قالت صحيفة هآرتس
الإسرائيلية إن أزمة حادة تواجه المساعي الأمريكية للوصول إلى صفقة تسمح بتمديد
المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري قد ألغى زيارته التي كان مخططا لها إلى القدس ورام الله، بعد وقت قصير من توقيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على 15 ميثاقا دوليا ترغب دولة فلسطين في الانضمام إليها، بنفس الوقت الذي نشرت إسرائيل فيه عطاءً جديدا لبناء 708 وحدات سكنية جديدة في القدس.
وقالت الصحيفة إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يسارع إلى الرد على خطوة عباس.
وانضمت إلى الأزمة في المحادثات مشكلة أخرى؛ فمدير لجنة الإفراجات في سجن باتنر في شمال كارولينا -حيث يحتجز الجاسوس الإسرائيلي بولارد- أعلن أمس بعد الظهر بأن بولارد تنازل عن النقاش في قضيته في لجنة الإفراجات، والذي كان مقررا مسبقا في ذاك اليوم، بحسب الصحيفة.
ووفقا لـ"هآرتس"، فالتقدير هو أن بولارد طلب ألا يحضر الاستماع كاحتجاج على إدراج تحرره كجزء من صفقة يتحرر فيها فلسطينيون -في إشارة إلى الدفعة الرابعة من الأسرى- وقال الناطق بلسان البيت الأبيض جي كارني مساء أمس إن "أوباما لم يتخذ بعد القرار بتحرير بولارد".
من جانبه قال الكاتب الإسرائيلي أليكس فيشمان إنه سيتم التوقيع آخر الأمر على الرزمة التي يعرضها كيري، لأن اطراف التفاوض الثلاثة معنية جميعا بعدم إحباط التفاوض.
كما أشار في مقاله الافتتاحي بصحيفة يديعوت الإسرائيلية الأربعاء، إلى أن الوثائق التي وقع عليها أبو مازن علنا وأعدها العاملون في مكتبه قبل شهرين، أنه تعمد توقيعها بمراسم كبيرة وأمام عدسات تصوير التلفاز، لكنها ستعود إلى الخزانة.
وأضاف: "إن المسافة كبيرة بين التوقيع على وثائق وإرسالها لتجيزها مؤسسات الأمم المتحدة، ولا أحد مثل أبو مازن يعلم أنه إذا فُجرت المحادثات بإجراء من طرف واحد فسيصب عليه الماء البارد لا من مجلس النواب الأمريكي فقط بل من الاتحاد الأوروبي أيضا؛ إذ أبلغه الأوروبيون من قبل أنه اذا اتجه إلى إجراء من طرف واحد فسيقطعون عنه المساعدة الاقتصادية".
ووصف فيشمان استراتيجية وزير الخارجية الأمريكي كيري الخاطئة بأنها انهارت وأفضت به إلى أن يعطي إسرائيل وعدا -في مسألة بولارد- يحرج رئيسه فقط.
وأكد أن الاقتراح الأمريكي -بالإفراج عن بولارد- زاد في شهوة الأطراف جميعا. فقد وافق نتنياهو على الإفراج عن 400 سجين تختارهم إسرائيل بشرط أن يوافق الفلسطينيون على استمرار التفاوض في 2015، إذ لا يوجد سياسي إسرائيلي يرفض دخول صفحات التاريخ بأنه هو الذي حرر بولارد. والذي سيحتفل معه بليلة عيد الفصح ليكسب نفسه حياة أبدية في السياسة الإسرائيلية.
وختم فيشمان بأنه سيتم التوقيع على الصفقة على نحو ما، لأنه ليس عند أحد من الأطراف شيئا أفضل يقترحه حتى 2015.