شارك الآلاف من المواطنين في
المسيرة الحاشدة التي دعت لها حركة
حماس، مساء الأربعاء في مدينة
غزة للتضامن مع أهالي الضفة والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وانطلقت الجماهير من مساجد غرب غزة، عقب عصر اليوم وجابت الشوارع قبل أن تتجمع عند المجمع الإيطالي بغزة، وسط هتافات مناصرة للأسرى والضفة.
وقال الدكتور نسيم ياسين، القيادي في حركة حماس، إن هذه المسيرة "جاءت للتضامن مع أهلنا في الضفة الغربية والخليل تحديدا"، مؤكداً وقوف غزة مع "أهلنا في الضفة على خط المواجهة والصمود والتحدي".
وطالب السلطة بوقف
التنسيق الأمني مع الاحتلال، وإطلاق يد المقاومة من أجل مواجهة الاحتلال الغاصب.
ودعا ياسين رئيس السلطة
محمود عباس، إلى الالتزام ببنود اتفاق المصالحة التي توجهت لها حركة حماس بصدق وإخلاص، منتقدا "التلكؤ" في تنفيذ الاتفاقات، واستغرب التزام السلطة بالاتفاقات مع الاحتلال في الوقت الذي تتنكر فيه لاتفاق المصالحة.
وشدد ياسين على تجريم وتحريم التنسيق الأمني، مؤكدا أن المفاوضات العبثية التي لم تحقق لشعبنا شيئًا على مدار التاريخ يجب أن تتوقف فوراً، وقال: "على السلطة أن توقف كل يد ممتدة لليهود؛ فهؤلاء لا عهد لهم ولا يجب أن تمتد لهم من كل من هو منتمٍ للشعب الفلسطيني".
وأشار إلى اعتراف عباس وقيادات في السلطة بأن هذه المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، متسائلا: "لماذا إذا نستمر فيها"؟.
وتساءل: "أين منظمات حقوق الإنسان، ولماذا لا تتحرك لوقف الانتهاكات بحق أبناء شعبنا، ينبغي أن تعلي من شأن قيم الإنصاف والعدالة". وختم بقوله: "نقف اليوم وقفة تأييد لإخواننا
الأسرى في سجون الاحتلال هؤلاء الذين صمدوا وثبتوا وقدموا من أجل هذه القضية".
من جانبه، أكد الدكتور أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، وقوف غزة مع شعبنا في الضفة وأسرانا البواسل، مشددا على أن الأسرى خاضوا معركة كرامة. وأشار إلى تزامن هذه الأيام مع ذكرى عملية أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط (25 حزيران/ يونيو 2006)، عادًّا ذلك بشرى خير بإذن الله.
ووجه التحية لأهالي القدس الصامدين الذين أفشلوا مخططات المستوطنين المتكررة لاقتحام المسجد الأقصى. وشدد على "رفض شعبنا للتنسيق الأمني مع الاحتلال"، لافتاً إلى أن التنسيق الأمني برز في الآونة الأخيرة بصورة لافتة "ووقحة".
وأكد بحر أنه "لا يجوز للأجهزة الأمنية التي جاءت لحماية الوطن والمواطن، أن تحمي العدو الصهيوني وقواته خلال اقتحامه للبيوت وتنفيذ عمليات الاعتقال"، مشيراً إلى ما جرى في رام الله مؤخراً.
"حماس": تعليق إضراب الأسرى انتصار لإرادتهم
وفي سياق متصل، رأت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن تعليق الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام إضرابهم الذي دام 62 يوما، يشكّل رسالة صمود ومقاومة للشعب الفلسطيني وللأمتين العربية والإسلامية ورسالة تحدٍّ وتحذير للعدو الصهيوني، مفادها أنَّ مطالبتهم بحقوقهم المشروعة لن تتوقف، وأنَّ تحدّيهم للاحتلال لا يزال مستمراً طالما استمرت جرائمه وانتهاكاته، وأنَّ قضية تحريرهم والتضامن معهم تبقى مسؤولية شعبهم وأمتهم.
وأكد بيان لحركة "حماس" اليوم الأربعاء، أرسلت نسخة منه لـ "قدس برس"، أن الأسرى الفلسطينيون استطاعوا تحقيق مكاسب وانتصار في معركة الأمعاء الخاوية ضد السجّان الصهيوني، وأفلحوا في كسر غطرسة المحتل، كما أنهم نجحوا في تحريك جماهير الشعب الفلسطيني مقاومة وصموداً، وتجميع كلمتهم في دعم قضيتهم والتضامن معهم.
وأضاف البيان: "إنَّ تعليق الأسرى إضرابهم عن الطعام يشكّل رسالة صمود ومقاومة لشعبنا وأمتنا ورسالة تحدٍّ وتحذير للعدو الصهيوني، مفادها أنَّ مطالبتهم بحقوقهم المشروعة لن تتوقف، وأنَّ تحدّيهم للاحتلال لا يزال مستمراً طالما استمرت جرائمه وانتهاكاته، وأنَّ قضية تحريرهم والتضامن معهم تبقى مسؤولية شعبنا وأمتنا".
ودعا البيان إلى دعم الحركة الأسيرة، وقال: "إنَّنا في حركة حماس إذ نحيّي جميع أسرانا الأبطال الذين خاضوا معركة الأمعاء الخاوية البطولية، لنثمّن كل الفعاليات التضامنية والحراك الشعبي المتضامن مع إضراب الأسرى، ونؤكّد أنَّ تحرير جميع الأسرى من سجون الاحتلال كان وسيبقى على رأس أولوياتنا، وندعو جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى اتخاذ خطوات جادة وتحمّل مسؤولياتهم في حماية الأسرى الفلسطينيين من جرائم الاحتلال، كما أننا ندعو المؤسسات والهيئات الحقوقية والإنسانية وجميع برلمانيي وأحرار العالم إلى فضح جرائم الاحتلال ضد نواب الشعب الفلسطيني والضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عنهم"، على حد تعبير البيان.