كشف معلق "
إسرائيلي" بارز النقاب، عن أن الاستخبارات "الإسرائيلية" أسهمت في الماضي بمنع مخططات اغتيال وانقلاب استهدفت بعض الأنظمة العربية القائمة.
وفي تقرير نشره في موقع "يسرائيل بولس"، الجمعة، أوضح كاسبيت، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع دوائر صنع القرار السياسي والنخب الأمنية في تل أبيب، أن الاستخبارات "الإسرائيلية" نقلت معلومات حول مخططات اغتيال وانقلاب -في زمن مناسب- لأنظمة حكم عربية مما أسهم في الحفاظ عليها.
وفي سياق متصل، أكد كاسبيت أن الاتصالات السرية ومظاهر التعاون الأمني والشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج قد "تجاوزت في الآونة الأخيرة كل الأرقام القياسية".
وأكد كاسبيت أن العوامل التي تدفع الدول الخليجية لإبداء هذا القدر من التعاون السري مع إسرائيل تتمثل في المصلحة المشتركة في مواجهة حركات الإسلام السني، سيما جماعة الإخوان المسلمين، من جهة وبرنامج
إيران النووي من جهة أخرى.
وأوضح كاسبيت أن ما يجعل نسق التعاون الأمني والشراكة الاستراتيجية بين إسرائيل والدول العربية -تحديداً الخليجية- يخرج عن إطار المألوف حقيقة أنه بات يشارك فيه مسؤولون يحتلون أرفع المواقع في الأجهزة الأمنية والاستخبارية، علاوة على إجراء لقاءات على مستوى سياسي.
وشدد كاسبيت على أنه يمكن القول أن هناك "حلفا وثيقا" بين "إسرائيل" والدول العربية "السنية" وعلى وجه الخصوص الخليجية، مشيراً إلى أن مظاهر
التحالف تقوم على تعاون مفصل وتبادل معلومات بين الأجهزة الاستخبارية".
وشدد كاسبيت على أن
السعودية، على وجه الخصوص، تقدم خدمة كبيرة لإسرائيل من خلال ممارستها الضغط على الولايات المتحدة لعدم إبداء مرونة تجاه البرنامج النووي الإيراني، منوهاً إلى أن هذه الضغوط تتم بالتنسيق مع تل أبيب.
وأشار كاسبيت إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي كشف لأول مرة وبشكل رسمي عن لقاءات سرية تتم بينه وبين مسؤولين في دول عربية، سيما خليجية، يطالب هذه الدولة بالإسهام في التوصل لحل إقليمي للصراع يقوم بالأساس على التطبيع بين "إسرائيل" والدول العربية "المعتدلة".
ونسب كاسبيت إلى ليبرمان قوله إن الخطوة في التسوية الإقليمية تتمثل في تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية مع الدول "المعتدلة"، وبعد ذلك يمكن الحديث عن حل الصراع مع الفلسطينيين.
وأشار كاسبيت إلى أن تاريخ اللقاءات السرية بين ليبرمان والمسؤولين العرب، يعود للفترة التي عمل فيها كرجل أعمال، في الفترة التي أعقبت استقالته من منصبه كرئيس ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، في فترة حكمه الأولى عام 1998.
وكان ليبرمان قد وبخ المسؤولين في الدول الخليجية، الذين يتحمسون للقائه في اجتماعات سرية ويتجاهلونه في المؤتمرات العالمية.
وخلال لقائه مع طلاب في "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات" الثلاثاء الماضي، ألمح ليبرمان إلى أنه لم يعد معنياً بهذه اللقاءات، مشدداً على ضرورة أن تخرج إلى العلن.
وبلهجه تخلو من الدبلوماسية قال ليبرمان: "لقد شبعت قليلاً من هذه اللقاءات السرية، ويجب أن توضع الأمور على الطاولة، وليست هناك حاجة كبيرة للاتفاقات السرية".
ويذكر أنها المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول "إسرائيلي" بارز عن طابع اللقاءات السرية التي تجرى مع ممثلي دول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل" ولا تعترف بوجودها رسميا.