سياسة عربية

مخاوف فلسطينية من "نكبة جديدة" في ظل تصاعد وحشية عدوان الاحتلال

يستهدف الاحتلال مناطق جنوب غزة التي يزعم أنها آمنة- الأناضول
يجبر عدوان الاحتلال الإسرائيلي الوحشي الكثير من أهالي قطاع غزة على النزوح من مناطق الشمال نحو الجنوب، وسط مخاوف من "نكبة جديدة" بحق الفلسطينيين.

ويتخوف النازحون نحو مناطق جنوب قطاع غزة التي يزعم الاحتلال الإسرائيلي أنها آمنة، من استهدافهم من قبل آلة الموت الإسرائيلية.

وفي ظل عمليات توغل الاحتلال التي تتصدى لها فصائل المقاومة على محاور مختلفة، تحرك الآلاف جنوبا على طريق صلاح الدين من مدينة غزة، وهو طريق الخروج الوحيد للمدنيين الفارين من الحصار المشدد.

وقالت سيدة فلسطينية تدعى أم حسن: "إيش اللي فضل ورانا، دمار وموت"، مضيفة أنهم غادروا وهم خائفون. وكانت قد عبرت للتو إلى جنوب غزة قادمة من شمال الجيب الصغير المزدحم، بحسب رويترز.

وتابعت: "نحنا الشعب الفلسطيني الفقير اللي دمرت بيوته"، واصفة ما حدث بـ "النكبة الثانية".

ولا تزال نكبة عام 1948 عندما طردت قوات الاحتلال الفلسطينيين من منازلهم، محفورة في ذاكرة أهالي غزة الجماعية. وعبر الكثيرون عن مخاوفهم من أنهم إذا أُجبروا على ترك منازلهم الآن، فلن يُسمح لهم بالعودة أبدا مثل أسلافهم.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ 35 يوما، متعمدا استهداف المستشفيات والكوادر الطبية والأحياء السكنية؛ ما أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والمصابين.

ويطالب الاحتلال منذ بدء العدوان الفلسطينيين بمغادرة مناطق شمال غزة إلى الجنوب الذي يتعرض لقصف عنيف بدوره، في محاولة لتهجير سكان غزة عن منازلهم في إطار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها.

ومنذ يوم الأربعاء، ومع تواصل عمليات توغل الاحتلال المصحوبة بقصف عنيف في مدينة غزة، بدأ عدد كبير من السكان بالتحرك نحو الجنوب، وسط مخاوف من استهداف الاحتلال لقوافل النازحين.
وقال خالد أبو عيسى، من مخيم الشاطئ للاجئين المتاخم لمدينة غزة؛ إنه غادر بعد تعرض حيه للقصف المدفعي بشكل متكرر.

وأضاف أن "الرحيل كان صعبا جدا. كنت جالسا بأمان في المنزل وجاء الاحتلال وشردني مرة أخرى".
وقال العديد من الأشخاص الذين قاموا بالرحلة نحو الجنوب؛ إنهم رأوا جثثا على جانب الطريق، ما أثار رعب البالغين والأطفال على حد سواء، بحسب وكالة رويترز.

وقال أبو عيسى: "في أثناء سيرنا رأينا جثثا متحللة. أشخاص (كانوا يستقلون) سيارات مدنية، مدنيون مثلنا، وليس مركبات عسكرية أو رجال حماس".


وفر معظمهم سيرا على الأقدام حاملين ما استطاعوا. وعندما مروا بالدبابات الإسرائيلية على خط المواجهة، رفعوا أذرعهم لإظهار بطاقات هوياتهم.

وقالوا؛ إنه في جنوب غزة هناك عدد قليل فقط من السيارات التي لا تزال مزودة بالوقود، ويتعين على الكثيرين مواصلة السير حتى يتمكنوا من العثور على مكان جديد للاحتماء.

ولليوم الخامس والثلاثين على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على غزة؛ في محاولة لإبادة أشكال الحياة كافة في القطاع، وتهجير سكانه قسريا، عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية وقوافل النازحين ومزودي الخدمات الطبية.

وارتفعت حصيلة الشهداء جراء العدوان الوحشي إلى أكثر من 10812 شهيدا؛ بينهم 4412 طفلا و2918 سيدة، فضلا عن إصابة ما يزيد على الـ26 ألفا آخرين بجروح مختلفة، وفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة في غزة.