سياسة عربية

إدانات عربية وفلسطينية بعد اقتحام بن غفير ومستوطنين للمسجد الأقصى

الاحتلال يسعى لتغيير الوضع الراهن في الأقصى من عام 2003- الأناضول
توالت الإدانات العربية والفلسطينية بعد اقتحام مئات المستوطنين، صباح الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى بقيادة وزيري الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، والبناء والإسكان يتسحاق غولدكنوبف، وعدد من أعضاء الكنيست تحت حماية شرطة الاحتلال.


وفقا لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس والمسؤولة عن إدارة شؤون الأقصى، فإن "2250 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى صباح الثلاثاء".

خمس هيئات مقدسية تدين
وأدانت 5 هيئات ومرجعيات إسلامية في القدس، اقتحامات المتطرفين بالمسجد الأقصى، واقتحامه من قبل مسؤولين ومستوطنين إسرائيليين، ووصفتها بأنها "غير مسبوقة".

جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن كل من "مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس الشريف، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، وديوان قاضي القضاة في القدس، ودائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الاقصى المبارك".

وأضافت الهيئات: "شرعت السلطات الإسرائيلية مؤخراً بتنفيذ مخططات متطرفين يهود لتخريب الوضع القائم منذ أكثر من 1400 عام في المسجد الأقصى المبارك".

وحذرت الهيئات والمرجعيات الإسلامية في القدس "من عواقب تمكين سلطات الاحتلال مئات المتطرفين اليهود برفقة وزراء وسياسيين وأعضاء كنيست من تدنيس واقتحام المسجد الأقصى صباح هذا اليوم، بحجة ما يزعمون إنها ذكرى خراب الهيكل، وذلك بحماية مشددة من أفراد الشرطة وحرس الحدود والقوات الخاصة المدججة بالسلاح".


  و أدانت "السماح لقطعان المتطرفين بالقيام بجولات استفزازية، ونصب حلقات الرقص والتصفيق والغناء ورفع العلم الإسرائيلي، وغيرها من الانتهاكات المستفزة لمشاعر ملياري مسلم حول العالم".

ودعت الهيئات "ملياري مسلم حول العالم إلى أن يقوم كل بواجبه وبقدر إمكاناته، لحشد الدعم اللازم لمنع تخريب قبلتنا الأولى ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماء وأحد أقدس ثلاثة مساجد في الإسلام (المسجد الحرام ومسجد قباء)".

وشددت على أن "المسجد الاقصى المبارك بمساحته البالغة 144 دونما هو مسجد إسلامي خالص لن يقبل القسمة ولا الشراكة، وسيبقى ذلك إلى أن يرث الله الأرض وما عليها".

حركة حماس ترد
اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن اقتحام الوزيرين في حكومة الاحتلال باحات المسجد الأقصى على رأس مجموعات من المستوطنين، "استفزاز لمشاعر المسلمين وصب للزيت على النار في المنطقة".

وقالت في بيان لها إن "اقتحام الوزيرَين الإرهابيَّين المتطرفَين بن غفير وغولدكنوبف لباحات المسجد الأقصى على رأس مجموعات من قطعان المستوطنين، والقيام بجولة استفزازية فيها بعد إفراغها من المصلّين والمعتكفين؛ هو إمعان في العدوان الممتد على شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته، واستفزاز لمشاعر المسلمين في كل مكان".

وردا على الاقتحام، فقد أعلنت كتائب القسام، عن قصفها "تل أبيب" وضواحيها، بصاروخين من طراز "أم 90".

وقال قيادي في "القسام"، إن الصاروخين انطلقا من منطقة تتواجد فيها آليات جيش الاحتلال، في قطاع غزة.

السلطة الفلسطينية تستنكر
نددت الرئاسة الفلسطينية، باقتحام مئات المستوطنين للمسجد الأقصى في مدينة القدس، وحملت الاحتلال مسؤولية "الاستفزازات الخطيرة".

جاء ذلك في بيان لمتحدث الرئاسة نبيل أبو ردينة الذي حذر "من تداعيات الاستفزازات الخطيرة لاقتحامات المستعمرين (المستوطنين) الإرهابيين للمسجد الأقصى المبارك".

 وحمّل الحكومة الإسرائيلية "مسؤولية هذه الممارسات وخطورتها في استفزاز مشاعر الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين".


 وطالب "الإدارة الأمريكية بالتدخل بشكل فوري لإجبار إسرائيل على وقف هذه الاستفزازات بحق الأماكن الدينية المقدسة، والحفاظ على الوضع التاريخيّ والقانوني في مدينة القدس، ووقف العدوان على قطاع غزة، والاعتداءات في الضفة الغربية".

قطر
أدانت دولة قطر، بأشد العبارات، اقتحام الوزيرين وأعضاء بالكنيست ومئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى٬ وعدتها تصرفات مستفزة، وانتهاكا سافرا للقانون الدولي، والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة.


وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها أن المحاولات المتكررة للمساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى ليست اعتداء على الفلسطينيين فحسب، بل على ملايين المسلمين حول العالم.

وحذرت الوزارة من مغبة تأثير هذه الانتهاكات على الجهود الجارية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحثت المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات.

الأردن
وأدان الأردن الاقتحام الذي يعد "خرقا فاضحا للقانون الدولي"، وذلك في بيان لوزارة الخارجية، استنكرت فيه "إقدام وزيرين متطرفين من الحكومة الإسرائيلية وأعضاء من الكنيست، اليوم، على اقتحام المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، تزامناً مع اقتحامات المتطرفين الإسرائيليين وممارساتهم الاستفزازية، وفرض قيود على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك".


واعتبرت الخارجية الأردنية ذلك "خرقا فاضحا للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، وبما يعكس إصرار الحكومة الإسرائيلية وأعضائها المتطرفين على الضرب بعرض الحائط القوانين الدولية، والتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال".

مصر
 أدانت مصر اقتحام الوزيرين ودعت المجتمع الدولي إلى وقف انتهاكات "تل أبيب" في المسجد، قائلة في بيان، إن القاهرة "أدانت اقتحام وزيرين إسرائيليين وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي ومئات المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين لباحات المسجد الأقصى الشريف ورفع العلم الإسرائيلي داخله، وذلك تحت حماية من الشرطة الإسرائيلية".


وشددت على أن "تلك التصرفات غير المسؤولة والمستفزة تمثل خرقا للقانون الدولي والوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس الشريف، وهو ما يستدعي العمل على وقف مظاهرها بصورة فورية، والالتزام بالحفاظ على الوضع القانوني القائم (في الأقصى)".

 وأكدت "ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدور فاعل في مواجهة تلك الانتهاكات التي تهدف إلى تأجيج المشاعر وإفشال جهود التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة".


التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ينددان
ودعت منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، إلى "التحرك الجاد لوقف هذه الانتهاكات الممنهجة ضد المسجد الأقصى، واتخاذ خطوات عاجلة تُجبر الاحتلال على وقف جريمة التهويد التي يرتكبها بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس وفلسطين".

ومنذ 2003، سمحت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أحاديا للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى رغم الاحتجاجات المتكررة من دائرة الأوقاف الإسلامية.

 وتتزامن اقتحامات اليوم للمسجد الأقصى مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال بدعم أمريكي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على قطاع غزة، والتي خلفت أكثر من 132 ألفا بين شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.