حذر كاتب تركي من تبعات اجتماع وصفه بـ"الغامض" في شمال
العراق بعد أيام قليلة من توقيع اتفاقية التعاون العسكري والأمني بين
تركيا والعراق لمكافحة الإرهاب، معتبرا أن اللقاء يحمل رسائل أمريكية إلى أنقرة.
وأشار الكاتب التركي، وهو فاتح تشيكيرغه، في مقال نشره في صحيفة "
حرييت" المحلية، إلى اللقاء الذي جمع رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، والقائد الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، الكولونيل كيفن ليهي.
والأسبوع الماضي، قالت رئاسة إقليم كردستان العراق، في بيان، إن بارزاني وليهي ناقشا خلال لقائهما "أهمية وضرورة استمرار مهام التحالف الدولي والتعاون المشترك بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة (القوات العسكرية الكردية) وقوات التحالف الدولي من أجل التصدي للإرهاب".
وشدد البيان، على أن تنظيم الدولة "لا يزال يشكل خطرا حقيقيا يهدد الأمان والاستقرار في المنطقة بصورة مستمرة".
الكاتب التركي، رأى أن هذا الاجتماع السري يمثل رسالة من الولايات المتحدة بأنها "موجودة هنا" رغم الاتفاق العراقي التركي الأخير، في إشارة منه إلى مذكرة التفاهم التي وقعتها أنقرة وبغداد مطلع شهر آب/ أغسطس الجاري بشأن التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب.
وتشير تركيا بـ"مكافحة الإرهاب" إلى مواجهة حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" المنصف على قوائم إرهاب أنقرة والذي يتخذ من جبال قنديل مقرا له.
وشهدت العلاقات بين تركيا والعراق تقدما ملحوظا خلال الآونة الأخيرة وسط تفاهمات على ضرورة تعزيز جهودهما في "مكافحة الإرهاب".
وأعرب وزير الخارجية التركي هاكان
فيدان، عقب التوقيع على مذكرة التفاهم المشار إليها، عن اعتقاده بأن مراكز التنسيق والتدريب المشتركة المنصوص عليها في الاتفاقية، سوف تنقل التعاون إلى مستوى أعلى، مشيرا إلى "أهمية تعزيز وحدة التفاهم بخطوات ملموسة على الأرض بشأن محاربة الإرهاب".
وذكر فيدان، أنهم رحبوا بقرار الجانب العراقي "إغلاق ثلاثة أحزاب تابعة لتنظيم بي كي كي الإرهابي".
في السياق، لفت الكاتب التركي إلى أن الاجتماع الذي جاء بعد أيام من المذكرة مع
بغداد "يشير إلى محاولات لتوحيد قوات البيشمركة، والتي قد تكون مرتبطة بجهود لإنشاء ممر إرهابي من خلال السليمانية في العراق إلى شمال سوريا".
واعتبر تشيكيرغه أن الهدف من إنشاء الممر هو "دمج الاتحاد الوطني الكردستاني مع كوادر حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في سوريا"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة دعمت هذه القضية".
وشدد على "أهمية فهم ما يعنيه أن تتصل الولايات المتحدة بالبارزاني بعد طالباني بينما بدأت تركيا والعراق بالتعاون ضد الإرهاب في المنطقة".
ولفت الكاتب التركي، إلى أن أنقرة "تهدف إلى خلق أرضية مشتركة ضد الإرهاب مع حكومتي شمال العراق وسوريا. وقد تم تحقيق ذلك في المقام الأول من خلال العراق. وإذا تحقق أيضاً عبر سوريا؛ فسيكون هناك تعاون جدي ضد حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في المنطقة".
وأكد في ختام مقاله، أن الولايات المتحدة "تقف ضد مثل هذه القوة في منطقة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في شمال سوريا"، على حد قوله.