في بعض الأحيان نجد المنظمات
والهيئات العالمية تتبنى الكثير من صيغ التنبيه والتحذير، احتياطات يُنصح بالتعامل
بها وفق حادث ما.
على سبيل المثال، ما حدث منذ خمسة
أعوام ولا أعلم كيف مرت السنين هكذا (الأيام بتجري فعلا) على جائحة كورونا
الغريبة، وجدنا منظمة الصحة العالمية تحذر وتنصح، منظمة الغذاء تقول وتشدد، على
هذا النهج وفق أي متغيرات تجد تلك المنظمات والهيئات تدلو بدلوها وتعطينا الكثير
من الإرشادات الضرورية.
استيقظنا منذ أيام على إحدى تلك
المنظمات التابعة لحقوق الإنسان وهي تحذر وتندد، تشجب وتدين، تهدد وتتوعد، ماذا
حدث يا ترى..؟
رفض رئيس الإدارة المركزية في
سوريا
(أكبر رأس في البلد دلوقتي) مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية!!
جائحةٌ كبيرة تعادل جائحة كورونا.. كارثة
من الممكن أن تُغير ديموغرافية المنطقة لعشرات السنين مستقبلا!
كيف لرجل مسئول وهو يعتبر الرجل
الأول في سوريا الآن أن يمتنع عن مصافحة امرأة!! سكتنا وتغاضينا عن اللحية، وعن
الصلاة في أسواق حلب ودمشق، لكن أن تصل الدرجة أن يمتنع عن مصافحة امرأة فيجب
التحرك فورا!!
تنديد عالمي من كل الصحف العالمية، هجوم
منظم من كافة المواقع الإلكترونية، تدخلات وتوصيات من منظمات حقوق الإنسان وجمعيات
المرأة!!
حقوق المرأة؟؟
نعم والله أدانت جمعيات حقوق المرأة
ما حدث، تلك الجمعيات التي وقفت تشاهد المرأة يُفعل بها ما يُفعل في
غزة على مدار
خمسة عشر شهرا ولم تحرك ساكنا، جمعيات تتحرك فقط إذا كان الحدث هو ارتداء امرأة
الحجاب، أو رفض سلطات السماح للمرأة بالسفر دون إذن زوجها، لكن عندما تُقتل وتباد
المرأة في غزة فإن تلك الجمعيات تكون في إجازة مفتوحة. أيضا منظمات حقوق الإنسان
التي تشاهد الأطفال يموتون في وضح النهار من البرد في الخيام ولا تستطيع أن تتكلم
أو تضغط على هؤلاء القتلة ليسمحوا لهم حتى بممرات آمنة! لم نسمع صوت أحد منهم إلا
الآن. لم يؤثر فيهم سجون صيدنايا وتدمر والمزة، لم يتحركوا من أجل البراميل
المتفجرة، لم يتأثروا من أجل مليون شهيد وملايين المهجرين نتيجة ضرب بشار لشعبه،
لم يتكلموا على تجارة النظام السوري علنا في المخدرات (حكومة رسمية أحد مصادر
دخلها الاتجار بالصنف!!)
لِمَ ولِمَ..!! لكن كل ما أقام
الدنيا وأقعدها وجعل تلك المنظمات تستيقظ من سباتها هو عزوف مسئول سوري عن مصافحة
النساء، لم تقلق أمريكا ولا الاتحاد الأوروبي من مسالخ السجون السورية ولكنها
أعربت تخوفها من قائد يبدو عليه السمت الإسلامي، لم يستطع المجتمع دولي وقف مجازر
بشار ضد شعبه طيلة أربعة عشر عاما لكنه أعرب عن مخاوفه بشدة من عدم بيع الخمور في
أسواق دمشق..!!
أين حُمرة الخجل عند هؤلاء؟ أتساءل، هل
يعتقد هذا المجتمع الدولي أن عالمنا العربي والإسلامي يصدقهم؟
هل يعتقد هذا العالم الكاذب أن من
بيننا عاقل ما زال ينبهر بهذا
الغرب الكاذب؟
هل هناك أي إيمان بتلك الدول
المتقدمة كما يقال عنها؟؟
تلك الدول التي خلقت نظاما وهي نفسها
أول من خالفه وضرب به عرض الحائط!
يقلق الأمريكان من كيفية تطبيق
القانون في سوريا وهي تدعم قاتلا محترفا (نتنياهو) قتل أكثر من خمسين ألف شهيد في
عام وربع العام، وصدر ضده وضد وزير دفاعه مذكرة اعتقال ومع ذلك يمشي طليقا لا يشعر
بشيء ولا يكلمه أحد (المهم أمريكا تنظر في رفع اسم جبهة النصرة من قائمة
الإرهاب)!!
تطالب روسيا باحترام القانون في
سوريا وهي مساهمة بقتل أكثر من مليون روح بريئة هناك ولم يحاسبها أحد!
مؤسسات تكيل بمكيالين، ولها مع نفس الفعل
ردين مختلفين؛ تترك حاكما يهرب ويعيش مطمئنا رغم
جرائمه مع شعبه، وتحذر حاكما آخر
بتهمة أنه لا يصافح النساء!!
عندما أشاهد هذا الكم من الظلم في
العالم وكمية الكذب والافتراء أحمد الله أن هناك يوم حساب وعقاب يأخذ كل امرؤ حقه..
يوما سيُجازي كل فرد عما كسب.. يوما سيقف الجميع أمام رب الأرض والسماء، ليقضي
بينهم على أول شيء وهو الدماء، وسنعرف وقتها أيهما ارتكب وزرا أكبر، رجل كان يقتل
الأبرياء أم آخر رفض أن يصافح النساء!!