ملفات وتقارير

تدخل أميركي بري في العراق بات خيارا مطروحا

احتمالية تدخل أميركي بري في العراق بات خيارا مطروحا - (وكالات محلية)
طرحت الضبابية المحيطة بالأحداث الحالية في شمال العراق خيارات متعددة من بينها مسألة التدخل البري الأمريكي في العراق، لتعيد إلى أذهانناسيناريو تدخل أميركا في العراق عام 2003 قبل أن تترك بلاد الرافدين نهاية عام2011.

ويأتي هذا الخيار في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأميركي باراك اوباما الأحد الماضي للكونغرس، أن "الغارات الجوية الأميركية المحدودة التي تمت مؤخرا في العراق لاستعادة السيطرة على أكبر سدوده من الجهاديين، تحمي المصالح الأميركية هناك"، وهي ذات الحجة التي بموجبها احتلت الولايات المتحدة العراق عام 2003.

بدورها، أوضحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كيتلين هايدن، أن "الغارات الأميركية الداعمة لقوى الأمن العراقية جرت بحسب قرار صلاحيات الحرب الأميركي، الذي يستدعي موافقة الكونغرس قبل أن يدخل رئيس البلاد في حالة حرب".

وأكد اوباما في رسالة أرسلها الأحد إلى كل من نائب رئيس مجلس الشيوخ باتريك ليهي ورئيس مجلس النواب جون باينر: أن "سقوط سد الموصل قد يهدد حياة أعداداً كبيرة من المدنيين، ويعرض للخطر الموظفين الأميركيين ومرافق الولايات المتحدة بما في ذلك السفارة الأميركية في بغداد، ويمنع الحكومة العراقية من توفير خدمات أساسية للشعب العراقي".

فيما أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن" قواتها شنت 14 غارة جوية أدت إلى الحاق الأضرار، أو تدمير عشر آليات مسلحة، وسبع سيارات رباعية الدفع هامفي، واليتين مدرعتين لنقل الجنود وحاجز نصبه المتمردون".

وفي سياق متصل، أكد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في تصريحات نشرت الاثنين، أن "دور المملكة المتحدة في العراق يتجاوز المهمة الإنسانية وقد يستمر أشهراً عديدة، وقد نحتاج في الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة للجوء إلى وسائل أخرى للمساعدة في إنقاذ أرواح وحماية أناس"، مبينا "سوف نحتاج إليكم جميعا مجددا وإلى المراقبة التي يمكنكم توفيرها".

هذا، وقد دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى"ضرورة مواجهة تنظيم داعش فوراً وإلا سنواجههم في شوارع بريطانيا"، محذراً من" مخاطره على سواحل البحر الأبيض المتوسط"، كما أكد أن "بريطانيا ستطرح الموضوع على طاولة مناقشات حلف شمال الأطلسي، الناتو".
 
وكانت مجلة الإيكونيميست البريطانية أشارت إلى أن "عودة القوات البرية الأمريكية إلى العراق مسألة وقت، وأنه يجب أن يعمل على تحقيق استقرار سياسي بدعم حكومة قوية تستطيع أن تسيطر على البلاد، وتمنعها من الوقع في النزاعات الطائفية".

 هذا ونقلت تقارير صحفية عن النائب الديمقراطي وعضو في لجنة الشؤون الخارجية لمجلس النواب الأمريكي اليوت أنجل، قوله: "قد يصبح من الضروري للرئيس اوباما نشر قوات برية في العراق، وهو الشيء الذي طالما استبعده البيت الأبيض مراراً وتكراراً".

وأضاف انجل أن "الضربات الجوية ربما تكون غير كافية ففي النهاية ربما يجب أن تكون لدينا بعض القوات على الأرض، وهو ليس بالشيء الذي أرغب به، لكن يجب القول بصراحة أن لدينا خيارات سيئة لكن الأسوأ منها أن لا نفعل شيئاً".

وبدأت الغارات الجمعة بطلب من الحكومة العراقية، واستعادت القوات الكردية العراقة السيطرة على سد الموصل في يوم الأحد مدعومة من الطائرات الحربية الأميركية.

وشكل ذلك أكبر انجاز تحقق ضد جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" منذ شنوا هجوما واسعاً في شمال العراق في مطلع حزيران/يونيو الماضي.

وعليه ستستمر احتمالية التدخل البري الأمريكي في الأراضي العراقية قائماً طالما لم تتمكن القوات الجوية من إضعاف، أو إنهاء تنظيم الدولة الإسلامية على أرض الميدان.