سياسة دولية

"الحرس الثوري" يعترف بمقتل ضابط إيراني في العراق

صورة محمد هادي ذو الفقاري من موقع "عماريون" الحرس الثوري الإيراني
اعترف الحرس الثوري الإيراني، الثلاثاء، بمقتل أحد أعضائه في العراق، خلال المعارك الدائرة الآن بين تنظيم الدولة وقوات فيلق قدس الإيراني المتواجد على الأراضي العراقية، للمشاركة والإشراف والتدريب على هذه المعارك في العراق.
 
وقال موقع "عماريون" التابع مباشرة للجناح الإعلامي للحرس الثوري في إيران: "فقدنا أحد أبطالنا ومجاهدينا الذي التحق مؤخرا بصفوف قوات فيلق قدس الإيرانية، المدافعة عن العتبات المقدسة الشيعية في العراق"، بحسب تعبيره.
 
وأضاف الموقع أن "محمد هادي ذو الفقاري من الطلبة في الحوزة الشيعية في مدينة قم، كما أنه ينتمي لقوات التعبئة الشعبية، التي تعرف بقوات (البسيج) الحرس الثوري الإيراني في إيران".
 
وأوضح أن ذو الفقاري قتل في منطقة "المكيشفية" الواقعة في مدينة سامراء، خلال المعارك الدائرة بين قوات الحرس الثوري الإيراني والمقاتلين السعوديين في تنظيم الدولة هناك.
 
ووصف موقع "عماريون" الإيراني مقاتلي تنظيم الدولة بأنهم ينتمون إلى "الإسلام الأمريكي" الذي يقاتلون تحت رايته، وأن "إيران لا يمكن أن تتراجع أمامهم، طالما عشاق الحسين والشهادة يتوافدون إلى العراق لحماية مقدساتهم هناك".
 
وكانت مصادر مطلعة من إيران أكدت لـ"عربي21" استقطاب أعداد كبيرة من شيعة باكستان وأفغانستان وتدريبهم في معسكرات الحرس الثوري الإيراني، شمال طهران، لإرسالهم إلى مناطق الاضطراب والحروب في المنطقة.

ومن أهم هذه المعسكرات التي تعمل على تدريب القوات الشيعية وإرسالها إلى العراق "قاعدة عمار" التابعة للحرس الثوري، التي تأسست في عام 2009 لإدارة الحروب الداخلية والأهلية، وقمع الثورات والانتفاضات الشعبية في إيران.
 
وشاركت هذه القاعدة العسكرية بقيادة مهدي طائب بقوة في قمع الثورة الإيرانية التي اشتهرت بالثورة الخضراء، بقيادة الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي، في عام 2009، على إثر التزوير الذي حصل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية في تلك المرحلة.
 
وأوضحت المصادر المطلعة لـ"عربي21" من إيران، أن الوحدات الاستخباراتية الإيرانية التي تعرف بـ"حفاظت إطلاعات" التابعة للحرس الثوري في إيران، قامت بنقل العناصر التي يتم تدريبها في طهران إلى معسكر "ولي العصر الحرس الثوري"، الذي يقع جنوب غرب البلاد في الأحواز، بالقرب من الحدود العراقية الإيرانية.
 
وقامت إيران بتفعيل عدة معسكرات منها المعسكرات العراقية التابعة لقوات فيلق بدر في مدينتي كرمنشاه وديزفول والمحمرة في إيران لتجهيز القوات الشيعية وإرسالها إلى العراق وسورية، وشهدت هذه المناطق مؤخراً تواجداً غير طبيعي للباكستانيين والأفغان في هذه المدن .
 
ويرى المراقبون للشأن الإيراني بأن تصريحات الساسة في الحرس الثوري الإيراني أصبحت واضحة بخصوص تواجد قواتهم في سوريا والعراق، وأن قيادات فيلق قدس الإيراني تعتزم الآن إرسال المزيد من المقاتلين الشيعة إلى الجارتين سوريا والعراق، بعد اشتداد المعارك في الجانب السوري، وتقدم التي أحرزته المعارضة السورية والفصائل الإسلامية في شمال حلب ومنطقة حوران، وتراجع قوات الأسد وحزب الله اللبناني هناك.