رياضة عربية

"الننشاكو" سلاح "أوكيناوي" قديم احترفه لاعبو غزة

بدأت هذه الرياضة في الظهور بقطاع غزة عام 1964 - الأناضول
"إيتش ... ني ... صن ... شي ... كو ... روك ... " و"كيا (صيحة)"، هذه ليست كلمات تعويذة سحرية إنها "صيحات وأرقام يابانية" إذا سمعها لاعبو "الننشاكو" سيحملون سلاحهم المصنوع من قطعتين من الخشب متصلتين بسلسلة معدنية قصيرة، ويبدؤون القتال بحركات مدروسة مسبقا، فاللصراخ بالأرقام اليابانية يحفز في الحركات القتالية الخاصة.

وباتت مجموع الحركات التي تسمى "الكاتة" عالقة تماما في أذهان لاعبي "الننشاكو" في نادي النصر العربي في مدينة غزة، فما أن يبدأ تدريبهم حتى تنطلق أرجلهم وأيديهم التي تحمل "السلاح الأوكيناوي" القديم بالتحرك بسرعة ودقة لتقاتل خصوم وهمية.

و"الننشاكو" لعبة قتالية تعود أصولها إلى محافظة "أوكيناوا" اليابانية، وتستخدم أداة هي عبارة عن عصاتين خشبيتين تربطهما سلسلة أو حبل قصير.

وفي العصر الحديث شاع استخدام "الننشاكو" من جانب الممثل الصيني "بروس لي"، في أفلامه السينمائية.

ويحاول لاعبو فريق "الننشاكو" الغزي تطوير مهاراتهم في استخدام "السلاح الخشبي" من خلال أسلوب "اللعب الحر" البعيد عن "الحركات القتالية" التقليدية، فيستحدث كل لاعب حركاته الخاصة التي تميزه عن غيره.

وقبل أن ينتهي اليوم التدريبي أمسك مدرب الفريق سلاح "الننشاكو" من أحد أطرافه، وبدأ يحركه إلى اليمين واليسار ويرميه بعد ذلك من تحت إبطه ليستقبله بيده الأخرى من أعلى كتفه ويعيد الحركة من جديد في سرعة ودقة عالية.

وتلك "الحركة القتالية" التي قام بها المدرب أحمد العُقيلي هي "كاتة" تقليدية لرياضة "الننشاكو" التي بدأت في الظهور في قطاع غزة عام 1964، وتطورت إلى أن تم اعتماد الاتحاد الفلسطيني للننشاكو عام 1997.

ولم يقتصر تعليم رياضة "الننشاكو" في غزة على الأساليب التقليدية، فابتكر المدربون أسلوبا جديدا سموه "الأسلوب الفلسطيني"، وهو يجمع بين "الكاتات" اليابانية التقليدية الثابتة، وبين "أسلوب اللعب الحر" الذي يعتمد على الحركات السريعة، وهو المنتشر في أوروبا والولايات المتحدة.

ويضاف إلى طريقة الفلسطينيين في اللعب، حركات فنية يبتكرها اللاعب نفسه، ويستطيع عدد قليل من اللاعبين المحترفين تطبيقها، وفق المدرب العُقيلي.

ويؤكد العُقيلي أن لاعبي "الننشاكو" الفلسطينيين نجحوا خلال مشاركتهم في البطولات العالمية في نشر "الأسلوب الفلسطيني"، وبدأ العديد من اللاعبين على مستوى العالم بتطبيق هذا الأسلوب لتميزه بالسرعة والدقة العالية.

وبات لاعبو "الننشاكو" الفلسطينيين محط أنظار العالم بعد فوز اللاعبان محمد أبو صقر وإياد عرفات في المركز الأول والثاني في بطولة العالم التي نظمها الاتحاد الدولي للننشاكو في الولايات المتحدة عام 2005.

ويقول نائب رئيس اتحاد الننشاكو الفلسطيني، إياد الزعيم إن "فوز اللاعبان محمد أبو صقر وإياد عرفات في بطولة العالم للننشاكو عام 2005 منح رياضة الننشاكو في قطاع غزة دفعة قوية وساهم في انتشار الأسلوب الفلسطيني لهذه اللعبة".

وبعد فوز عام 2005 تلقى اتحاد الننشاكو الفلسطيني العديد من الدعوات للمشاركة في بطولات عالمية، كان آخرها عام 2013، حيث شارك اللاعب الغزي صقر شويدح في بطولة العالم التي أقيمت في روسيا وحصل على المركز الأول.

ورغم التطور الكبير للعبة الننشاكو في القطاع، إلا أنها تواجه صعوبات عديدة منها نقص الدعم المادي، والإغلاق المتواصل للمعابر، والذي يتسبب في عدم القدرة على المشاركة في البطولات والدورات العالمية، وفق الزعيم.

وبلغ عدد لاعبي "الننشاكو" في قطاع غزة منذ عام 1997 حتى العام الحالي 13 ألف لاعب من مختلف الفئات العمرية، وفق اتحاد الننشاكو الفلسطيني.

ولا تقتصر لعبة الننشاكو في قطاع غزة على الذكور فهناك العديد من الفتيات اللاتي مارسن هذه اللعبة منذ دخولها إلى القطاع عام 1964.