قال
القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، أسامة حمدان؛ إن "القيادة الفلسطينية ليست حكرا على أحد، وينبغي ألا يكون حكرا
على أحد، مرحبا بالوقت نفسه بفكرة "القوات الدولية"، بشرط أن تكون لتحرير
فلسطين، وليس لاستبدال
الاحتلال بآخر.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول التركية،
قال حمدان، ردا على سؤال حول موقف "حماس" من قدوم قوات دولية إلى قطاع
غزة: "إذا كانت هناك قوات تريد أن تحرر فلسطين وتنهي الاحتلال، أهلا وسهلا
بهم، أما أن تأتي قوات بديلة عن الاحتلال فالسؤال: من قال إن الفلسطينيين يريدون
استبدال الاحتلال الصهيوني باحتلال آخر؟!".
وتابع: "لن تكون حماس يوما من
يحتكر القيادة الفلسطينية، وعلى العكس حماس منذ أن انطلقت قدمت مبادرات عديدة
أولها عام 1988، وتضمنت أن تكون القيادة الفلسطينية منتخبة انتخابا حرا ومباشرا في
الأراضي الفلسطينية المحتلة والخارج".
وأردف حمدان: "ما زال هذا موقفنا
وهذا ما توصلنا إليه عبر اتفاق بين كل القوى الفلسطينية عام 2017 تضمن إجراء
انتخابات للمجلسين الوطني والتشريعي والرئاسة، وجرى تأكيد هذا الموقف في
اتفاق آخر عام 2021، تم خلاله تحديد مواعيد لإجراء هذه الانتخابات".
وأشار إلى أن "الانتخابات تعطلت
بسبب التعنت الإسرائيلي"، في إشارة إلى رفض تل أبيب إجراء الانتخابات
التشريعية والرئاسية الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة.
وزاد: "بكل الأحوال نعتقد أن
القيادة الفلسطينية ليست حكرا على أحد، بل هي قرار وطني شعبي يأتي من خلال صناديق
الاقتراع والانتخابات الحرة والنزيهة".
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2017 وقعت حركتا
"فتح" و"حماس" اتفاقا للمصالحة الفلسطينية بالعاصمة المصرية
القاهرة، تضمن أن تشرف حكومة الوفاق الوطني على إجراء الانتخابات التشريعية
والرئاسية، وأن يتم إجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني بالخارج، لكن لم يتم
تنفيذ الاتفاق بسبب خلافات وقعت بين الحركتين لاحقا.
مستقبل غزة
وفيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة، وإن كان
يمكن تجاوز حركة "حماس" في تحديده، قال حمدان: "كل الذين يتحدثون
عن غزة دون حماس، يقفزون إلى استنتاج أن إسرائيل تنجح بمغامرتها العسكرية. نحن
نقول؛ إن إسرائيل لن تنجح، ومظاهر فشلها بهذه المغامرة واضحة".
وأضاف: "الجانب الوحيد الذي حقق
فيه الإسرائيلي إنجازا، هو قتل أكثر من 20 ألف مواطن، معظمهم من النساء والأطفال.
هذا ليس نجاحا. الذي ينجح حتى الآن هو الشعب الصامد والمقاومة الفاعلة بمواجهة
الاحتلال".
وشدد على أن "مستقبل غزة وكل
فلسطين يرسمه أبناء الشعب الفلسطيني، ومن ثم لا نحتاج وصاية ولا نقبل وصاية من
أحد، لا كحماس ولا كفلسطينيين".
وأكد أن "من يقرر شكل وطبيعة
الإدارة والقيادة الفلسطينية والشأن الداخلي، هو الشعب الفلسطيني، وسوى ذلك لا يمكن
أن نقبل".
وأكمل القيادي البارز: "لن نقبل
شخصا يأتينا ويقول؛ إنه مشروع لأنه يركب دبابة إسرائيلية أو يحتمي بمظلة أمريكية.
من يصنع الشرعية هو الشعب الفلسطيني".
"طوفان الأقصى.. عملية
فلسطينية"
وبشأن تصريح متحدث الحرس الثوري
الإيراني، رمضان شريف، الذي تراجعت طهران عنه لاحقا، بأن عملية "طوفان
الأقصى" كانت ضمن الرد على اغتيال القائد السابق لـ"فيلق القدس"
قاسم سليماني، قال حمدان: "طوفان الأقصى عملية فلسطينية تخطيطا وإعدادا
وتنفيذا واشتباكا مع العدو، وقائد الثورة الإيرانية أعلن تأييده لها باعتبارها
خطوة باتجاه تحرير فلسطين".
