صحافة دولية

الغارديان: استقلال كردستان مرتبط بموافقة أمريكية

رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارازاني - أ ف ب
كتب المعلق السياسي في صحيفة "الغارديان" سايمون تيسدال عن التحركات الكردية التي تجري وسط الفوضى العراقية، والتي قد تؤدي لولادة دولة كردية مستقلة، خاصة بعد دعوة حاكم إقليم كردستان، مسعود بارزاني الحكومة الإقليمية للتحضير لإجراء استفتاء على مصير الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ عقدين. 

ويقول تيسدال: "الآمال بولادة دولة كردية مستقلة تعتبر من الأسرار السيئة التي يحتفظ بها في الشرق الأوسط، فقد أعطى سقوط الرئيس العراقي صدام حسين عام 2003 الأكراد نوعا من الاستقلال الذاتي، حيث بنى الأقليم على استقلاله الحذر في مرحلة ما بعد حرب الخليج الأولى، فقد وسعت حكومة كردستان الإقليمية قوتها السياسية والإقتصادية خلال الأعوام العشر الماضية.. وأعطت الفوضى في العراق الدفعة الكبرى لحركة الاستقلال الكردية".
 
وحذر الكاتب الأكراد بضرورة السير بحذر "فالأكراد الذي يشكلون نسبة 20% من سكان العراق وعادة ما يوصفون بأنهم الشعب ذو الكثافة السكانية، ولكن بدون دولة، وعليهم التحرك بحذر، فالمناطق الواقعة تحت سيطرتهم والتي توسعت من خلال السيطرة على مدينة كركوك الشهر الماضي هي محاطة بالجبال، واقتصادها هش، ولا تزال بنيتها التحتية في مراحلها البدائية، وعادة ما عارض استقلال الأكراد جيران المنطقة الأقوياء- تركيا وإيران وسوريا- والتي تعيش فيها أقليات كردية كبيرة".

ولاحظ الكاتب أن الحذر المعروف عن الأكراد يتراجع مقابل حس بالثقة بالنفس، حيث تعاني النخبة السياسية في بغداد من الانقسام قبل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على الموصل، ومناطق في غرب العراق.

وقال إن مسعود البارزاني: "أطلق هذا الأسبوع القطة أمام الدجاجات الدبلوماسية"، عندما أعلن أن "لحظة الأكراد قد حانت".

وأشار إلى تصريحات البارزاني التي أكد فيها أن العراق مقسم الآن "فكل شيء حدث حتى الآن يؤكد أنه من حق الأكراد البحث عن الاستقلال". 

ويناقش قادة الأكراد أنهم لا يؤثرون في دعوتهم للاستقلال على استقرار العراق، مشيرين أن منطقتهم أصبحت واحة للاستقرار في بحر من المشاكل.

وينقل الكاتب عن رئيس حكومة إقليم كردستان السابق برهم صالح، قوله إن فشل السياسيين السنة والشيعة المتحاربين الاتفاق على  تشكيل حكومة جديدة قلبوا الطاولة على رؤسهم، قائلا: "بلا شك كل واحد يريد كردستان مستقلة، ولكننا اتخذنا قرارا مدروسا للعمل مع العراق الفدرالي الديمقراطي.. ومثل الدول الجديدة، كوسوفو وجنوب السودان اللتان وجدتا ثمن الحصول على الاستقلال يعني تأمين الحدود المعترف بها دوليا والدفاع عنها، وبناء اقتصاد مستقل ومحاربة الفساد والتأكيد على الوحدة السياسية، فستواجه كردستان نفس المشاكل، فتصدير النفط الكردي يعتمد على خط النفط الذي يمر عبر تركيا".

ويشير إلى معارضة تركيا التقليدية لاستقلال كردستان العراق، لأنه سيترك أثره على الأقلية الكردية الكبيرة في جنوب تركيا، لكن هذا المفهوم تغير، بعد أن أصبحت تركيا المستثمر الكبير في كردستان منذ عام 2003".

وينقل عن المحلل السياسي لي سميث قوله: "في حالة دفع بارزاني باتجاه الاستقلال، فهو يقامر على موافقة الأتراك، فصفقات النفط تعتبر أهم من دولة كردية خطيرة، كما وسيكوّن الأكراد حاجزا مهما بين تركيا وإيران".

وبناء على هذا التحليل، ففي حالة نجاة رئيس النظام بشار الأسد فسيعود لسياساته المعادية للأكراد، فيما لا تزال إيران التي تخشى من عدم الاستقرار في داخل أراضيها تعتبر معادية لطموحات الأكراد. 

وجاء الدعم للاستقلال من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال إنه سيقوم بحث "القوى المعتدلة" في المنطقة على دعم الاستقلال الكردي، ومهما يكن موقف إسرائيل فموقف واشنطن سيكون حاسما.

وكان المسؤولون الأكراد التقوا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وطلبوا منه الدعم المالي حتى يتمكنوا من مواجهة تداعيات الحرب وتدفق اللاجئين العراقيين، ما يقترح استمرارا للتبعية والاعتماد على أمريكا.

ويعني دعم أمريكا للاستقلال الكردي أن محاولتها الحفاظ على عراق موحد فشلت بشكل ذريع، وفق الكاتب.