قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان إن العالم تخلى عن الشعب السوري وتركه رهن حروب بالوكالة تقوم بها الدول الإقليمية.
وفي مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية قال عنان الذي استقال من عمله كمبعوث خاص للأمم المتحدة في
سوريا إن هناك ترددا دوليا في التدخل وحل الأزمات في العالم مشيرا أن المجتمع الدولي لا يستطيع اليوم التركيز إلا على أزمة واحدة.
ووصف عنان حين استقالته في آب/ أغسطس عام 2012 مهمته "بالمهمة المستحيلة" بسبب تزايد مظاهر العسكرة وعدم اتفاق القوى الدولية فيما بينها.
وتحدث عنان بلغة الذي يشعر بالندم حول عدم قدرته على وقف غزو العراق عام 2003، قائلا إن كل تجربة بغداد كانت فاشلة، خاصة أن مقر الأمم المتحدة فيها تعرض لهجوم انتحاري وقتل فيه ممثل المنظمة في بغداد سيرجيو فييرا دي ميللو. ولا يزال المجتمع الدولي يعاني من أثار الغزو الذي قسم المجتمع الدولي ولم يصوت عليه مجلس الأمن كما يقول عنان.
وتحدث الدبلوماسي الغاني الذي شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة ما بين 1997-2006 وبشكل محدد عن الخلافات الإقليمية التي تعرقل الحل السياسي في سوريا، خاصة الخلافات بين
السعودية وإيران، وقال: "نعرف عن الحرب بالوكالة -التي كانت تمولها وتشجعها الولايات المتحدة وروسياـ ولكننا اليوم نشهد حربا بالوكالة وتخوضها القوى الإقليمية، وكلما نظرت حولي وجدت دولا تخشى من دول المنطقة أكثر من خوفها من الدول العظمى لان هذه الدول بعيدة - أي ليست مشتركة بشكل واسع- ويمكن أن تلعب القوى الإقليمي دورا معوقا في أي بلد إن أرادت فعل هذا".
وأكد عنان على أن العالم تخلي عن الشعب السوري وسمح بوفاة عشرات الآلاف منهم بسبب الحرب بالوكالة التي تخوضها القوى هذه على أرضه بدلا من القيام بمحاولات ووقف نزيف الدم الذي تعيشه سوريا منذ أكثر من 3 أعوام.
ورغم أنه لا يدعو للتدخل العسكري ولا يراه الحل الأسلم للنزاعات الداخلية حتى في سوريا إلا أنه قال أن القوى الدولية مترددة بالتدخل. وتريد أن تكون مهمة قوات حفظ السلام بدون مخاطر، "فعندما تتدخل في نزاع مثل سوريا لا تجد دولة تريد الذهاب إلى هناك"، و "لم أر جيوشا تصطف وتقول "نريد التطوع والذهاب إلى هناك" فيما تقول شعوب هذه الجيوش -خاصة الولايات المتحدة- لا نريد مغامرات عسكرية جديدة"، وعليه فأي تدخل "سيكون بدون قوة عسكرية".
وأضاف عنان أن المشكلة هي فشل الجهود الدبلوماسية والسياسية لحل الأزمة السورية "فقد تعرقلت الحلول بسبب الانقسام على المستوى الوطني والإقليمي وفي مجلس الأمن"، مما يعني "أننا تخلينا عن الشعب السوري، ونحن منقسمون نشيرون لبعضنا بأصابع الاتهام، فيما يدفعون هم الثمن".
ولاحظ عنان أن كل الأزمات التي تواجه المجتمع الدولي لها أبعاد إقليمية سواء في جنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى ونيجيريا ولهذا تحتاج لجهود دولية لحلها.