كتب

ورقة تبحث موقف دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي من "طوفان الأقصى"

أكدت الدراسة أن الكفة راجحة بقدر لا بأس به لصالح أنصار المقاومة بفعل تنامي النزعة اليسارية في هذا الإقليم وخصوصاً في دوله الكبرى.
أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة علمية بعنوان "جماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك) وطوفان الأقصى" وهي من إعداد الأستاذ الدكتور وليد عبد الحي، خبير الدراسات المستقبلية والاستشرافية.

وبحثت الورقة موقف جماعة "سيلاك" وتوجهات الرأي العام في دولها من "طوفان الأقصى". وقد لاحظ الباحث عند تتبع مواقف دول أمريكا اللاتينية من الصراع العربي الإسرائيلي أن "عدم استقرار" التوجهات السياسية تجاه القضايا الدولية هي سمة أساسية في إجمالي سياسات دول الجماعة اللاتينية، ورأى أن ذلك يعود إلى عدم استقرار النظم السياسية والتحولات التي تترتب على ذلك.

وأشارت الورقة إلى ميل أغلب النظم اليسارية نحو تأييد فلسطين خلافاً لخصومهم من اليمينيين الذين يساندون "إسرائيل"، إلا أن التغير في النظم السياسية بين يسارية ويمينية؛ سواء نتيجة انقلابات أم عبر انتخابات رئاسية، ينعكس على مواقف هذه الدول من الصراع العربي الإسرائيلي. كما أشارت الورقة إلى تأثير المواقف الأمريكية بشكل واضح على مواقف هذه الدول من "إسرائيل"، فتحاول بعض هذه الدول مجاراة الموقف الأمريكي والاستجابة له خوفاً من الضغوط الأمريكية.

ولفتت الورقة الانتباه إلى تأثير عوامل أخرى على مواقف دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي من الصراع العربي الإسرائيلي كالتغلغل الإسرائيلي، خصوصاً في الجانب التكنولوجي، في الاقتصاد الأمريكي اللاتيني، وتزايد التحوّل بين المسيحيين الكاثوليك باتجاه الإنجليكانية الأقرب في توجهاتها الدينية إلى الموقف الإسرائيلي.

وأوصت الدراسة قوى المقاومة بالتنبّه لأهمية تلك المنطقة؛ وذلك لوجود انقسام واضح بين دول أمريكا اللاتينية في التفاعل مع "طوفان الأقصى" وتداعياته، وأكدت الدراسة أن الكفة راجحة بقدر لا بأس به لصالح أنصار المقاومة بفعل تنامي النزعة اليسارية في هذا الإقليم وخصوصاً في دوله الكبرى.

ورأى الباحث في قطع العلاقات مع "إسرائيل"، أو استدعاء السفراء منها، أو الانضمام إلى الدعاوى ضدّها في كل من محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية من قبل دول الجماعة الأمريكية اللاتينية دلالة سياسية واضحة، تقتضي المتابعة وتزويد هذه الدول بالمعلومات وبكل ما يعزز هذا التوجه.

ولاحظ الباحث في توجهات الرأي العام في تلك الدول تعاطفاً واضحاً مع المعاناة الفلسطينية يفوق بأكثر من الضعف درجة التعاطف مع "إسرائيل"، وهو ما تعكسه نتائج الاستطلاعات للموقف من سياسات الرئيس بايدن المنحاز لـ"إسرائيل"، ودعا الباحث للتواصل مع القوى اليسارية في هذه المنطقة من منطلق التلاقي في النزعة التحررية. كما دعا لإيلاء أربع دول من دول الجماعة اللاتينية الاهتمام الأكبر في الديبلوماسية العربية والفلسطينية، وهي البرازيل والمكسيك والأرجنتين وكولومبيا، نظراً لثقلهم السياسي والاقتصادي والسكاني.