"أيها السكان الزموا بيوتكم. ولا تخرجوا".
كان هذا هو مضمون الرسالة النصية التي أرسلت فجرا للإسرائيليين المقيمين في "كيبوتز" قرب حدود قطاع
غزة قبل أن يفتش الجنود في أرضه عن مسلحين فلسطينيين.
وبينما كان حظر الخروج ساريا على "كيبوتز" نير عام الاثنين، نشبت معركة دامية بين القوات
الإسرائيلية وفرقة من المسلحين من غزة شقت طريقها عبر نفق تحت الحدود الفاصلة بين القطاع وإسرائيل وخرجت من باطن الأرض على مسافة ميل تقريبا من هذا التجمع السكني الزراعي.
وقالت إسرائيل إنها قتلت عشرة من المسلحين في هذه المعركة، وقال الجيش إن بعض المسلحين كان يرتدي زي الجيش الإسرائيلي ومزودا بأحزمة ناسفة. وقتل في المعركة أربعة جنود إسرائيليين أحدهم قائد الوحدة.
وقال شايكي شاكد أحد مؤسسي تجمع نتيف هعسراه السكني الاسرائيلي القريب: "خطر سقوط قذيفة مورتر لا يقارن بقوة من عشرة مسلحين تقتحم تجمعنا".
وقال شاكد إن فتحة نفق اكتشفت قبل ثلاثة أيام على مسافة 500 متر من منزله الذي أصيب مرتين بصواريخ فلسطينية في السنوات القليلة الماضية.
بعض هذه الفتحات المعززة بالأسمنت يصل إلى إسرائيل ومنذ بدء الهجوم حاول مسلحون فلسطينيون العبور إلى إسرائيل أربع مرات على الأقل.
وقالت أميت بينج التي ولدت في نير عام "اعتدنا بالفعل على الصواريخ لكن
الأنفاق جديدة. كنا نعلم بوجودها لكننا لم نصدق قط أن تصل إلى هذا القرب منا".
وقالت جارتها ساليت بن أبو، بينما كان جنود إسرائيليون يتمددون على العشب خارج منزلها: "لم تعد هناك أسر. لقد رحلوا جميعا".
وتشير تقارير إعلامية إلى أن الجيش لديه وحدة واحدة فقط مخصصة للبحث عن الأنفاق، تندرج تحت سلاح المهندسين، وربما لا يتجاوز عدد أفرادها بضع عشرات، مزودين بأجهزة تنفس وكلاب هجومية وأجهزة روبوت للاستكشاف.
وقال المتحدث الرئيسي باسم الجيش البريجادير جنرال موتي ألموز -وهو ضابط سابق بوحدة مكافحة الأنفاق- إن حفر النفق الواحد يستغرق من عام إلى ثلاثة أعوام ويتكلف مئات الآلاف من الدولارات.
وأضاف في تصريح لرويترز: "المقاتلون الذين يستخدمون هذه الأنفاق هم الصفوة. فأنت لا تشن هجوما عبر نفق لكي تعود بعد قتل اثنين من اليهود. فإذا كانت
حماس تريد أن تفعل ذلك فبوسعها اطلاق صاروخ مضاد للدبابات عبر الحدود".