سياسة عربية

منطقة محصنة.. هذا ما نعرفه عن مكان استشهاد هنية شمال طهران (صور)

الاحتلال استهدف مكان إقامة هنية شمال طهران- الأناضول
مثلت عملية اغتيال الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صدمة وسط حالة الترقب التي تشهدها المنطقة خشية اندلاع حرب شاملة خصوصا جنوب لبنان.

مكانة الشهيد هنية على رأس حركة حماس وتوقيت ومكان عملية الاغتيال جعل لها أبعادا مختلفة عن أي عملية أخرى، وفتح الباب أمام سيناريوهات عديدة للمنطقة.

المكان "منطقة محصنة"
قالت وكالة الأنباء الإيرانية إن اغتيال هنية وقع حوالي الثانية من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي (التاسعة والنصف بتوقيت غرينتش مساء الثلاثاء) مشيرة إلى أنه كان يقيم في مقر خاص لقدامى المحاربين بطهران.

وأضافت الوكالة أن هنية استشهد مع أحد حراسه الشخصيين.

من جهة أخرى، قالت وكالة فارس الإيرانية إنه تم استهداف مقر إقامة هنية في منطقة شمال العاصمة طهران.

إذاعة فاردا الإيرانية نقلت عن شهود عيان قولهم، إنهم سمعوا انفجارا في شمال طهران هناك حيث يقع مجمع سعد آباد الذي تستقبل إيران عادة فيه ضيوفها.

وأضاف الشهود، أنهم "سمعوا صوت انفجار عنيف في معسكر باسيج الزهراء في المجمع، حتى أن نوافذ المنازل في الشارع المحيط بمكان الحادث اهتزت بعنف".

ويقع مجمع قصر سعد آباد شمالي طهران، حيث يعتبر هذا المجمع من أكبر المتاحف في طهران ومن أهم الأماكن السياحية في إيران، ويحتوي على 18 قصرا تاريخيًا ومتاحف وحدائق ومساحات خضراء واسعة، تم إنشاؤه كمقر إقامة للملوك والحكام الإيرانيين.

ويقع قرب المجمع مقر لقوات الباسيج ومقر لتأهيل قدامى المحاربين في شارع ثأر الله.




كما يتضمن المجمع قصرا للتشريفات واستقبال الضيوف الدبلوماسيين.





ومطلع العام الجاري استقبل النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر، رئيس وزراء النيجر علي محمد الأمين زين في مجمع سعد آباد الثقافي التاريخي بطهران، وفقا لوكالة مهر الإيرانية.

ولم تفصح السلطات الإيرانية عن أية تفاصيل حول عملية الاغتيال لكنها أكدت فتح تحقيق موسع بالعملية.

وقال القيادي في حركة حماس خليل الحية، الأربعاء، إن اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية لا يعد إنجازا استخباريا لدولة الاحتلال، كونه لم يكن في مكان سري.

وحذر الحية في مؤتمر صحفي عقد في طهران، من أنه "إذا لم يتم قطع اليد التي أطلقت الصاروخ على رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية فسوف يتمادى العدو في أماكن أخرى".

ووصل هنية إلى طهران الثلاثاء حيث شارك بمراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

وذكرت وسائل إعلام، أن زياد نخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي كان موجودا في ذات المبنى الذي استهدف هنية لكن في طابق آخر.



سلاح العملية
وقالت وسائل إعلام إيرانية، إن اغتيال هنية تم عبر صاروخ أطلق من بلد إلى بلد وليس من داخل إيران.

من جهته قال موقع نور نيوز التابع للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن القائد هنية تم استهدافه بقذيفة أطلقت من الجو، مشيرا إلى أن التحقيقات جارية لتحديد الموقع الذي أطلقت منه القذيفة.

في المقابل، ذكرت هيئة البث العبرية أن هنية قُتل بصاروخ أطلق من دولة خارج إيران وليس من الأجواء الإيرانية.

كما امتنع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن التعليق على الحادثة، وقال إنه لا يرد على تقارير وسائل الإعلام الأجنبية.

بالنظر إلى فرضيات الاستهداف بصاروخ من البحر فمن المستبعد أن يكون قد انطلق من مياه الخليج العربي نظرا لبعد المسافة وإمكانية كشفه، إلا أن النظرية قد تكون قابلة للتطبيق إذا انطلق الصاروخ من بحر قزوين الذي يبعد عن العاصمة الإيرانية طهران نحو 151 كيلومترا شمالا.

وسبق أن نقلت وسائل إعلام عن الصحفي "الإسرائيلي" يوني بن مناحيم قوله، إن الصاروخ الذي استهدف هنية أطلق من غواصة بالمياه الإقليمية الإيرانية.



وعيد بالرد
وقال القيادي في حركة حماس خليل الحية، الأربعاء، إن "دماء القائد هنية رسالة واضحة هي أن خيارنا مع العدو هو المقاومة".

من جانبه قال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري، إن دولة الاحتلال فتحت النار على نفسها وليس على رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.

وأضاف أبو زهري في تصريح لوكالة الأناضول عقب اغتيال هنية: "الاحتلال يريد كسر إرادة الحركة والشعب الفلسطيني، لكن حماس فكرة، واستشهاد قادتها لا يوقف هذه الفكرة".

وأردف: "حماس تتعاظم مع كل قطرة دم تسيل لأجل حرية هذه الأرض الطاهرة، ودماء القادة ليست أزكى من دماء أطفال شعبنا".

وأكد أبو زهري، أن "هذا ثمن كبير ونحن جاهزون لدفعه لأجل القدس والتحرير، ولا نهاية لهذا الطريق إلا بتحرير القدس".

وأشار إلى أن "هذا الاغتيال لن يحقق أهداف الاحتلال، ولن يستطيع دفع حركة حماس للاستسلام، فحماس ماضية في هذا الطريق حتى النهاية، وهذه الدماء تزيدها تشبثًا وإصرارا".

بدوره قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الأربعاء، إن الثأر لدماء إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس واجب على طهران لأنه وقع بالعاصمة الإيرانية.

وأضاف أن "الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي مهد لنفسه بهذا العمل الأرضية لعقاب قاس".

من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن الجهات المختصة لا تزال تحقق في أبعاد وتفاصيل اغتيال إسماعيل هنية.

وأكد كنعاني، أن دماء المجاهد المناضل للخلاص من براثن المحتلين الصهاينة لن تذهب هدرا أبدا.

وأضاف، أن استشهاد إسماعيل هنية في طهران سيعزز العلاقة المتينة بين إيران وفلسطين العزيزة والمقاومة.


وأعلنت الحكومة الإيرانية الحداد في البلاد لمدة 3 أيام على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران.

وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا"، الأربعاء، أن الحكومة أصدرت بيانا يدين اغتيال هنية. وتضمن البيان إعلان الحداد على هنية في عموم البلاد لمدة 3 أيام.
 
وفي وقت سابق، نقلت وكالة رويترز عن مصدر إيراني أن أعلى هيئة أمنية في إيران ستقرر استراتيجية إيران في الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران.

من جانبها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إيرانيين قولهم، إن المجلس الأعلى للأمن القومي يجتمع في مقر المرشد الأعلى علي خامنئي بحضور قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وذلك إثر اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران.