صحافة دولية

الحرب في غزة تلقي بظلالها على أولمبياد باريس.. دعوات واسعة لاستبعاد وفد الاحتلال

دعوات لاستبعاد الرياضيين الإسرائيليين بسبب العدوان على غزة- جيتي
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن تأثيرات الحرب الإسرائيلية المدمرة في غزة على الألعاب الأولمبية في باريس.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن اللجنة الأولمبية الفلسطينية تطالب باستبعاد الرياضيين الإسرائيليين بسبب المذبحة المستمرة في غزة، وهي دعوة أطلقها أيضا نواب حزب "فرنسا الأبية".

وذكرت الصحيفة، أن من المقرر تنظيم حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس مساء يوم الجمعة 26 تموز/ يوليو على ضفاف نهر السين، لكن يبدو أن الحرب في غزة تلقي بظلالها على هذا الحدث الرياضي.

وعلى قناة فرانس 2 وراديو فرنسا، رحّب إيمانويل ماكرون يوم الثلاثاء 23 تموز/ يوليو "بالرياضيين الإسرائيليين" الذين قال إنه "يجب أن يكونوا قادرين على المشاركة باسم أعلامهم".


وبينت الصحيفة، أنه بهذا التصريح، سعى رئيس الجمهورية إلى التصدي للدعوات من داخل فرنسا وفلسطين وحتى إيران ضد مشاركة الرياضيين الإسرائيليين في الألعاب بسبب المجازر المستمرة في غزة.

وقال إيمانويل ماكرون: "لطالما قلت إن اللجنة الأولمبية الدولية هي التي ستقرر، ونحن لا نخلط الرياضة بالسياسة في الألعاب"، وأدان بكل حزم، "كل أولئك الذين، نوعًا ما، يعرضون هؤلاء الرياضيين للخطر".

وتابعت الصحيفة، أنه بالنسبة للرئيس الفرنسي، كان من المهم الردّ على التصريحات الأخيرة لنائبي حزب فرنسا الأبية: أحدهما يدعى توماس بورت، المسؤول المنتخب من سين سان دوني، الذي قال خلال مسيرة مؤيدة للفلسطينيين يوم السبت في العاصمة إن "الرياضيين الإسرائيليين غير مرحّب بهم في الألعاب الأولمبية في باريس".

كما دعت اللجنة الأولمبية الفلسطينية إلى استبعاد الرياضيين الإسرائيليين بحجة أن إسرائيل كانت ستنتهك الهدنة الأولمبية التي أعلنتها اللجنة الأولمبية الدولية بعد أن نفذت "قصفا على غزة أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين".

وتم توجيه الطلب الفلسطيني، الذي ينص على أن حوالي 400 رياضي من غزة لقوا حتفهم خلال تسعة أشهر من الحرب، يوم الإثنين 22 تموز/يوليو إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ وكذلك إلى جياني إنفانتينو، نظيره في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).


ازدواجية المعايير
ورد في الرسالة: "لقد اتخذت اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا في الماضي إجراءات حاسمة ضد انتهاكات الهدنة الأولمبية"، وسلطت الضوء على "إيقاف الفرق الروسية من قبل اللجنة الأولمبية الدولية ردا على غزو أوكرانيا".

وأضافت الرسالة الفلسطينية، أنه لا يكاد يُسمح لعدد قليل من الرياضيين الروس والبيلاروسيين بالمشاركة في الفعاليات الرياضية تحت راية محايدة في الوقت الذي يدور فيه القتال على الأراضي الأوكرانية بعد ثلاثين شهرا من الغزو الذي شنه فلاديمير بوتين، لذلك تطالب اللجنة الأولمبية الفلسطينية، ممثلة بثمانية رياضيين في باريس، "بتطبيق القاعدة نفسها على إسرائيل وتعليق مشاركة فرقها في الألعاب الأولمبية".

