نشرت شبكة
"سي إن إن" الأمريكية تقريرا لها من
غزة، على لسان الفتاة الفلسطينية،
نوارة دياب، التي روت كيف يعيش الناس في "جحيم غزة" على وقع القصف
والقتل اليومي، بنيران جيش
الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 3 أشهر.
وروت دياب كيف
تلقت خبر استشهاد أقرب صديقاتها، مع عائلتها، في قصف إسرائيلي.
وقالت إن
هاتفها رن، وكان أحد الأصدقاء الذي يحمل خبر استشهاد صديقتها، وحاولت الاتصال
برقمها مرارا وتكرارا دون رد، إلى أن تبينت أن الأمر صحيح.
وتقول الفتاة
البالغة من العمر 20 عاماً إنها انهارت بالبكاء لأنها علمت قبل عشرة أيام فقط أن صديقا
مقربا قُتل أيضاً في غارات جوية إسرائيلية.
قال دياب: "العيش من دونهم هو أسوأ شيء شعرت به في حياتي (...) قلبي يؤلمني كل يوم عندما أفكر أنهم
ليسوا هنا، ولن يكونوا هنا من أجلي بعد الآن، هذا يؤلمني".
وعلى الرغم من
انقطاع الاتصالات المتكرر وسط الحصار الإسرائيلي، تمكنت دياب من التحدث إلى "سي إن إن" من غزة من
خلال الرسائل الصوتية والرسائل النصية ومقاطع الفيديو حول الحياة والأصدقاء الذين
فقدتهم منذ بداية الحرب.
الأوضاع في
غزة "جحيم"
في بداية
الحرب، شاهدت دياب سقوط القنابل بالقرب من منزلها في مدينة غزة. عرفت هي وعائلتها
أنه يتعين عليهم المغادرة حفاظًا على سلامتهم.
وقالت:
"كانت تلك الليلة مروعة، كانت مخيفة للغاية، وكنت متأكدة من أنني
سأموت".
وبعد النزوح
عدة مرات، تقيم دياب وعائلتها الآن في رفح، جنوب غزة، وهم من بين ما يقرب من 1.9
مليون نازح في جميع أنحاء القطاع، وفقًا لبيانات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة
وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وقالت دياب،
وهي تتجول في الشوارع، إنها تنظر إلى وجوه مواطني غزة ولا ترى سوى الحزن والألم.
وقالت:
"لا أستطيع أن أشعر بأي شيء، لا أشعر بالسعادة أو الحزن أو أي شيء (..) لا
أعرف لماذا لكن كل هذا يستهلك طاقتي، أبكي بين الحين والآخر ولكن ليس بالطريقة
التي اعتدت أن أبكي بها من قبل".
ومنذ 7 أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الخميس 25 ألفا و900 قتيل، و64 ألفا و110 مصابين، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.