تشهد
الجزائر عدداً من
الاحتجاجات، أغلبها لأسباب وظيفية اقتصادية في وقت تستعد فيه البلاد لسباق
انتخابات الرئاسة المقرر في 17 نيسان/ أبريل القادم.
وتشهد البلاد تفاقماً في أزمة ندرة الحليب المدعم، ومواجهات مذهبية في الجنوب، وسط دعوات من أحزاب معارضة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية.
ودخل إضراب تقوده نقابتان في قطاع التعليم أسبوعه الثاني؛ للمطالبة بمراجعة القانون الأساسي للأستاذ (المدرس) بشكل يسمح بالترقية التلقائية له في مساره المهني.
وقابلت وزارة التربية والتعليم موجة الاحتجاجات في القطاع بالدعوة إلى طاولة حوار ووقف الإضرابات، وقالت إن تعديل القانون يتجاوز صلاحياتها، وإنها قضية تخص الحكومة بصفة عامة.
ووسط تبادل الاتهامات بين الوزارة ونقابتي اتحاد التربية والتكوين والنقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، شهدت المؤسسات التعليمية في البلاد شللاً لمدة فاقت الأسبوع .
فيما دعت فيدرالية أولياء التلاميذ (تجمع أهلي) -في بيانات- النقابات إلى "عدم التلاعب بمصير التلاميذ؛ لأن الإضراب يظل آخر الحلول التي يتم اللجوء إليها في حالة الانسداد".
في سياق متصل، يشن موظفون مؤقتون في الإدارة الجزائرية (البلديات)، مقدر عددهم بـ900 ألف شخص، حركات احتجاجية متواصلة؛ للمطالبة بإدماجهم في مناصب عمل دائمة، في وقت ترد الحكومة بأن الأمر غير ممكن؛ لعدم وجود مناصب مالية جاهزة حاليا.
ويحتج الآلاف من عناصر الحرس البلدي (شرطة شعبية محلية)، البالغ عددهم نحو 94 ألف عنصر، استعانت بهم الدولة سنة 1994 لمساعدة الجيش والشرطة في "مكافحة الارهاب" في القرى والمحافظات الداخلية.
ويطالب هؤلاء بالاعتراف الرسمي بما أسموه تضحيات هذا الجهاز خلال عقد تسعينيات القرن الماضي، ورفع معاشاتهم بعد حل هذا الجهاز.
من جهة أخرى، شهدت الجزائر، وخاصة العاصمة، خلال الأيام الماضية ندرة في الحليب المبستر بشكل خَلَّف استياءً وسط المواطنين الذين يتهافتون صبيحة كل يوم للظفر بكيس حليب.
وقالت وزارة التجارة إن ارتفاع الأسعار في السوق الدولية الناجم عن تراجع صادرات مناطق الإنتاج الرئيسية في نيوزيلندا وشمال أوروبا وأمريكا الشمالية، انعكس مباشرة على الأسعار الداخلية في الجزائر؛ مما دفع الشريحة التي كانت تستهلك بودرة الحليب المعبأة في علب إلى استهلاك الحليب المبستر المدعم الذي لم يرتفع إنتاجه؛ لمسايرة الطلب.
ويبلغ سعر لتر الحليب المبستر المدعم من الحكومة والمعبأ في أكياس 0.32 دولار، مقابل 1 دولار للحليب غير المدعم الذي ينتج بطريقة حرة، وتستورد الجزائر حالياً نحو 350 ألف طن من بودرة الحليب سنوياً.
على صعيد آخر، شهدت محافظة غرداية خلال الأسابيع الأخيرة مواجهات مذهبية متقطعة بين سكان ينتمون إلى قبيلة الشعانبة العربية (سنة مالكيون) وآخرين من الميزابيين الأمازيغ (إباضيين)، أسفرت عن سقوط قتيلين وأكثر من 250 جريحاً، بينهم عشرات عناصر الشرطة وتخريب لمحلات ومساكن.
وألقت الحكومة الجزائرية، ومعها الأحزاب والمنظمات الأهلية والعلماء، بكل ثقلهم لوقف تلك المواجهات التي قال سياسيون وسكان محليون إن جهات مجهولة تسعى إلى إذكائها -وفقاً لوسائل إعلام جزائرية-.
وأعلنت حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي في البلاد ويمثل تيار الإخوان المسلمين، إلى جانب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ذي التوجه العلماني، مقاطعة انتخابات الرئاسة القادمة؛ "لرفض السلطات الاستجابة لمطالبة المعارضة بتوفير شروط نزاهتها" -بحسب بيانين منفصلين-.
ولم يعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حتى السبت ترشحه لولاية رابعة، رغم أن عمار سعداني الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم -الذي يترأسه بوتفليقة شرفياً- أكد أن بوتفليقة قرر الترشح رسمياً للانتخابات.