بعد يومين فقط من
انتحار أحد الناجين من مهرجان "نوفا" الموسيقي الذي شهد هجوما في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أقدمت يلينا جيلر، والدة القتيل سلافا جيلر، على إنهاء حياتها.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية إن يلينا، التي فقدت ابنها سلافا في المهرجان قبل عامين، لم تستطع تجاوز صدمتها رغم مرور الوقت. وأوضحت الصحيفة نقلاً عن أصدقائها أن حالتها النفسية كانت معقدة حتى قبل الحادثة، نتيجة معاناة طويلة مع مرض نفسي، لكنها تدهورت بشكل حاد خلال العامين الماضيين.
وأضاف مقربون منها: "لم تعد إلى طبيعتها أبداً، وكلما اقتربت ذكرى السابع من تشرين الأول/أكتوبر كانت حالتها تسوء أكثر". وبحسب الصحيفة، فقد أنهت يلينا حياتها في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2025، أي بعد يومين فقط من انتحار الناجي روي شاليف من المهرجان نفسه.
وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" قد ذكرت، السبت الماضي، أن روي شاليف انتحر يوم الجمعة الماضي بعد نشره منشوراً وداعياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأفادت بأن الشرطة
الإسرائيلية عثرت عليه داخل سيارة محترقة قرب مخرج طريق سريع بمدينة نتانيا، بعد أن أظهرت كاميرات المراقبة قيامه بشراء غالون وقود من محطة تعبئة قبل العثور على السيارة مشتعلة.
وأعلنت الشرطة فتح تحقيق في ملابسات الحادث، في وقت أثار فيه انتحار شاليف وجيلر جدلاً واسعاً داخل الأوساط الإسرائيلية بشأن تداعيات الصدمات النفسية التي خلفتها عملية "طوفان الأقصى".
وتأتي هذه الأحداث بعد دخول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذ ظهر الجمعة الماضي (12:00 بتوقيت القدس)، بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق فجر اليوم نفسه.
وينص الاتفاق على وقف الحرب وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي من قطاع
غزة، وإطلاق متبادل للأسرى، وإدخال عاجل للمساعدات الإنسانية، تمهيداً لمرحلة لاحقة تشمل نزع سلاح حماس، وفقاً للخطة التي طرحتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبحسب بنود الاتفاق، من المقرر أن يطلق الاحتلال الإسرائيلي 250 أسيراً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد، إضافة إلى نحو 1700 معتقل من أبناء غزة جرى اعتقالهم بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيراً إسرائيلياً في قطاع غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، في حين يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 11 ألفاً و100 أسير فلسطيني، يعانون أوضاعاً إنسانية قاسية تشمل التعذيب، والتجويع، والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة العديد منهم، وفق تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
يُشار إلى أن وزارة الصحة في غزة أعلنت، الأحد الماضي، أن عدد ضحايا الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي استمرت منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ارتفع إلى 67 ألف و806 شهداء، إضافة إلى 170 ألف و66 مصاباً، في واحدة من أكثر الحروب دموية في التاريخ الحديث للقطاع.