قضايا وآراء

المسرح الجامعي.. الذي كان!!!

أفرز المسرح العديد من النجوم- الهيثة المصرية للاستعلامات
كان المسرح الجامعي بلا شك منارة لعاشقي الفن من الكليات غير الفنية لتشكيل ثقافتهم واكتشاف اللامع منهم من المواهب في جميع التخصصات: من التمثيل والإخراج والديكور إلى آخر علوم المسرح، لأنه ببساطة كان قائما على تضافر جهود الطلبة وتكامل ميولهم، كل على حسب شغفه في تقديم العرض المسرحي بمسابقة الجامعات، وكانت كل كلية تتعاقد مع كبار المخرجين وتستقدمهم ليقودوا العملية المسرحية، فكانت أسماء كسعد أردش وكرم مطاوع وجلال الشرقاوي وسمير العصفوري وهاني مطاوع، بل وقبلهم جميعا كان نجيب الريحاني الذي اتفق معه الطالب بكلية التجارة  في جامعة القاهرة وقتذاك، فؤاد المهندس، ليخرج لفريق الكلية.

وقد أثمرت تجارب المسرح الجامعي طوال مسيرتها كثيرا من الحراك الفكري والثقافي لأجيال متلاحقة من جامعات مصر، بل وأكثر من هذا، فقد تألق فيها على سبيل المثال فؤاد المهندس بمسرحية من إخراج نجيب الريحاني كما ذكرنا.

أثمرت تجارب المسرح الجامعي طوال مسيرتها كثيرا من الحراك الفكري والثقافي لأجيال متلاحقة من جامعات مصر
بل وظهرت أيضا نواة فرقة ثلاثي أضواء المسرح، وكانت في بدايتها مكونة من سمير غانم ووحيد سيف واسم ثالث هاجر فيما بعد خارج مصر، فتم استبداله بجورج سيدهم بعد تعارفه على سمير غانم، كل هذا من خلال المسرح الجامعي، ولأسباب خارجة عن إرادته اعتذر وحيد سيف عن الاستمرار في الفرقة، فحل محله الضيف أحمد.

وكانت فرقة ثلاثي أضواء المسرح التي انطلقت من كلية الزراعة، وهناك في كلية الحقوق كان الطالب الموهوب الذي تنم موهبته عن نجومية ستسطع في سماء الفن قريبا، فالتقطه المخرج سعد أردش الذي لفتت نظره بشدة موهبة هذا الطالب النابه رئيس قسم التمثيل في الكلية، فكان من سعد وأستاذيته المعهودة أن قام بتوجيه الطالب للالتحاق بالمسرح القومي.

وقد كان القبول بالمسرح القومي قاصرا على خريجي المعهد، ولكن سعد أردش أوجد استثناء لهذا الطالب، وقدم له أوراقه بنفسه، وعقد له امتحانا واجتازه الطالب بنبوغ وتفوق شديدين، فكان محمود ياسين الذي اختاره المخرج كرم مطاوع ليقدمه في مسرحية ليلة مصرع جيفارا، أمام الكبيرة سناء جميل، وكانت الانطلاقة.

وهكذا وفي كلية الزراعة بجامعة القاهرة كان رئيس قسم التمثيل النابه عادل إمام الذي تعرف على طالب آخر شديد التميز هو صلاح السعدني، ثم انضم إليهما سعيد صالح لينطلقوا جميعا من المسرح الجامعي إلى سماء النجومية.

كان المسرح الجامعي متنفسا لعاشقي الفن، وكذلك لتحقيق البهجة والمتعة لدى الطلاب الآخرين كمشاهدين، مسببا متلازمة شديدة الثراء من المتعة والفكر عند الجميع
وكانت كلية التجارة في جامعة القاهرة لها نصيب الأسد، فقد قدمت لنا صلاح عبد الله والعديد من المواهب التي لا تخطئها العين.

وأيضا جامعة عين شمس التي قدمت أحمد عبد العزيز مخرجا وممثلا، وكذلك مصطفى عبد المجيد كاتب السيناريو، ومحسن حلمي مخرجا، وكثيرين غيرهم.

نعم كان المسرح الجامعي متنفسا لعاشقي الفن، وكذلك لتحقيق البهجة والمتعة لدى الطلاب الآخرين كمشاهدين، مسببا متلازمة شديدة الثراء من المتعة والفكر عند الجميع.

كان المسرح الجامعي الذي أصابه ما أصابه من هزال وتهميش وانزواء سواء عن عمد أو غير عمد؛ شيئا عظيما نتمنى رجوعه وبقوة وأن يستعيد دوره وتأثيره حتى لا يصبح الحب الذي كان..!!!