سياسة عربية

أمراض جلدية خطيرة تزيد من معاناة الأطفال بسبب الحرب في غزة

تنتشر الأمراض بين النازحين الفلسطينيين بما في ذلك التهابات الجلد المؤلمة- منصة "إكس"
تلحق حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة خسائر فادحة بالأطفال. ولا تقتصر آثار الحرب على القنابل والرصاص الذي يقتلهم ويترك ندوبا عليهم بعدما اضطروا إلى الفرار من منازلهم والعيش في ظروف بائسة، بل إنها تمتد إلى شيوع الأمراض بين السكان بما في ذلك التهابات الجلد المؤلمة.

وتجلس إسلام جندية الأرملة التي لديها أربعة أطفال، في مستشفى الأقصى في دير البلح، وسط غزة، وتحاول مواساة ابنها الصغير زيد، وتنتشر البثور المؤلمة على وجهه وهو يصرخ من شدة الانزعاج، بحسب تقرير لـ "القناة 4" البريطانية.

وتقول إسلام: "إن المياه التي نستخدمها لغسل الأطفال ملوثة، ولا توجد مياه شرب نظيفة ولا يوجد صابون.. في أماكن أخرى يعيش الناس حياتهم. نحن نموت هنا. يموت أطفالنا ببطء".


وبينما أشادت منظمة الصحة العالمية بالمرحلة الأولى من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال باعتبارها عملية ناجحة بعد عودة المرض إلى الظهور في غزة، فإن هناك انتشارا مقلقا لالتهابات الجلد، وأكثر من 150 ألف حالة سجلت، بما في ذلك الجرب والقوباء.



ولقد نزح الغالبية العظمى من سكان غزة، ويعيش الكثيرون الآن في ملاجئ أو خيام مكتظة، ويشكو المرضى من أن المستشفى ملوث بالصراصير، ولا يصل ما يكفي من الغذاء أو المساعدات الطبية.

وتنفي "إسرائيل" استخدام الغذاء والمساعدات الطبية كسلاح حرب، وهو ما يشكل جريمة حرب.

في صورة التقطت قبل بدء الحرب، تبتسم مريم البالغة من العمر 5 سنوات مرتدية ثوبًا أحمر لامعًا. والآن جسدها الهش مغطى بالجرب والقروح، وهي تعاني من مرض الصدفية الشديد المشتبه به، والذي تفاقم بسبب الظروف المزرية في غزة.

الدكتورة سناء علي طبيبة أطفال من برمنغهام، المملكة المتحدة. وهي عضو في منظمة "الأطفال ليسوا أرقاما - Children Not Numbers"، غير الحكومية التي تقدم المشورة عن بعد للأطباء في غزة الذين يعالجون مريم والأطفال الآخرين، ويحاولون مساعدتهم في إجلائهم.

ولكن في الوقت الحالي، فإن من المستحيل عملياً لأي شخص أن يغادر – حتى الأطفال المرضى.

وتعد حالة مريم مؤلمة للغاية ومحزنة وهي تحاول حك جروحها، ولكن الدكتورة سناء تقول إن هناك علاجات بسيطة من شأنها أن تحدث فرقاً كبيراً.

وأوضحت سناء: "ما ستحصل عليه في المملكة المتحدة ولا تحصل عليه هناك هو الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي. وستحصل على لفافات وضمادات متخصصة لمساعدتها في علاج قروحها، وستحصل على مرطبات ومضادات حيوية لأي مناطق مصابة"، قائلة: "لكن في الوقت الحالي الحصول على شيء أساسي مثل الباراسيتامول أمر صعب ومكلف للغاية".


في غزة، تطبخ دينا المبيض ما تستطيع أسرتها تحمله من طعام على نار تغذيها بقايا البلاستيك، وهي جالسة القرفصاء خارج خيمتهم. يتعافى ابنها الصغير فايز من عدوى جلدية تركت جسده الهش مليئاً بالجدري.

تقول: "لا أستطيع أن أتحمل ما يحدث لابني". "بكيت عليه كثيراً لأنه عانى كثيراً. هناك الكثير من الجروح على جسده، ورائحته كرائحة الجثث. لا تتركه الذبابة إلا إذا أزلتها".

صورة لفايز، التقطت قبل يوم من بدء الحرب، تظهر طفلاً سعيداً يشرب العصير. حياة قديمة يبدو من المستحيل العودة إليها.

وتضيف دينا: "كل ما أتمناه هو أن يستعيد ابني صحته وأن أعيش في مكان نظيف مرة أخرى".