لا شك أن
مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي ولد عملاقا، فلن ننسى دوراته العظيمة تحت إدارة المخضرم كمال الملاخ،
وكذلك المخضرم سعد الدين وهبة، فكانت فعاليات هذه الدورات تمتاز بإدارة وتخطيط وانضباط
لا تخطئه العين، وكان مستوى اختيار
الأفلام رفيع المستوى، وكان ملتقى نجوم الفن السابع
بحق.
فرأينا في هذه الدورات:
كلوديا كاردينالي، والعظيم إليا كازان، وكذلك أوليفر ستون، وغيرهم وغيرهم. وكان هناك
انسجام تام بين رئيس المهرجان ومديره التنفيذي، وكل هذا مع انضباط وحزم واحترام متبادل
بين إدارة المهرجان وفريقه، واستمر الحال هكذا في دورات مختلفة ورؤساء مختلفين برغم
انخفاض طفيف في الإدارة والتخطيط، ولكن ظل مهرجان القاهرة قويا وثابا لآفاق رحبة من
التميز والإبداع والجمال.
ولكننا وجدنا هذه
الدورة مع صدق النوايا، سيادة الفوضى وعدم الانضباط، بل وعدم المهنية، وهذا ما أثار
الكثير من الحزن عند الغالبية على هذا الوهن الذي أصاب مهرجانا ولد عملاقا، وللأسف رأينا
كما رأى الكثيرون ضعف الشركة المنوط بها استقبال الضيوف لإدخالهم إلى داخل دار الأوبرا.
هذا فضلا عن فوضى
الدعوات لغير المختصين، ومنحها لكل من هب ودب، مما نتج عنه الكثير من الشجار وصل لحد
السباب بين الغالبية والشركة المنظمة، وكذلك التخبط الواضح بين رئيس المهرجان ومديره
التنفيذي، الذي ألقى بظلال كثيفة من الفوضى والضعف، سواء على اختيار أفلام لا ترقى
لمهرجان مصنف تصنيف A دوليا، إضافة إلى عدم المهنية في حفلي الافتتاح والختام،
وحتى في الحفلات التي كانت مقامة على شرف مهرجان القاهرة السينمائي، كحفلة الجولدن
جلوب التي استحدثت تكريما باسم عمر الشريف.
المهرجان الذي يبدو عليه فقدان البوصلة، بسبب إدارته بالغة السوء، والتي لم يحالفها الحظ ولا الظروف لإخراج دورة مهمة تليق بتاريخ مهرجان القاهرة السنيمائي العتيد
وفات على إدارة المهرجان
أن تشير إلى خطوة مهنية كبيرة للسينما
المصرية، بأن أول مشاركة للسينما المصرية بمسابقة
جولدن جلوب عام 2005، كان لفيلم خريف آدم، بطولة كاتب هذه السطور، وإخراج محمد كامل
القليوبي.
هذا قطرة من غيث،
فللأسف الشديد رأينا كثيرا من البلطجة على باب دخول القاعة الكبيرة، كما تنامى إلى علمنا
مع شديد الأسف والأسى، مع عدم حسم الدخول بأجهزة المحمول داخل قاعات
السينما، بل والأدهى
من ذلك السماح للدخول بعد بداية الفيلم، وأحيانا في منتصفه، وفي بعض الأحيان قبل نهايته،
مما أدى في النهاية إلى نوع من التشتت وعدم التركيز.
كثيرة هي سلبيات إدارة
مهرجان القاهرة السينمائي، ولهذا نتمنى في الدورة القادمة أن تحسم الدولة موقفها من
هذا المهرجان الذي يبدو عليه فقدان البوصلة، بسبب إدارته بالغة السوء، والتي لم يحالفها
الحظ ولا الظروف لإخراج دورة مهمة تليق بتاريخ مهرجان القاهرة السنيمائي العتيد.
نتمنى أن يعود مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي كبيرا كما كان كبيرا، فتيا وهو كذلك بالفعل، لولا التفاف
الأدعياء والمزيفين وعديمي الموهبة، فنأمل خيرا الدورة القادمة.