربي21
غازل من يُسمى بـ"رئيس اللجنة الثورية العليا"، ويعتقد بأنه الحاكم الفعلي لليمن، محمد علي الحوثي، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فقال: "نتطلع إلى أن يتفهم الشعب المصري، وفخامة الرئيس (عبد الفتاح السيسي)، أننا لسنا أعداء لأي شخص".
 
جاء ذلك ردا على سؤال وجهته إليه صحيفة "المصري اليوم" في حوارها معه الخميس، يقول: "كيف تضمنون لمصر الأمن في باب المندب إذا سيطرتم عليه؟".
 
وحول حدوث أي نوع من التواصل مع القيادة المصرية، قال: "نحن بحاجة أن يكون هناك تواصل كبير مع الإخوة في مصر بعيدا عن قنوات الفتنة التي تتحدث تماما بعكس الحقيقة".
 
ومجيبا عن السؤال: "إذا استتبت لكم الأمور، ما الذي سوف تقدمونه لمصر؟"، قال: "نحن بحاجة لأن يكون هناك عمل حقيقي ومثمر بيننا وبين المصريين، ولا مانع إطلاقا من وجود شراكة حقيقية تستثمر من أجل بناء وطن مستقر كما هو عليه الحال في مصر".
 
وبدا من الحوار، الذي يُعد أول حوار يجريه الحوثي مع صحيفة مصرية، أن الإعلام الداعم للسيسي -وفق مراقبين- يلجأ إلى "التطبيع" في التعامل مع الحوثيين، إذ إنه يتعامل مع سيطرتهم على مقاليد الحكم في اليمن بالقوة المسلحة، كما لو أن الأمر صار واقعا، وأن هذا الواقع صار مقبولا لدى القيادة المصرية.
 
ويشير مراقبون إلى أن القيادة المصرية لم تهاجم الحوثيين يوما، وإنما طعمت خطابها السياسي في التعاطي مع الأزمة اليمنية، بالدعوة الدائمة إلى الحوار، وهي دعوة تأتي في صالح الحوثيين، لأنها تمنحهم الوقت الكافي، لاستكمال سيطرتهم على اليمن، كما أنها لم تسحب سفيرها من صنعاء، أو تغلق سفارتها حتى الآن، كما فعلت حليفتها السعودية، مكتفية بالأنباء التي تسربت حول تشكيل قوة تدخل مصرية سعودية في حال تعرض مضيق باب المندب للإغلاق.
 
ويتعارض الموقف الإعلامي المصري، الممالئ للحوثيين، مع موقف الإعلام السعودي والخليجي، لاسيما جريدتي الحياة والشرق الأوسط اللندنيتين، اللتين تسميان سيطرة الحوثيين انقلابا على الشرعية، وهو الخطاب الذي اعتمده مجلس التعاون الخليجي في بياناته الأخيرة، التي عبرت عن انزعاجه الشديد من هيمنة الحوثيين على اليمن.
 
وفي حوارها مع محمد علي الحوثي، أشارت "المصري اليوم" إلى أنه برغم تجهمه وصرامته، إلا أنه يحرص على استخدام وصف "الكنانة" عند حديثه عن مصر، والتأكيد المتتالي على مكانتها في قلوب اليمنيين بسبب المدرسين المصريين المبعوثين إلى اليمن، الذين علموا أجيالا كاملة من اليمنيين، على حد قوله، مؤكدا في أكثر من موضع في الحوار أن مصر بالنسبة له ولجماعته بمثابة "أمل" يرنون إلى التواصل معه.
 
وأرفقت "المصري اليوم" الحوار بتعريف إيجابي للحوثيين بعنوان: "بروفايل.. "أنصار الله".. من المناداة برفع الاضطهاد إلى اعتلاء عرش اليمن"، قالت فيه إن: "حركة أنصار الله هي حركة سياسية دينية مسلحة تتخذ من مدينة صعدة في اليمن مركزا رئيسا لها. ويعرف أعضاؤها باسم "الحوثيين" نسبة إلى مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي الذي يعد الأب الروحي للجماعة، وقتل على يد القوات اليمنية عام 2004".
 
وكشفت الصحيفة عن أنها ستنشر غدا موضوعا بعنوان: "المصري اليوم في جولة بحرية بمضيق باب المندب وحوار مع القائد العسكري للحوثيين".
 
وفي إجابته عن سؤال الصحيفة المشار إليه حول باب المندب، واصل محمد علي الحوثي -في الحوار- غزله بحق القيادة المصرية والشعب المصري، قائلا: "مصر هي استراتيجياتنا في الدفاع عن قضايانا، وقضايا أمتنا العربية، والمصريون هم من يقومون بالوقوف إلى جانب الضحايا والمستضعفين".
 
وأضاف: "ما يقال من أن هناك طموحا للسيطرة على باب المندب (من قبل الحوثيين) لتهديد قناة السويس مجرد حديث مرسل في الصحافة والإعلام، فنحن نعلم جيدا أن لكل شعب مقومات يحافظ بها على سيادته. والشعب المصري هو شعب عظيم وقوي، وتعلمنا على يد رجاله ومدرسيه الذين أتوا إلى اليمن".
 
