تعالت الأصوات المطالبة بالانتقام للسجناء الذين يموتون نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي داخل المعتقلات وأقسام الشرطة
المصرية، بعد أن تحول الأمر إلى ظاهرة طالت السياسيين والجنائيين على حد سواء.
وخلال أسبوع واحد فقط لقي اثنان من قيادات الإخوان المسلمين مصرعهم نتيجة امتناع إدارة
السجون عن نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، كما قتل اثنان من المعتقلين الجنائيين في قسمين للشرطة تحت التعذيب.
الشهيد 89 بالسجون
وشهد سجن قنا - جنوبي مصر - وفاة القيادي الإخواني أبي بكر القاضي المريض بالسرطان، بعد رفض الداخلية والقضاء الإفراج الصحي عنه أو نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وبعد دفنه، أعلنت عائلة القاضي - التي تضم عدداً كبيراً من قيادات الإخوان بمحافظة قنا - أنه في حكم المقتول ورفضت تلقي العزاء قبل الثأر له من قاتليه، وحددوا أسماء المسؤولين عن وفاته، وهم القاضي الذي رفض إخلاء سبيله رغم تدهور حالته الصحية، وضابطي الترحيلات اللذين تباطأا في نقله للمستشفى، وأطباء مستشفى السجن الذين أهملوا علاجه.
كما أعلنت عائلة الشهيد "حسين الدميري"، الذي قتلته الشرطة في مدينة "قوص" في قنا في أثناء محاولة اعتقاله، أنها ستأخذ بثأره من الضابط الذي أطلق النار عليه، ما أدى إلى حالة من الارتباك في صفوف الداخلية.
ويعد الأخذ بالثأر من العادات المتأصلة في صعيد مصر منذ عقود بعيدة، حيث يكثر السلاح والعصبيات القبلية، ويتناسى أعضاء العائلة أي انتماءات سياسية أو فكرية حتى يأخذوا بثأر قريبهم.
وفي قرية "دفنو" التابعة لمحافظة الفيوم، قتل رئيس المباحث أحد مناهضي الانقلاب أمام أهل القرية، وبعدها رفضت عائلته تلقي العزاء، وامتلأت الفيوم بكتابات على الجدران تطالب بالثأر من هذا الضابط الذي سارعت الداخلية بنقله من المحافظة، قبل أن يطلق مسلحون النار على سيارة مأمور القسم ليقتلوا سائقها ويصيبوا ضابطاً آخر.
وكانت الشهور الماضية قد شهدت مئات الهجمات التي استهدفت رجال الجيش والشرطة، وأسفرت عن مقتل ما يزيد عن 700 منهم، إذ يرى مراقبون أن الانتقام من مرتكبي حالات القتل والتعذيب بحق المعتقلين هو أحد أهم أسباب تلك العمليات التي ينفذها - في الغالب - أقارب الضحايا.
انتفاضة الميادين والسجون
ودعا
التحالف الوطني لدعم الشرعية إلى تظاهرات حاشدة ضمن فعاليات انتفاضة الميادين والسجون ابتداء من 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، للاحتجاج على ارتفاع عدد الوفيات في سجون مصر إلى 89 شخصاً.
وقال التحالف في بيان له، السبت: إن "ارتقاء شهيدين بالسجون في أقل من 24 ساعة وارتفاع عدد شهداء السجون إلى 89 شهيداً جريمة لن تسقط بالتقادم وسيشعل الغضب الثوري"، مشيراً إلى أن ملف النساء المعتقلات والمرضى في السجون له أولوية عند التحالف لإغلاقه بكل السبل الممكنة.
وقال فرع التحالف بمنطقة شبرا الخيمة، بمحافظة القليوبية، إنه يجهز رداً قاسياً على الداخلية عقب الاعتداءات التي قامت بها الشرطة على عدد من السيدات وأبنائهن، محذراً من تداعيات غضبة الشباب الثائر على تلك الانتهاكات المتكررة.
ولقي متهم بتجارة المخدرات مصرعه داخل قسم شرطة بولاق الدكرور بالجيزة مساء السبت، واتهم أهله الشرطة بتعذيبه حتى الموت، فيما قالت الداخلية إنه مات بسبب هبوط في الدورة الدموية.
واحتجاجاً على مصرعه، حاصر العشرات من أهالي المتهم قسم الشرطة وحاولوا اقتحامه، واشتبكوا مع قوات الأمن التي أطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع وألقت القبض على عدد منهم.
وفي سيناء، تنفذ جماعات مسلحة هجمات متكررة على قوات الجيش والشرطة انتقاماً لحوادث القتل والاعتقال العشوائي بحق الأهالي هناك، كما تقول تلك الجماعات في بياناتها ومقاطعها المصورة.
وكان قائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي قد حذر - عندما كان وزيراً للدفاع - في أيلول/ سبتمبر 2012 من أن الاعتداء على الأبرياء في سيناء، وهدم منازلهم بحجة محاربة الإرهاب يخلق عداوات شديدة تجعل مهمة الجيش والشرطة أكثر تعقيداً ويؤدي إلى تزايد العنف والتطرف.