سياسة عربية

وفد الاحتلال يعود من مصر.. هل وصل إلى اتفاق مع القاهرة بشأن "محور فيلادلفيا"؟

طلبت مصر عدة مرات من الاحتلال سحب قواته من محور فيلادلفيا - جيتي
عاد وفد دولة الاحتلال إلى مصر، الاثنين، بعد يوم من المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، والانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فقد عاد الوفد دون التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الانسحاب الكامل من الحدود بين قطاع غزة ومصر، وهو ما تصر عليه القاهرة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع أن "قصة محور فيلادلفيا لا تزال مفتوحة" ولا يوجد اتفاق بشأنها، ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو غير مستعد للتخلي عن موقفه من هذه المسألة.

كما نقلت عن مصدر آخر مصري قوله إن المفاوضات في القاهرة لم تحدث أي اختراق بسبب الإصرار الإسرائيلي على البقاء في محور فيلادلفيا على الحدود، وممر نتساريم داخل القطاع.

على جانب آخر، قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، إن مصر وإسرائيل توصلتا إلى تفاهم يسمح بوجود أمني إسرائيلي على طول الحدود المصرية مع غزة في مقابل إعادة فتح معبر رفح وتشغيله من قبل الفلسطينيين، بحسب ما صرح به ثلاثة مصادر مصرية رفيعة المستوى للموقع.

وفقا لدبلوماسي مصري ومسؤول في جهاز المخابرات العامة وآخر في الاستخبارات العسكرية، قدمت إسرائيل خيارين لمنطقة الحدود المعروفة باسم ممر فيلادلفيا.



الخيار الأول هو أن تحتفظ إسرائيل بقوات برية، كما فعلت منذ أن دخلت قواتها المنطقة في مايو/أيار.

والخيار الثاني هو استبدال القوات بحاجز تحت الأرض ومعدات مراقبة إلكترونية ودوريات عرضية.

وقالت مصر بحسب الموقع إنها ستوافق على الخيارين إذا وافقت الفصائل الفلسطينية، وخاصة حماس، على ذلك.

وقال مسؤول المخابرات العامة، المطلع على هذه الاجتماعات، إن مصر أبدت استعدادا للتحلي بالمرونة بشأن الوجود الإسرائيلي في المنطقة منزوعة السلاح.

ومع ذلك، قال المصدر إن مصر تصر على إعادة فتح معبر رفح - البوابة الوحيدة للقطاع مع مصر - وتشغيله من طرف "كيان فلسطيني" على جانب غزة.

الشهر الماضي، نفى مصدر مصري رفيع المستوى ما تناولته وسائل إعلام إسرائيلية حول وجود اتفاقات أو تفاهمات بين القاهرة و"تل أبيب" بشأن محور فيلادلفيا.

ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن المصدر قوله إن "هذه الادعاءات تأتي في إطار سعي الطرف الإسرائيلي للتغطية على فشله العسكري المستمر في قطاع غزة".

وقالت إن "مصر أكدت تمسكها بحتمية الانسحاب الإسرائيلي الكامل من محور فيلادلفيا".



وترفض مصر بشكل قاطع أي بقاء للقوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، وتصر حركة حماس على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بما يتضمن معبر رفح ومحور فيلادلفيا، كشرط أساسي للتوصل إلى صفقة تتضمن تبادل الأسرى ووقف الحرب.

وفي سياق متصل، أكد نتنياهو، الأحد، إصراره على إبقاء سيطرة قوات جيش الاحتلال على محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، بينما اتهمه زعيم المعارضة يائير لابيد بالمماطلة وتخريب المفاوضات.

جاء ذلك وفق بيان مكتب نتنياهو، قال فيه: "يصر رئيس الوزراء على بقائنا في محور فيلادلفيا" لمنع الفلسطينيين "من إعادة التسلح".

وأضاف: "هناك أشخاص يواظبون على نشر تسريبات تضعف القدرة على التوصل إلى صفقة".

وتابع: "لقد زعموا لعدة أشهر أن حماس لن توافق أبدا على التخلي عن إنهاء الحرب كشرط للصفقة، وعرضوا الاستسلام لمطلب الحركة".



وأضاف مكتب نتنياهو: "لقد كانوا مخطئين آنذاك، وما زالوا مخطئين اليوم، لقد تمسك رئيس الوزراء بثبات بهذا المطلب الأساسي، وهو ضروري لتحقيق أهداف الحرب"، في إشارة إلى استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا.

بدوره، هاجم زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، نتنياهو، واتهمه "بتخريب متعمد لإمكانية التوصل إلى صفقة".

وأضاف: "ما يفعله نتنياهو تخريب متعمد وخطير لإمكانية التوصل إلى صفقة رهائن، وعليه أن يتوقف عن هذه الرسائل غير الضرورية".

وتواصل إسرائيل هذه الحرب منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.