مصر أقرب إلينا من إيران!
 
وردا على سؤال يقول: "مصر وايران، أيهما أقرب إليكم؟"، أجاب: "طبعا مصر أقرب.. إذا فهمتنا.. نحن نتفق مع الإيرانيين في موضوع العداء لأمريكا وإسرائيل التي تعتبر بالنسبة لنا قضية وطنية، ولكن يجب أن يفهم الجميع أننا مع الإخوة المصريين، فبيننا علاقات كبيرة، ونعتبر أن هناك قامات وطنية كبيرة جدا داخل مصر، وهذا لا يعني أن ندخل في مقارنة بين إيران ومصر".
 
واستطرد: "جميعنا أمة مسلمة ومتحدة يجب أن تفهم ما يرتب لها، وأن تعمل على ترسيخ قيم التسامح لمواجهة العدو الأكبر، وهو إسرائيل وأمريكا اللذان يقومان بمؤامرات كبيرة أوصلت سوريا وبعض البلدان العربية إلى ما وصلت إليه. وما يحدث في فلسطين من قتل ودمار يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، وأن تترك القضايا الهامشية التي تؤزم العلاقات بين الدول العربية والإسلامية، كما كان يتطلع الزعيم جمال عبد الناصر، وباقي القادة في الوطن العربي من أجل صالح الأمة ككل".
 
الإخوان وراء "تعنيف المتظاهرين"
 
وحول قيام اللجان الشعبية التابعة له، بالتعامل العنيف مع المتظاهرين، حتى وصل الأمر إلى اختطاف بعض الناشطين والصحفيين، اكتفى بالقول: "كثر الحديث في الفترة الماضية عن وجود انتهاكات، لم نعلم حتى هذه اللحظة حقيقتها. ولكننا تعودنا من جماعة الإخوان المسلمين، وإعلامها ترويج أكاذيب مستمرة، والحديث خارج إطار العمل الصحفي المهني. ستجدون الكثير من الكذب، والتضليل في الصحف والقنوات التابعة لهم"!
 
نرفض المبادرة الخليجية ونريد حوار السعودية
 
وتابع: "رفضنا المبادرة الخليجية منذ يومها الأول، لأننا نعتبرها وضعت اليمن تحت الوصاية، واليمنيون ليسوا "قصّرا" حتى يحتاجوا إلى وصاية عليهم".
 
وحول العلاقات بالمملكة العربية السعودية في التوقيت الحالي، قال: "على الإخوة السعوديين أن يتفهموا أن الوضع في هذه المرحلة يتطلب وعيا بأننا جميعا جيران، وأن أعداءنا استخدموا (أسلوب) التخويف من (أنصار الله)".
 
ونفى أن يكون هو الحاكم الفعلي لليمن. وقال: "لست أنا الحاكم الفعلي. نحن الآن بصدد إجراء مفاوضات مع رئيس الحكومة المستقيل خالد بحاح للعودة، وتشكيل الحكومة مرة أخرى بصورة مؤقتة لحين تشكيل المجلس الرئاسي، حتى لا يستمر هذا الفراغ الدستوري. فإما أن نخرج بتشكيل المجلس الوطني الذى سيشكل المجلس الرئاسي أو نقوم تشكيل حكومة تصريف أعمال برئاسة خالد بحاح".
 
وتابع: "أعتقد أنه خطأ ليس في صالح البلاد أن يقدم السيد خالد بحاح على الاستقالة في الظروف الحالية، وفي حالة موافقته فسيقوم السيد القائد عبد الملك الحوثي باتخاذ الإجراءات الملائمة لهذا الوضع".
 
وبالنسبة لوضع الجيش اليمني، قال: "أنتم لاحظتم كيف كان الجيش المصري قويا وفاهما للأمور، أكثر من السياسيين. وأعتقد أن الجيش اليمني يحمل نفس الصفات التي يحملها الجيش المصري"!
 
وحول المؤهلات التي أهلته كي يختاره "السيد" عبد الملك الحوثي لمنصب رئيس اللجنة الثورية دون غيره، قال: "السيّد فقط هو من يستطيع الإجابة عن هذا السؤال، ولكنه يعطي ثقته لكل الأفراد القريبين منه في إطار من المسؤولية"، على حد تعبيره.
 
ويُذكر أن محمد علي الحوثي يحمل مؤهل دبلوم معلمين، وقد سُجن سنوات عدة خلال حروب الحوثيين الخمس مع الدولة، ولم يعرف عنه أنه من القيادات السياسية الحوثية الكبيرة في أوساط اليمنيين.
 
وكان الإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثيون من قصر الرئاسة قبل قرابة أسبوعين ينص على حل مجلس النواب، وتولية محمد علي الحوثي، رئاسة "اللجنة الثورية العليا"، ما دفع المراقبي إلى اعتباره "الحاكم الفعلي لليمن".
 
وقد ترددت أنباء خلال الساعات القليلة الماضية حول قيام عبدالملك الحوثي بعزله من منصبه، إلا أن مصادر حوثية نفت هذا النبأ.