قالت صحيفة "أ
زفيستيا" الروسية إن
وسائل الإعلام
الغربية خفضت رصدها لمجريات الأحداث في أوكرانيا.
وأضافت الصحيفة، في تقرير ترجمته
"عربي21"، أن الولايات المتحدة
سلمت تل أبيب أسلحة قد تكون مفيدة جدًا للقوات المسلحة الأوكرانية، كما أنها شرعت بتزويدها
بذخائر الهجوم المباشر المشترك المعروفة باسم "جدام" وقذائف مدفعية عيار
155 ملم، ودفعة من سيارات الجيب المدرعة والصواريخ لأنظمة الدفاع الجوي.
بالإضافة إلى ذلك، يعتزم البنتاغون إرسال نظامي
دفاع جوي من نوع القبة الحديدية إلى "إسرائيل". وقد سبق لواشنطن شراء منشآت
لحماية السماء في منطقة قاعدتها البحرية في غوام في ميكرونيزيا، والتي ستبقى في
الوقت الراهن ملكا للولايات المتحدة، وستتولى "إسرائيل" دفع الإيجار. في
الوقت نفسه، لقي مطلب كييف للحصول على نظام القبة الحديدية منذ فترة طويلة رفضًا
مستمرًا من كل من واشنطن و"تل أبيب".
أكد المسؤولون الغربيون أن الإمدادات إلى "إسرائيل"
لن تؤثر بأي شكل من الأشكال على مصالح أوكرانيا. في هذا الصدد، أوضح منسق
الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أن المساعدة
لكييف ستستمر طالما أن هناك حاجة إليها. كما وعد نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي
ميرسيا جوانا بتعامل الحلف مع الصراعين، قائلا: "نأمل في تهدئة الوضع في
الشرق الأوسط بسرعة ومواصلة دعم أوكرانيا".
كيف يتغير الدعم المالي
لأوكرانيا؟
أوردت الصحيفة أنه على خلفية الأحداث في الشرق
الأوسط، تواجه أوكرانيا صعوبات في تلقي المساعدة المالية. في هذا الصدد، يقول وزير
المالية الأوكراني سيرغي مارشينكو إن بلاده تواجه صعوبة في تأمين الدعم المالي.
وبحسب مارشينكو، فإن الحرب استنزفت قوة الشركاء الغربيين وأرهقتهم لدرجة جعلتهم
يرغبون في نسيانها، مستشهدا بالسياق السياسي الداخلي في مختلف البلدان والتغيرات
الجيوسياسية كسبب لذلك.
في المؤتمر الصحفي الذي انعقد قبل اجتماع وزراء
خارجية الاتحاد الأوروبي في الثالث والعشرين من الشهر الجاري في لوكسمبورغ أشار
رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل إلى عدم طرح الصحفيين سؤالا واحدا بشأن
أوكرانيا. وخلال المفاوضات، لم يتفق المشاركون على الحزمة الموالية من المساعدات
لكييف والتي تقدر بحوالي 0.5 مليار يورو. مقابل ذلك زادت بروكسل في حجم الدعم
الإنساني لقطاع غزة من 50 مليون يورو إلى 75 مليون يورو.
وذكرت الصحيفة أن الوضع في الولايات المتحدة صعب
للغاية بعد انتقاد الجمهوريين مبادرة جو بايدن بشأن موافقة الكونغرس على حزمة
مساعدات مشتركة لأوكرانيا و"إسرائيل". في حين أبدى الجمهوريين استعداد
للموافقة على تقديم المساعدة إلى "إسرائيل" أما تخصيص الأموال لكييف فمحل
تساؤلات. بخصوص هذا، اتهم السيناتور جيمس فانس البيت الأبيض بمحاولة استخدام
"الأطفال الإسرائيليين القتلى" لدعم أوكرانيا. ووفقا لتقارير وسائل
الإعلام، فقد تؤدي الخلافات إلى حظر مشروع القانون أو تعديله.