وأضاف: "التصريح الذي صدر عن
المتحدث باسم الحرس الثوري، جرى التعليق عليه مباشرة وتوضيحه من قائد الحرس، الذي
أكد موقف قائد الثورة الإيرانية".
وتابع: "الموقف الإيراني يؤيد
مقاومتنا ويؤيد شعبنا. نحن نعتقد أن هناك تصريحا وقع فيه خلل، وتم تصويبه، والموقف
الإيراني ثابت وواضح بالنسبة لنا".
وأشار إلى أن "هذا التصويب لا
يعني بحال من الأحوال التغاضي عن الدور الذي أداه الحرس الثوري، ولاسيما قاسم
سليماني بدعم المقاومة في فلسطين ليس حماس فقط وإنما كل المقاومة. هذا أمر مقدر. ولكن، هناك فارق بين أن نقدر الأمور كما هي، وأن تخرج أخطاء تحتاج لمعالجة، وبين
الحلفاء المعالجات سهلة".
وكانت وسائل إعلام إيرانية نقلت
الأربعاء، عن متحدث الحرس الثوري قوله؛ إن عملية طوفان الأقصى "كانت إحدى
العمليات الانتقامية التي اتخذها محور المقاومة" من إسرائيل، لمقتل سليماني.
لكن قائد الحرس الثوري، حسين سلامي،
عاد وقال الخميس؛ إن "طوفان الأقصى تم التخطيط لها وتنفيذها من قبل
الفلسطينيين، ولم يتدخل أي تيار من خارج فلسطين. المسألة كانت فلسطينية
بالكامل"، وفق ما نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية.
مبادرات وقف الحرب
وفيما يتعلق بمفاوضات وقف الحرب
الإسرائيلية على غزة، قال حمدان: "نتلقى بعض المبادرات من الوسطاء ومنهم
الأشقاء في قطر ومصر، وهناك بعض الأطراف الأخرى التي تتصل وتتحدث عن بعض
المبادرات".
وأضاف: "لدينا موقف واضح ومحدد،
أن أصل المشكلة هو العدوان الإسرائيلي على غزة وليست قضية الأسرى".
وتابع: "قضية الأسرى نتاج طبيعي
لهذا العدوان، ومن ثم لا يمكن الذهاب للتفاصيل قبل البدء بأصل الموضوع، وهو وقف
العدوان على شعبنا. إذا توقف العدوان ودخلت الإغاثة وتحقق للشعب ما يريده من إنهاء
للحصار، عند ذلك يصبح الحديث عن قضية الأسرى أمر طبيعي".
وذكر القيادي في "حماس"، أن
"الكل يعرف أننا نريد صفقة لتبادل الأسرى وهذا ليس سرا، ولكن هذا التبادل لا
يمكن أن يتم والعدوان لا زال مستمرا".
وشدد على أنه "ليس هناك رفض
للأفكار، وإنما هناك أفكار عديدة تطرح، ونحن نناقشها طالما أن الأمور بدائرة
النقاش".
ورفض حمدان الحديث عن تفاصيل هذه
المبادرات، قائلا: "نفضل عدم التحدث عن تفاصيل؛ لأن ما سأقوله اليوم من تفاصيل
قد يتغير غدا نتيجة النقاش. عندما نصل لصيغة سيتم الإعلان عنها".
وأضاف: "الإطار العام هو وقف
العدوان وإدخال الإغاثة وفتح المعابر والتفاوض على قضية الأسرى. هذا التسلسل
الطبيعي".
العلاقة مع "حزب الله"
وحول العلاقة مع تنظيم "حزب
الله" اللبناني ودوره في الحرب، اعتبر حمدان أنها "علاقة جيدة"،
مضيفا: "لن نضع أنفسنا في يوم موضع من يقيّم ما يفعله حزب الله".
وزاد: "جيد أن حزب الله يحاول مد
يد المساعدة ويقاوم من جنوب لبنان باتجاه شمال فلسطين ويقدم شهداء، وتتعرض بيوت
عائلاته وجمهوره للقصف اليومي من الاحتلال".
وتابع: "كل ذلك تضحيات مقدرة، وأعتقد أن ما يفعله حزب الله أثر على قدرة الجانب الإسرائيلي، فبدلا من أن يوجه
كامل طاقته ضد غزة، هو مضطر أن يوزع جزءا منها باتجاه شمال فلسطين".
وأكد القيادي في "حماس"، أن حركته "لا تحدد ما هو المطلوب من أحد وما الذي يجب أن يفعله"، مضيفا:
"نحن نطلب من الجميع أن يفعل ما يستطيع وما يراه مناسبا".
و"تضامنا مع قطاع غزة"
يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفا
يوميا متقطعا منذ 8 أكتوبر؛ ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى على طرفي
الحدود.