قالت صحيفة "سياسة روز"
الإيرانية إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى
قطر، كأول زيارة خارجية بعد توليه المنصب الرئاسي في
تركيا، تمهد لتحالف سياسي ـ اقتصادي كبير وتاريخي فيما بين البلدين؛ لتشكيل محور سني يستهدف النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.
واعتبرت الصحيفة أن اختيار العاصمة القطرية الدوحة، كأول محطة خارجية لأردوغان، يؤكد أهمية الدوحة في المنطقة، وأهميتها في المعادلات الخارجية للسياسة التركية.
وأضافت الصحيفة الإيرانية بأن احتياطي الغاز الذي تمتلكه قطر، وقرْب قطر من التيارات الإسلامية العربية، يشكلان أهم العوامل و الدوافع للتحالف التركي ـ القطري في المنطقة، وأن هذا التحالف سيكون أكثر تأثيراً على الساحة السورية والعربية، وأن المصالح الإيرانية الاستراتيجية من الممكن أن تتأثر بهذا التحالف الذي وصفته الصحيفة بـ "المريب والخطر".
وفي سياق متصل قالت الصحيفة إن المباحثات القطرية ـ التركية، خلال زيارة أردوغان للدوحة، ركزت بشكل كبير على الوضع العراقي والسوري، وكيفية إعادة ترتيب دعم المعارضة السورية والجماعات الإسلامية التي تقاتل النظام في
سوريا. وادعت الصحيفة أن "حليفنا بشار الأسد" هو من سيتأثر بهذا المشروع الجديد الذي يستهدف سوريا، بحسب تعبيرها.
وزعمت الصحيفة أن ما وصفته بـ"تركيا الأردوغانية" تحاول استعادة نفوذ العثمانيين ودورهم في المنطقة، من خلال سياسات أردوغان في سوريا ومصر ولبيبا وفلسطين، وتضيف أن أردوغان يحاول مع حلفائه من العرب استخدام القضايا المهمة والحساسة لدى العرب والمسلمين كقضية فلسطين، للترويج لمشروعه الرامي لإعادة دور تركيا في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، بسبب الحروب الأهلية في سوريا والعراق.
وترى الصحيفة أن قطر وتركيا، ومنذ انطلاق الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا، وهما "تحاولان تشكيل محور إسلامي سني يوازي الهلال الشيعي الممتد من طهران إلى بغداد ودمشق، ولكن هذا المشروع اصطدم بالنظام السوري، الذي قاوم هذا المشروع الإسلامي المريب، وواجه الجماعات الإرهابية والمقاتلين الإسلاميين المدعومين قطرياً وتركياً لإسقاط النظام السوري والرئيس الشرعي بشار الأسد"، على حد قولها.
وأكدت "سياسة روز" قوة وتماسك المحور الإيراني في المنطقة، معتبرة أنه لا يمكن أن يتراجع بتشكيل محور إسلامي سني بقيادة تركية وقطر "في سوريا، التي أصبحت محور الصراع وساحة المواجهة بين هذين المشروعين في منطقة الشرق الأوسط، تدخلت إيران بكل ثقلها هناك لأهمية سوريا ومكانتها الاستراتيجية في المحور الإيراني الممتد من طهران إلى لبنان"، وأضافت أن قيادة حزب الله في لبنان "أدركت خطورة هذا المحور التركي القطري على سوريا والمنطقة برمتها، وأن هذا المحور القطري ـ التركي، الذي يمتلك الإعلام والموارد الاقتصادية الهائلة، لو نجح بإسقاط بشار الأسد في سوريا، فإنه بالتأكيد سوف يمتدد إلى لبنان ويؤثر على وجود المقاومة هناك".
وتوصلت الصحيفة إلى خلاصة مفادها أن بقاء النظام السوري يشكل أهم عقبة أساسية أمام هذا المحور والتحالف القطري ـ التركي، وأن قطر تعتمد على التيارات السياسية والجماعات المسلحة السورية المرتبطة والممولة من الدوحة على استراتيجيتها المستقبلية في المنطقة، وتسعى لتوسيع نفوذها في المنطقة العربية عن طريق سوريا.