سياسة عربية

كتاب يدعون لإعادة "تربية" الشعب المصري

عجائز بانتظار دورهم في التصويت بالانتخابات الرئاسية الأخيرة (أرشيفية) - الأناضول
 دعا عدد من الكتاب والإعلاميين المصريين الداعمين للانقلاب العسكري إلى إعادة تربية الشعب المصري، والتصدي للديكتاتورية التي يتصف بها، مؤكدين أن المشكلة فيه، وليست في نظام الحكم!
 
وكان كتاب وإعلاميون في عهد الدكتور محمد مرسي يؤكدون دوما أن المشكلة في نظام حكمه وحكم الإخوان، وليست في الشعب المصري، لكنهم سرعان ما بدلوا مواقفهم، مع تولي عبدالفتاح السيسي رئاسة البلاد عقب انتخابات مطعون في شرعيتها ونزاهتها؛ ليؤكدوا أن المشكلة الآن في الشعب، وليست في نظام الحكم!
 
ديكتاتورية الشعب
 
فقد برأت الإعلامية "رولا خرسا" نظام الحكم الحالي بمصر من تبعات أي متاعب تعاني منها البلاد حاليا، وأنحت باللائمة على الشعب المصري في ذلك.. فقالت-: "المشكلة اليوم ليست في النظام، بل في الشعب، فبعد معاناة سنوات تحول الشعب نفسه إلى ديكتاتور ينظم، وينظر، ويطلق أحكاما.. الحق يقال إن الشعب المصري فراز، وأصبح خبيرا في التفرقة بين الحقيقي والمزيف، بين الصادق والمدعى.. ولكن وبسبب الضغوط مختلفة الأنواع ضاق نفس الشعب، وأصبح لا يلتمس أعذارا".
 
 وأضافت -في مقالها بعنوان: "ديكتاتورية الشعب" بجريدة "المصري اليوم-: "أشعر بأننا كإعلام الآن في إشكالية حقيقية أولها أنني مثلا من الذين يعتبرون أن دورنا المراقبة، والتشجيع، والنقد، وأن ننحاز دوما للشعب، وللمواطن، فهو صاحب الكلمة الأخيرة، ولكن المشكلة أن المواطن نفسه تحول إلى ديكتاتور.. أخاف على بلدي من أهله.. فرفقا بمصر يا أهل مصر"!
 
تربية الشعب
 
وفي سياق متصل، كتب محمد حسن البنا رئيس تحرير جريدة الأخبار الرسمية مقالا في يوميات الجريدة بعنوان: "تربية الشعب"، قال فيه: "ليس عيبا أن يعيد الشعب المصري تربية نفسه.. ليس عيبا أن يعيد الشعب النظر في تاريخه.. فيري ماضيه العريق.. كما يري حاضره الفوضوي.. المهم أن يتحرك ليعيد اكتشاف نفسه.. لقد فعل ذلك الشعب الألماني كما فعله الصينيون، واليابانيون".
 
وتساءل: "أين راحت الشهامة المصرية الأصيلة.. أين الفتوة الذي يدافع عن الغلابة ضد الظلم والديكتاتورية؟! أين النخوة المصرية.. التي تدفع المصري الأصيل لأن يدافع عن المظلوم أو الضعيف أو البنت التي تسير وحدها فيعاكسها الشباب المتسكع أو صاحب العين الزائغة؟! أين الشاب الذي يحافظ علي زميلته كأخته.. ونحن الآن
-للأسف الشديد- يضرب بنا المثل في التحرش بالبنات والنساء؟".
 
وتابع تساؤلاته: "أين احترام الطريق، وإماطة الأذى.. ونحن نجد الباعة يفترشون نهر الشارع والرصيف.. وبلطجية الميكروباصات تمرح أمام أعين رجال المرور.. وهذا سائق أوتوبيس ليس عنده دم يقف في وسط الطريق ليركب راكبا أو راكبة ضاربا بكلاكسات السيارات من خلفه عرض الحائط.. من يحاسبه.. لا يوجد أحد.. لا مرور ولا شركة لا تهتم إلا بملء الأوتوبيس بالركاب؟".
 
وأضاف: "هذه الفوضى من يوقفها؟! لا أحد يستطيع أن يوقفها.. لا حكومة، ولا أمن،  ولا يخشي من أحد مهما كانت سلطته.. الوحيد الذي يوقفها هو إعادة تربية الشعب المصري. وإعادة التربية أصبحت أمرا لابد منه للخروج من مصر الفوضى، والعودة إلي مصر التاريخ العريق الذي نسيناه"، على حد تعبيره.
 
ليلة التنصيب والتحرش
 
ومن جانبه، كتب الدكتور معتز بالله عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجريدة "الوطن"، تحت عنوان: "ليلة التنصيب وليلة التحرش": "مصر التي يتحدث عنها الرئيسان عدلي منصور وعبدالفتاح السيسي، غير مصر التي في الشارع، حيث تتراجع القيم، والمفاهيم، فلا حقوق، ولا التزامات".
 
وأضاف: "ما يؤدى إلى الاستبداد ليس فقط المدح المبالغ فيه، ولكن كذلك الفوضى التي لا ضوابط لها. العقلية المصرية اعتادت على واقع لا يدعم فكرة النهضة، ولا التقدم، ولا الانضباط.. نحن بحاجة لأن نعيد تعريف أنفسنا، وأن نعيد تربية أنفسنا، وأن نعيد تهيئة أنفسنا على قيم جديدة هي حقيقة عكس الكثير مما اعتدناه، ونعيش عليه".
 
واستشهد الكاتب بمقولة الإمام محمد عبده عندما قالوا له: "كم نحتاج لتربية الأمة على قيمة النهضة؟" فرد بأننا بحاجة إلى خمسة عشر عاما. فقالوا له إن هذا كثير، فقال إن خمسة عشر عاما ليست كثيرة على تربية أَمَة (أي فتاة) فما بالكم بتربية أُمّة".
 
وتابع عبدالفتاح: "نحن بحاجة للجنة عليا يرأسها رئيس الجمهورية شخصيا لمراجعة ما الذى نقوله، وما الذى نفعله كي نكون مجتمعا بهذه الدرجة من الازدواجية في الكلام عن القيم، وعدم الالتزام بها.. هذه من مهام الرئاسة الجديدة، وهى لا تقل أهمية عن مهام توسيع العمران، وبناء المدن، وتشييد المصانع"!
 
حكم المحروسة
 
أما الكاتب "محمود الكردوسي فكتب مخاطبا السيسي بجريدة "الوطن" تحت عنوان: "الوصايا العشر في حكم المحروسة مصر": "لا تأمن لهذا الشعب، ولا تخدعنك مشاعر الحب التي أحاطك بها منذ 30 يونيو، فهو لم يعُد مطيَّة لحاكم، ولم يعُد جاهلا أو محايدا، ولن يصبر على وعود، وبقدر ما يحبك سينقلب عليك إذا وليت عنه ظهرك. هذا الشعب لغز يا سيادة الرئيس.. فافهمه جيدا لتعرف متى تحِن ومتى تقسو عليه، اتقِ شرَّ المصريين إذا غضبوا، لأن غضبهم من غضب الله".