نشرت "واشنطن بوست" تقريرا لوليام بوث وروث إغلاش حول
النكبة التي أحيى
الفلسطينيون ذكراها الخميس؛ قالا فيها إن هذا هو "شهر الروايات المتضاربة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية"، فإسرائيل احتفلت بمرور 66 عاما على إنشاء الدولة الأسبوع الماضي، بينما يحيي الفلسطينيون يوم الخميس
ذكرى النكبة، حيث ثم طرد ما يقدر بـ 700 ألف فلسطيني قبل أكثر من ستة عقود.
وقال التقرير إن معظم اليهود لا يعيرون اهتماما لذكرى النكبة التي يتم إحياؤها في المناطق الفلسطينية في الضفة وغزة، كما أنه لا يعير الفلسطينيون في نابلس والخليل اهتماما بالاحتفالات التي يقيمها الإسرائيليون بمناسبة "ولادة إسرائيل" عام 1948.
وأضاف أن إحياء ذكرى النكبة من قبل الفلسطينيين داخل إسرائيل أصبح أكثر علنية وحزما. كما أنه يستغل الأدوات الحديثة، مثل تطبيقات
الهواتف الذكية التي تبين باللغة العربية والإنجليزية والعبرية، مواقع أكثر من 500 قرية عربية مدمرة عام 1948.
وقد تم تنزيل
برنامج "آي- نكبة" المجاني المخصص للآيفون 12000 مرة منذ ظهر على متجر أبل للتطبيقات الأسبوع الماضي، والذي جهزته مؤسسة (ذاكرات) وهي مؤسسة إسرائيلية مؤيدة للفلسطينيين مقرها تل أبيب، وهناك وعد بتوفير التطبيق لأجهزة الأندرويد قريبا.
ويظهر التطبيق خريطة غوغل لفلسطين مغطاة بمئات الدبابيس البنية التي يمثل كل منها قرية فلسطينية مدمرة، لم يبق منها سوى آثار أو حقول زيتون أو تحولت إلى سجن أو قرية يهودية.
وإذا نقرت على الدبوس يظهر اسم القرية، وإن نقرت على الاسم تظهر صور لتلك القرية بالإضافة لشاشة معلومات عن تلك القرية، مثل عدد السكان واسم الوحدة اليهودية التي هاجمت القرية ومصير سكانها وما إلى ذلك.
تقول رنين جريس، منسقة مشروع ذاكرات: "الفكرة ليست جديدة، فهناك خرائط كثيرة، وربما كثيرة جدا للقرى المدمرة، ولكن الناس لم يعودوا يستخدمون الورق، فهم يستخدمون هواتفهم الذكية مع جي بي إس وغيرها من التطبيقات. ولذلك استخدمنا هذه الأداة للوصول إليهم".
وبإمكان مستخدمي تطبيق "آي- نكبة" إضافة الصور والفيديو. وهناك خطط لإضافة نصوص مفصلة للتطبيق الذي تقول جريس عنه إنها تتوقع أن يتسبب "بردود فعل غاضبة"، حيث إنه صمم لإيصال المعلومات وتحفيز التفكير في نفس الوقت. وفي يوم الاستقلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي تظاهر آلاف العرب الإسرائيليين حاملين لافتات تقول: "استقلالكم نكبتنا".
وشجب وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان المتظاهرين ووصفهم بأنهم "طابور خامس". وقال: "لأولئك العرب الذين شاركوا اليوم في مظاهرة يوم النكبة ورفعوا الأعلام الفلسطينية، أقترح عليهم أن يسيروا في المرة القادمة إلى رام الله وأن يبقوا هناك".
وفي اليوم الثاني، نقلت صحيفة فلسطينية عن جمال زحالقة، عضو الكنيست العربي قوله بأن يوم الاستقلال يجب أن يسمى "يوم الاحتلال". ويشكل الفلسطينيون العرب ومعظمهم مسلمون مع أقلية مسيحية 20% من سكان إسرائيل.
ويعلق بيني موريس مؤلف كتاب "1948: الحرب العربية الإسرائيلية الأولى"، بالقول إن الإسرائيليين كانوا أكثر اهتماما بالتعلم عن الأحداث التي أدت إلى الهجرة الجماعية للفلسطينيين عام 1948، وأكثر تعاطفا قبل 20 عاما. ولكن اليوم، وبعد الهجمات الانتحارية خلال الانتفاضة الثانية في 2000 وفشل عرفات في تحقيق السلام، تغير مزاج الإسرائيليين.
قال موريس: "أظن أن الإسرائيليين اليوم أقل اهتماما بسماع الجانب الفلسطيني من القصة". وأضاف أنه يشك في رغبة الفلسطينيين وخاصة الشباب منهم، بسماع الرواية الإسرائيلية.
ثم قال إن هناك مزيدا من الحزم بين العرب الإسرائيليين في إحيائهم لذكرى النكبة، وهذا ما يقلق الإسرائيليين.
المجموعات المشابهة لـ"ذاكرات" تدعو لعودة اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا أو فروا عام 1948، ولو حدثت مثل هذه العودة، والتي يعارضها السياسيون الإسرائيليون، فإن عودة عدة ملايين لاجئ مع ذريتهم قد يؤثر على تركيبة الدولة اليهودية.
وتبرز مناظرة بين عضو كنيست عربي إسرائيلي وآخر يهودي مدى الخلاف، حيث لم يستطيعا الاتفاق على الأحداث التاريخية الأساسية، ناهيك عن تفسير تلك الأحداث.
ومثل هذا الحوار مهم الآن، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول تمرير قانون يعلن فيه إسرائيل "دولة يهودية".
وقالت حنين الزعبي العضو في الكنيست لزميلها: "تستطيع أن تحلم ولكن ليس على حسابي، فحلمك تعارض مع واقعي ولكنك لا ترى ذلك".
أما عمير بارليف، عضو الكنيست عن حزب العمل، فقد تمسك بالرواية الصهيونية، حيث قال، إنه "عندما وصل الصهاينة الأوائل لإسرائيل، لم تكن فلسطين مأهولة بملايين الفلسطينيين، وكانت معظم فلسطين مستنقعات، وجاء أبي وأمي والقادمون الجدد إلى فلسطين ومات كثير منهم وهم يجففون المستنقعات". وأضاف بارليف أنه "لم يأت اليهود ويلقوا بهم في الخارج".