سياسة عربية

إطلاق مبادرة "إطار عمل فينيق" لإعادة إعمار غزة والتنمية المستدامة (شاهد)

تستند المبادرة إلى مبادئ أساسية أبرزها الملكية المحلية والمشاركة المجتمعية- إكس
أعلن رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة، يحيى السراج، الأربعاء، عن إطلاق مبادرة "إطار عمل فينيق غزة لإعادة إعمار القطاع والتنمية المستدامة"، وذلك لمواجهة الدمار الهائل الذي خلفته الحرب الإسرائيلية التي استمرت لأكثر من 15 شهرًا. 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده السراج في مدينة غزة، حيث أوضح أن المبادرة تهدف إلى معالجة آثار الحرب التي تسببت في خسائر جسيمة في الأرواح والبنية التحتية والخدمات الأساسية.

وأضاف أن المبادرة تسعى لوضع خطة شاملة تجمع بين التدخلات الطارئة والتخطيط الاستراتيجي لتحقيق تنمية مستدامة. 

وأكد السراج أن الإطار يعتمد على رؤية محلية تركز على تعزيز المشاركة المجتمعية واستثمار الإمكانات البشرية والاجتماعية، مع التركيز على تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة وبناء مستقبل أكثر صمودًا واستدامة. كما شدد على رفض تصوير غزة كـ"أرض خالية"، مؤكدًا أهمية الحفاظ على الهوية التاريخية والثقافية للقطاع خلال عمليات إعادة الإعمار. 

وأشار إلى أن المبادرة تستند إلى مبادئ أساسية، أبرزها الملكية المحلية والمشاركة المجتمعية، لضمان إشراك مختلف فئات المجتمع في التخطيط والتنفيذ، مع توفير حلول قصيرة المدى تدعم رؤية طويلة الأمد للتنمية الشاملة. 


ودعا السراج المجتمع الدولي والشركاء المحليين والدوليين إلى دعم المبادرة وتحويلها إلى واقع يضمن تعافي غزة على أسس من الكرامة والاستقلالية. وقال: "إطار عمل فينيق ليس مجرد خطة، بل فرصة لتحويل الأزمة إلى نقطة انطلاق نحو مستقبل مستدام". 

من جانبه، قدم مدير وحدة التخطيط والاستثمار في بلدية غزة، ماهر سالم، عرضًا تفصيليًا عن المبادرة، تناول فيه الرؤية العامة وخارطة الطريق. وأوضح أن الخطة تعتمد على أسس رئيسية تشمل البناء بطريقة أفضل، والتوسع المستقبلي، وتطوير الاقتصاد، وتبني مفاهيم مستدامة. 

يأتي ذلك في ظل الدمار الهائل الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي بدعم أمريكي، ارتكب الاحتلال خلالها إبادة جماعية بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/ يناير 2025، مما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 158 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود. 

وفي الأحد الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، والذي يستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء مراحل لاحقة بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة. 

وتحول قطاع غزة، الذي يحاصره الاحتلال للعام الثامن عشر على التوالي، إلى ما يشبه "أكبر سجن في العالم"، حيث أجبرت الحرب نحو مليوني فلسطيني من أصل 2.3 مليون على النزوح في أوضاع مأساوية، وسط شح متعمد في الغذاء والماء والدواء.