قطع متظاهرون حوثيون، اليوم الإثنين، شوارع رئيسية خلال مسيرة لهم بالعاصمة
اليمنية صنعاء، تلبية لدعوة زعيمهم عبد الملك الحوثي بالبدء في تنفيذ مراحل
التصعيد الثوري الثالثة والأخيرة والتي تتمثل بالعصيان المدني لإسقاط الحكومة.
وقطع
الحوثيون شوارع العدل والزراعة وميدان التحرير في العاصمة لمدة ساعة بعد أن أعلن منظمو التظاهرة عبر مكبرات الصوت شل حركة السير في كافة شوارع العاصمة لمدة ساعة.
وشهدت سماء صنعاء اليوم، تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي، مع انتشار كثيف لقوات مكافحة الشغب، تزامنا مع انطلاق مسيرة للحوثيين تطالب بإسقاط الحكومة وإلغاء قرار رفع أسعار المشتقات النفطية.
وشوهد في مختلف شوارع صنعاء انتشار كثيف لقوات مكافحة الشعب تحسباً للقيام بأي أعمال عنف من قبل المتظاهرين الحوثيين.
وتأتي هذه المسيرة بعد ساعات من دعوة زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، أنصاره أمس إلى الاحتشاد في ساحة التغيير بصنعاء، اليوم، لتدشين المرحلة الثالثة والأخيرة من التصعيد الثوري لتصل حتى "عصيان مدني"، حتى إسقاط الحكومة وإلغاء قرارها برفع الدعم عن المحروقات وتنفيذ مخرجات الحوار الذي اختتم أعماله في 25 يناير/كانون الثاني الماضي.
جاء ذلك في خطاب له بثته قناة "المسيرة" التابعة لجماعته مساء أمس الأحد، وهو أول خطاب بعد صدور بيان مجلس الأمن الدولي الذي أصدره مساء الجمعة، ودعا فيه جماعته إلى التوقف عن الأعمال العدائية ضد الحكومة، وهو ما يظهر تحدى الجماعة لمجلس الأمن.
وحذّر زعيم الحوثيين من أي اعتداء على أنصاره، مشيرا إلى أن جماعته اتخذت الاحتياطات اللازمة لحماية متظاهريها دون أن يحدد طبيعة هذه الأساليب.
وأكد أن جماعته لن تظل مستمرة في التصعيد بتسلسل زمني لا ينتهِ وإنما ستفاجأ من وصفهم بـ"الفاسدين"، بخطوات ستكون "مزعجة ومقلقة لهم".
كما أكد أنه في حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم فإن جماعته ستلجأ إلى"خطوات تصعيدية سيعلن عنها عبر اللجان الميدانية".
ومنذ 14 أغسطس/آب الجاري تنظم جماعة الحوثي مظاهرات وأقامت خيام للاعتصام حول مداخل العاصمة ونقلت هذه الاعتصام إلى وسط المدينة.
ورفعت اليمن، نهاية الشهر الماضي، أسعار البنزين بواقع 75 %، والديزل (السولار) بواقع 90 %، وذلك في إطار خطة لخفض دعم الطاقة.
والأربعاء الماضي، شكّل الرئيس اليمني لجنة من مختلف الأحزاب والمكونات السياسية، للقاء زعيم جماعة الحوثيين، برئاسة أحمد عبيد بن دغر نائب رئيس الوزراء، وبدأت أعمالها الخميس بزيارة صعدة والجلوس مع زعيم الحوثيين وبدء التفاوض معه.
وغادرت اللجنة الرئاسية، الأحد قبل الماضي، محافظة صعدة، دون التوصل إلى اتفاق مع زعيم جماعة الحوثي، بعد 3 أيام من المفاوضات، بحسب عضو اللجنة البرلماني عبدالعزيز جباري.
ويُنظر لجماعة الحوثي التي تتخذ من محافظة صعدة، مقراً لها بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962.
ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.