حول العالم

دافعت عنه فكافأها.. من هي العراقية مستشارة ترامب الجديدة؟

إلينا حبة كانت ضمن فريق المحاماة المدافع عن ترامب في العديد من القضايا القانونية - الأناضول
في خطوة جديدة تضاف إلى سلسلة التعيينات المثيرة للجدل خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب عن تعيين المحامية الأمريكية من أصول عراقية كلدانية، إلينا حبة (40 عامًا)، مستشارة له في منصب استراتيجي مهم في إدارته.

 يأتي هذا التعيين بعد سنوات من التعاون الوثيق بين حبة وترامب، حيث كانت من بين فريق المحاماة الذي دافع عن ترامب في قضايا قانونية معقدة، بما في ذلك قضية الأموال السرية في نيويورك.

من هي إلينا حبة؟
إلينا سعد حبة، ولدت في 25 أذار / مارس 1984 في سوميت، نيو جيرسي، هي محامية وصحفية ومستشارة قانونية أمريكية من أصول عراقية كلدانية.

ولدت لأبوين هاجرا من العراق في أوائل الثمانينيات، حيث كان والدها يعمل كطبيب أمراض جهاز هضمي، وتعتبر حبة واحدة من أبرز الشخصيات في الساحة القانونية الأمريكية، وهي شريكة إدارية في شركة حبة، مادايو وشركاه، وهي شركة محاماة مقرها بيدمينستر، نيو جيرسي، ولها مكتب في مدينة نيويورك.

وتتمتع حبة بتاريخ عائلي متميز، فقد نشأت في أسرة مسيحية كلدانية، وهي أكبر طائفة مسيحية في العراق، وهذا السياق الثقافي والديني شكل شخصيتها وطموحاتها، وأثر بشكل واضح على خياراتها المهنية، ولدى حبة رغبة قوية في خدمة المجتمع الأمريكي، الأمر الذي دفعها إلى السعي في مجالات حقوق الإنسان والقانون بعد التخرج.




المسيرة المهنية
بدأت إلينا حبة مسيرتها المهنية في مجال الأزياء، حيث عملت في صناعة الإكسسوارات والتسويق مع كبار المديرين التنفيذيين في مارك جاكوبس بين عامي 2005 و2007، ورغم أنها استمتعت بهذه الصناعة، فإنها سرعان ما قررت تغيير مسارها المهني واتباع شغفها بالقانون، فدخلت كلية الحقوق لتحصل على دكتوراه في القانون من جامعة وايدنر كومنولث في 2010.

وبعد تخرجها، بدأت حبة مسيرتها في مجال المحاماة، واكتسبت سمعة قوية في مجال الدفاع عن القضايا القانونية الصعبة، في عام 2021، بدأت تتعاون مع دونالد ترامب بشكل أكبر، حيث أصبحت المتحدثة القانونية له، والمستشارة الأولى في شركة MAGA، Inc، وهي اللجنة السياسية الفائقة لدعم ترامب، كما دافعت عن ترامب في قضايا قانونية بارزة، بما في ذلك قضية الأموال السرية في نيويورك.

التعاون مع ترامب
إلينا حبة كانت جزءًا من فريق المحاماة الذي دافع عن دونالد ترامب في العديد من القضايا القانونية المعقدة، ومنذ أن بدأت في العمل معه، أصبحت حبة واحدة من أكثر الشخصيات قربًا من ترامب، حيث رافقته في العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية، وكانت حاضرة في العديد من التجمعات الانتخابية.

في تصريحات له عبر منصته الاجتماعية Truth Social، أشاد ترامب بحبة وقال: "لقد كانت ثابتة في ولائها ولا مثيل لها في تصميمها، وقفت معي خلال العديد من المحاكمات والمعارك وأيام لا حصر لها في المحكمة، قليلون هم من يفهمون في هذا المجال بشكل أفضل من إلينا"، هذه الكلمات تعكس العلاقة المتينة والثقة التي تجمع بين ترامب وحبة، وهي علاقة ترسخت خلال سنوات من العمل المشترك.




التأثير السياسي والاجتماعي لحبة
تمثل إلينا حبة صورة لشخصية ناجحة تمكّنت من الارتقاء من خلفية عائلية بسيطة إلى أن تصبح جزءًا من دائرة القرار السياسي الأمريكي، من خلال عملها القانوني ومستوى الدعم الذي قدمته لترامب، أثبتت حبة قدرتها على التأثير في السياسات الأمريكية الكبرى.

وتعتبر حبة أحد الوجوه البارزة في المشهد السياسي الحالي، حيث تمثل تحديًا للتصورات التقليدية حول ما يمكن أن تحققه الأقليات في الحياة السياسية الأمريكية.

على الرغم من خلفيتها غير الأمريكية الأصلية، فإن تعيينها مستشارة للرئيس ترامب يعكس توجهات ترامب في دعمه لوجود أكثر تنوعًا في المناصب السياسية. حبة تمثل أيضًا نموذجًا للنجاح والتفوق الشخصي في مجال محاماة الشركات، وهو ما يعزز مكانتها في المجتمع الأمريكي.




دور إلينا حبة في الحملة الانتخابية
وخلال الحملة الانتخابية لترامب، كانت حبة من بين الشخصيات البارزة التي ساعدت في تعزيز حملة ترامب في العديد من الولايات، وكانت حبة تشارك في التجمعات الانتخابية، وظهرت كمحامية بارعة تمتلك القدرة على التأثير في الرأي العام، في التجمع الذي أقيم في حديقة ماديسون سكوير في نيويورك في أواخر تشرين الأول / أكتوبر، كانت حبة واحدة من المتحدثين الرئيسيين.

كان دورها لا يقتصر فقط على المساعدة القانونية، بل كانت تشارك بفاعلية في توجيه الرسائل السياسية التي أراد ترامب إيصالها للناخبين. وبفضل إلمامها بالقضايا القانونية، كانت حبة قادرة على تأطير المواقف القانونية بطريقة سياسية تتماشى مع مواقف ترامب.

الجدل والتوقعات
على الرغم من نجاحاتها، فإن تعيين حبة مستشارة للرئيس الأمريكي لا يخلو من الجدل، وبعض المنتقدين يرون أن تعيينها يعكس استمرار الانقسامات الداخلية في السياسة الأمريكية ووجود تفضيلات سياسية لمصلحة مجموعات معينة. هناك أيضًا من يرى أن تعيين حبة قد يعزز من مكانتها السياسية، لكن في الوقت ذاته قد يثير انتقادات بسبب خلفيتها الثقافية، وهو ما يفتح الباب أمام مزيد من الأسئلة حول دور الأقليات في المناصب العليا.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار التأثير المتزايد لحبة في الحياة السياسية الأمريكية. من خلال دعم ترامب، وإدارة شؤون الجانب القانوني لحملته، تمكنت حبة من إثبات كفاءتها وولائها التام له، وهو ما سيكون له تأثير كبير في مستقبل العلاقات السياسية والإدارية خلال فترة رئاسة ترامب.