قال المحلل السياسي الليبي عثمان الريشي إن ما يحدث في
ليبيا هو أمر متوقع لغياب مؤسسات الدولة.
وقال الريشي لــ"عربي21" إن "ما قام به
حفتر في بنغازي هو محاولة منه للحصول على مكسب ومغنم بعد الثورة، ولكنه فشل ويعيش الآن في معسكر خارج بنغازي".
وأضاف أن "تاريخ حفتر مليء بالهزائم والانقلابات، وكذلك وقوعه في الأسر في حربه مع تشاد أيام حكم القذافي ثم توجه بعد ذلك إلى أمريكا ومكث هناك عدة سنوات".
وأفاد الريشي أن حفتر لاهث وراء السلطة منذ صغره، فبعد تحرير بنغازي من يد نظام القذافي جاء حفتر إليها، وحاول الحصول على منصب ولكنه لم يفلح، فدخل في إشكال مع المجلس الوطني، ومع عبد الفتاح يونس رئيس أركان جيش التحرير الوطني الليبي.
وأشار إلى أن حفتر لا يستطيع أن يحصل على منصب في الجيش وذلك لعدة أمور منها أنه متقاعد من الجيش وكونه أسير حرب سابق.
وتابع أن حفتر يعتاش على النزاع السياسي الحاصل في ليبيا، ويقتات عليه ويدعي بأنه يحارب الإرهاب من أجل الحصول على الدعم الإقليمي والدولي.
واستهجن الريشي أسلوب حفتر المنادي بالعصبية والمناطقية، من أجل أن يجمع بعض الناس من حوله.
وقال إن الليبيين محبطون من عمليات القتل الممنهج والمتعمد والتي تقوم بها عصابات خارجة عن القانون ومدعومة من بعض الأطراف الداخلية، وتهدف إلى الفوضى وخلط الأمور، من أجل تفتيت البلاد وسرقة نفطها.
وأما عن استنساخ سيسي جديد في ليبيا، فقال الريشي إن السيسي مدعوم من مؤسسة عسكرية وهي مؤسسة الجيش، بعكس حفتر الذي لا توجد مؤسسة عسكرية قويه تدعمه في داخل ليبيا.
وأضاف أن القذافي عمل على تدمير العمل المؤسسي خلال الأربعين سنة التي قضاها في حكم ليبيا.
وعن أطماع مصر في النفط الليبي، قال الريشي إن هذا ما يقولونه على قنواتهم، وهذا أمر مرفوض وقال إن الليبيين سيدافعون عن وطنهم بكل قوة.
وتابع أن الجزائر مشغولة حاليا بنفسها بسبب الانتخابات التي جرت هناك وكذلك أزمتها مع المغرب..
وطالب الريشي لجنة الستين بالاسراع في إعداد الدستور وعمل انتخابات تشريعية من أجل إنهاء حالة الاستقطاب الموجودة في ليبيا، وذلك لأن الوضع يتجه نحو المجهول.
واختتم القول بأن الحل يكمن في الحوار الشامل الذي يجمع مكونات الشعب الليبي ولا يستثني أحدا منهم.