وبحسب الصحيفة، فقد صعدت إيران، داعمة حماس والعدو اللدود لإسرائيل، اللهجة، إذ قالت وزارة الخارجية الإيرانية في العاشر من الشهر الجاري على موقع "إكس" إن الرياضيين الإسرائيليين "لا يستحقون أن يكونوا حاضرين في أولمبياد باريس بسبب الحرب ضد الأبرياء في غزة".

كما لا تعترف الجمهورية الإسلامية بالدولة اليهودية وتمنع، بغض النظر عن الرياضة، أي اتصال بين الرياضيين الإيرانيين والإسرائيليين.

ونقلت الصحيفة عن القاضي نيكولاس ماكجيهان، المدير المشارك لمنظمة "فير سكوير" غير الحكومية، الذي دعا إلى استبعاد الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم من الفيفا قوله، "هناك معايير مزدوجة واضحة بين الرياضيين الروس والإسرائيليين، ويمكننا أن نفهم رد فعل الفلسطينيين، الذين يعانون من جرائم الحرب وتدمير جميع المنشآت الرياضية في غزة".

مع ذلك، من غير المرجح أن توافق اللجنة الأولمبية الدولية على الطلب الفلسطيني، وفقا للصحيفة الفرنسية.

وقد رحّب السيد باخ دائما بالتعايش، داخل هذه المؤسسة، بين اللجنتين الأولمبيتين الإسرائيلية والفلسطينية، معتبرا ذلك بمثابة تجسيد على الساحة الرياضية لحل الدولتين الذي توصي به الأوساط الدبلوماسية لحل النزاع. ويقول في كثير من الأحيان: "هذا الوضع يمنحنا الفرصة للتحدث مع كلا المجتمعين".

هدف في الخلف
وأشارت لوموند، إلى أن من الممكن أن يوفر الرأي الأخير لمحكمة العدل الدولية، الذي صدر يوم الجمعة 19 تموز/يوليو، حججا إضافية لمؤيدي العقوبات الرياضية ضد إسرائيل.

ومع إعلان أن احتلال الأراضي الفلسطينية "غير قانوني"، أشارت محكمة العدل الدولية إلى أن السياسات التي تنتهجها إسرائيل "تفرض في الضفة الغربية والقدس الشرقية فصلا شبه كامل بين مجتمعات المستوطنين والمجتمعات الفلسطينية".

واعتبرت "لهذا السبب أن القوانين والإجراءات التي تتخذها إسرائيل تشكل انتهاكا للمادة 3 من الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري".

وتنص هذه المادة على أن "الدول الأطراف تدين بشكل خاص الفصل العنصري وتتعهد بمنع وحظر وإزالة جميع الممارسات من هذا النوع في الأراضي الخاضعة لولايتها القضائية". وبين سنتي 1964 و1992، تم استبعاد جنوب أفريقيا من الألعاب الأولمبية بسبب سياسة الفصل العنصري.


ومساء الأحد، أعرب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين عن "اشمئزازه" من تعليقات توماس بورت "التي تحمل تلميحات معادية للسامية" مشيرا إلى أن هذا التصريح يعتبر بمثابة وضع "هدف على ظهور الرياضيين الإسرائيليين".

وفي هذا السياق، أعلن دارمانين أنه سيتم توفير الحماية للوفد الإسرائيلي طوال فترة الألعاب من قبل فرقة تدخل الدرك الوطني. وستكون هذه القوات في حالة تأهب خلال حفل الافتتاح الذي من المتوقع أن يحضره الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.

وقبل مغادرتها تل أبيب، أعربت رئيسة اللجنة الأولمبية الإسرائيلية يائيل عراد عن "ثقتها الكاملة في تنظيم أمن" الرياضيين البالغ عددهم 88 الذين سيمثلون بلادها. وكان من المقرر أن تسمح مباراة كرة القدم بين إسرائيل ومالي، التي أقيمت في ملعب "بارك دي برانس" يوم الأربعاء 24 تموز/يوليو، بتحديد ما إذا كانت التوترات الدبلوماسية الناجمة عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ستجد صدى لها في المدرجات والمناطق المحيطة بالملعب الباريسي.