كيف تتفاعل أوكرانيا مع
المساعدات لـ"إسرائيل"؟
في غضون هذا تحاول السلطات الأوكرانية حل
المشاكل التي نشأت جراء التطورات الجيوسياسية الأخيرة، حيث تسعى كييف إلى جذب اهتمام
أجندة المعلومات الغربية من خلال قنوات إخبارية إضافية وتعبير فولوديمير زيلينسكي
عن نيته زيارة دولة الاحتلال "كدليل على التضامن"، المبادرة التي رفضتها
تل أبيب معتبرة الوقت غير مناسب لذلك.
وكشف رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال عن
تزايد التطرق خلال المحادثات في كييف لا فقط إلى ضرورة طلب المساعدة من الغرب، بل
البدء في إنتاج أسلحة خاصة، قائلا: "هناك نقص في الذخيرة لا فقط في أوكرانيا،
بل في جميع أنحاء العالم. نحن ندرك أنه يتعين علينا إنتاجها لأنها نفدت في كل
مكان، واستنفدت المخزونات".
ووفقا له، تحاول كييف في الوقت الراهن إطلاق
إنتاج مشترك مع شركات الدفاع الأمريكية والأوروبية. ومع ذلك، فلم يتم الإعلان عن
مواعيد محددة. في المقابل، تبدي الشركات الغربية نوعا من القلق تجاه هذه المبادرة،
لأن مصانع أوكرانيا ستصبح أهدافًا لمؤتمرات الفيديو الروسية ونظرا لافتقار كييف إلى
المكونات الأساسية والمواد الخام ـ وخاصة البارود ـ اللازم لزيادة إنتاجها.
وأردفت الصحيفة أن فريق زيلينسكي يواصل تشديد
التعبئة بهدف تعويض النقص في الذخيرة عن طريق زيادة القوى. وعليه، فإنه منذ بداية الشهر
الجاري، أصبح تسجيل جميع الطبيبات في الجيش إلزاميًا، بينما سمحت وزارة التربية
والتعليم بتجنيد الطلاب الذين هم في إجازة دراسية.
من جانبها، عبرت وزارة الصحة عن اعتزامها إلغاء
الإعاقة من أجل إعادة المزيد من الأشخاص للمشاركة في الاقتصاد. في حال الموافقة
على المبادرة، سوف تقلل الدولة من نفقاتها على الإعانات، وستتمكن من تجنيد الأشخاص
ذوي الإعاقة السابقين في صفوف القوات المسلحة الأوكرانية.
ماذا يقول الخبراء عن
أهمية "إسرائيل" وأوكرانيا بالنسبة للولايات المتحدة؟
بخصوص هذا يقول دينيس دينيسوف، الخبير في
الجامعة المالية التابعة لحكومة الاتحاد الروسي، إن الغرب سيواصل مساعدة أوكرانيا،
معتقدا أن الصراع في الشرق الأوسط يجذب الاهتمام والموارد أيضا، غير أن أوكرانيا
تظل الأداة الأكثر أهمية لاحتواء روسيا ومواجهتها.
وبحسب دينيسوف فمن السذاجة توقع تغير أولويات
الغرب بسبب الوضع في إسرائيل رغم خفض المساعدات المالية والعسكرية المخصصة لأوكرانيا.
في المقابل، سيتم دعم الجيش الأوكراني على مستوى يمكنه من مواصلة القيام بعملياته
العسكرية. ويستبعد دينيسوف إمكانية تنفيذ هجمات مضادة جديدة، حيث ستتخذ القوات
المسلحة الأوكرانية في معظم قطاعات الجبهة موقفًا دفاعيًا، ولكن سيتم الحفاظ على
الفعالية القتالية.
من جانبه، يرى ديمتري سولونيكوف مدير المعهد
الروسي للتنمية المعاصرة أن الصعوبات التي تواجهها كييف لا تنشأ فقط بسبب الوضع في
الشرق الأوسط. ويضيف سولونيكوف أن الشكوك بشأن أوكرانيا تتزايد بين الناخبين
الأوروبيين والأمريكيين وسط الشعور بالاستياء من قبل دافعي الضرائب، نظرا لفشل
الساسة في حل المشاكل الداخلية ومساعدتهم لنظام كييف الفاسد. ويشير سولونيكوف إلى
ضرورة توقف روسيا عن النظر حولها مع عدم التعويل على حدوث تغيير في الرأي العام
الغربي وحل مشاكلها بشكل منهجي.