سياسة عربية

انتشار كثيف لقوات مدعومة إماراتيا لمنع احتجاجات مناوئة لها جنوب اليمن

يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات على جنوب اليمن منذ 9 سنوات- جيتي
شهدت مدينة عدن، العاصمة اليمنية المؤقتة الثلاثاء، حالة واسعة من الانتشار الأمني والعسكري لقوات مدعومة من دولة الإمارات لوقف تجمع احتجاجي دعت له قوى قبلية، على خلفية اختطاف وإخفاء ضابط بالجيش اليمني في الأسابيع الأخيرة.

وكانت اللجنة التحضيرية لما تسمى "مليونية عشال" في إشارة إلى المقدم، علي عبدالله عشال الجعدني، الذي اختطف منذ أسابيع من قبل عناصر تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، قد دعت إلى الاحتشاد الثلاثاء في ساحة العروض في مدينة خور مكسر، شرق عدن، للمطالبة بالكشف عن مصير الرجل.


وأفاد شهود عيان ومصادر محلية لـ"عربي21" بأن قوات الانتقالي انتشرت بشكل كثيف في الشوارع الرئيسية في مداخل العاصمة المؤقتة عدن جنوبا، لمنع المواطنين القادمين من محافظات أخرى من الدخول إلى عدن فضلا عن التجمع من مناطق المدينة الساحلية.

ولم يمنع هذا الانتشار الكثيف لقوات المجلس الانتقالي الانفصالي "المواطنين من الوصول إلى ساحة العروض في خور مكسر متحدين هذه القبضة الأمنية للمجلس المدعوم من أبوظبي".

وقد رفع المحتجون صور "عشال" وسط هتافات تطالب بالكشف عن مصيره والقبض على الضالعين باختطافه وإخفائه قسريا، وفق المصادر.

وتأتي هذه التظاهرة بعد قيام قبائل محافظة أبين التي ينحدر منها الضابط "علي عشال" بقطع الطريق الرئيسي الرابط بين المحافظة ومدينة عدن المحاذية لها، قبل أن تقر بنقل احتجاجها إلى الأخيرة، للمطالبة بالكشف عن مصير "عشال".

"عسكرة عدن"
وفي السياق، اتهم رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي، فؤاد راشد، المجلس الانتقالي بـ "عسكرة عدن لمنع توافد الأحرار إلى ساحة العروض فيها".

وقال راشد عبر منصة "إكس" إنه رغم عسكرة مدينة عدن في تصرف غير مسؤول وانتشار المدرعات في ساحة العروض ومنع القادمين عبر نقطتي العلم ودار سعد فقد توافد الأحرار إلى الساحة وصرخوا بأعلى أصواتهم٬ أين عشال؟

وأضاف: "ألف تحية لهم فقد أعادوا إلى الأذهان كيف كان انطلاق الحراك الجنوبي وما كان يواجه من نظام عفاش (الرئيس السابق) من قمع ولكنه صمد"، على حد قوله.


"كسر حاجز الهيمنة"
من جهة أخرى، قالت الناشطة اليمنية، وسام الصالح إن الفعالية التي شهدتها العاصمة عدن تشكل مكسبا وتطورا نوعيا يتمثل في كسر أبناء وقبائل أبين ومعهم أبناء المحافظات الجنوبية الأخرى لحاجز الهيمنة لمليشيات المجلس الانتقالي واحتكارها المستبد طوال 9 سنوات لحق المليونيات والتظاهر والفعاليات والخروج للشارع، وحرمانها للجنوبين المخالفين لها من هذا الحق وممارسة كل أشكال القمع والقتل والإرهاب والخطف والسجون كوسائل لمنع الجنوبيين من هذا الحق.

وتابعت الصالح حديثها لـ"عربي21" بأن توافد الحشود الكبيرة لساحة العروض في خور مكسر كسر هذه الهيمنة ومثل بداية الانعتاق من جو الإرهاب والاستبداد الذي مورس على المواطنين منذ 2015.

وقالت: "كانت فعالية أمس الثلاثاء المطالبة بمعرفة مصير المغدور المقدم "علي عشال" والقبض على الفريق الإرهابي التابع لما يسمى بجهاز مكافحة الإرهاب بقيادة شلال شائع ( مسؤول أمني تابع للانتقالي) وذراعه اليمنى يسران المقطري، ومحاكمتهم مع كافة عناصرهم الإجرامية المنفذة، "ناجحة" وتؤسس لما بعدها، رغم كل العراقيل والمنع والتقطع والتعطيل الذي نفذته أجهزة وفصائل المجلس الانتقالي الأمنية لمنع الحشود الكبيرة من دخول العاصمة عدن، ومنع المقيمين بعدن من دخول ساحة خور مكسر عبر إغلاق كل الطرق المؤدية للساحة".


واعتبرت أن ما قام به الانتقالي "تصرف إجرامي قمعي مخالف للقانون والأعراف ولحق المواطنين بالتظاهر السلمي والتعبير عن مطالبهم وحقوقهم"، مؤكدة على أن هذه الفعالية تؤسس لانطلاق عجلة نضال جديدة هامة للمرحلة القادمة، ينطلق فيها الناس والقوى الوطنية للتصدي للوضع البائس الخاطئ الذي تعيشه البلاد، والذي تعد السجون السرية وملف الاغتيالات والخطف أحد الأوجه البشعة له.

ومنذ منتصف حزيران/ يونيو الماضي، لا يعرف مصير المقدم "عشال" بعد اختطافه من قبل عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي بالعاصمة المؤقتة عدن، واقتيد إلى جهة غير معلومة.