تصاعدت وتيرة
التحذيرات الفلسطينية والعربية من
مخاطر توسيع
الاحتلال لعدوانه العسكري البري، إلى مدينة
رفح التي يقطن فيها أكثر
من مليون نازح، تزامنا مع ارتفاع حدة تهديدات قادة الاحتلال والكشف عن المصادقة
على عملية عسكرية في المدينة الواقعة أقصى جنوب قطاع
غزة.
وقال رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي إن "أي
عمل عسكري في المدينة المكتظة بأكثر من 1.4 مليون فلسطيني، سيؤدي إلى مجزرة وحمام
دم".
وشدد الصوفي على أن المساعدات التي تدخل عبر
معبر رفح لا تكفي إلا 10% من سكان المدينة، منوها إلى أن رفح بصدد مواجهة مجاعة
وحالة عطش كبيرة نتيجة نقص الإمدادات.
وناشد المجتمع الدولي وكل ضمير حي، لوقف الإبادة
الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
حماس تحذر
وبهذا الصدد، حذرت حركة حماس من خطورة ارتكاب
الاحتلال لمجازر واسعة ومروعة في مدينة رفح، مؤكدة أن موقف الإدارة الأمريكية بعدم
دعمها للهجوم على رفح لا يعفيها من المسؤولية القانونية والسياسية الكاملة عن
تبعات هذا الهجوم وما سيترتب عنه من مجازر بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل.
وأشارت حركة حماس في بيان، إلى أن واشنطن توفّر للاحتلال دعماً مفتوحاً بالسلاح، الذي يُقتل به الشعب الفلسطيني على مدار
الساعة.
السلطة تدعو واشنطن للتحرك
من جهته، طالب المتحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، واشنطن بـ"تحرك جدي لوقف الجنون" الإسرائيلي،.
وقال أبو ردينة إن "الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح ومحاولة تهجير المواطنين الفلسطينيين، لا يعفيان الإدارة الأمريكية من المسؤولية".
وأضاف: "المطلوب من الإدارة الأمريكية هو إجبار الاحتلال على وقف مجازر الإبادة التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني، وآخرها ما حصل اليوم في مدينة رفح، وذهب ضحيتها 25 شهيدا وعشرات الجرحى، والتي ستدفع الأمور إلى حافة الهاوية".
وتابع: "على الإدارة الأمريكية أن تتحرك بشكل مختلف وجدي لوقف هذا الجنون الإسرائيلي، الذي أدى إلى توسع ساحات
الحرب في المنطقة، ويمهد لحروب إقليمية مستمرة".
ودعا متحدث الرئاسة الفلسطينية العالم إلى "الوقوف صفا واحدا لوقف هذا العدوان الإسرائيلي وشلال الدم الفلسطيني ووقف التهجير".
الجامعة العربية
بدورها، دعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون
الإسلامي ومجلس الأمن الدولي إلى التحرك العاجل والجاد للحيلولة دون ارتكاب
الاحتلال وقادته النازيين الجدد، إبادة جماعية في مدينة رفح بهدف تهجير شعبنا
الفلسطيني، الذي أفشل بصموده وتضحياته وتمسكه بأرضه أهداف الاحتلال النازي.
وعلى الصعيد العربي، حذرت وزارة الخارجية
السعودية من العواقب الخطيرة لاقتحام وغزو مدينة رفح، آخر ملجأ لمئات الآلاف من
النازحين من غزة، الذين فروا من العدوان الإسرائيلي الهمجي.
السعودية والأردن ومصر
وأوضحت المملكة السعودية في بيان لها، أنها تعارض
بشكل قاطع الترحيل القسري للشعب الفلسطيني.
وفي سياق متصل، حذرت وزارة الخارجية الأردنية من
خطورة تنفيذ الاحتلال عملية عسكرية برفح، التي تؤوي عددا كبيرا من النازحين
الفلسطينيين.
كما حذرت القاهرة، السبت، على لسان سامح شكري وزير الخارجية من تطورات الأوضاع في محافظة رفح جنوبي قطاع غزة المتاخمة للحدود المصرية، قائلة إنها "تنذر بتدهور في القطاع، وتداعيات وخيمة".
من جهتها، ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن الهجوم
البري الذي أعلنته إسرائيل على رفح، سيكون كارثيا وندعوها إلى الوقف الفوري لهذا
الهجوم.
ولفتت المنظمة الدولية إلى أنه "لا يوجد أي
مكان آمن في غزة، وفرقنا الطبية ومرضانا أجبروا على إخلاء 9 مرافق رعاية صحية في
قطاع غزة".
ودعت جميع الحكومات بما في ذلك الولايات
المتحدة، إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لتحقيق وقف كامل ومستدام لإطلاق النار.
ألمانيا تحذر من كارثة
حذرت ألمانيا، السبت، من "كارثة إنسانية" حال نفذت دولة الاحتلال هجوما على مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، إن "المحنة في رفح لا تصدق بالفعل 1.3 مليون شخص يبحثون عن الحماية من القتال في منطقة صغيرة جدا، ومن شأن أي هجوم يشنه الجيش الإسرائيلي على رفح أن يشكل كارثة إنسانية في طور التكوين".
وأضافت في منشور على حسابها عبر منصة "إكس": "لا يمكن لسكان غزة أن يختفوا في الهواء".