التقى رئيس حركة
حماس إسماعيل هنية في العاصمة التركية أنقرة برئيس السلطة
في رام الله محمود عباس،
باستضافة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء
الماضي (26 تموز/ يوليو).
لقاء أنقرة جاء تمهيدا للقاء القاهرة للأمناء العامين الذي دعا له محمود
عباس بعد اجتياح مخيم جنين وتهدده الجدل المتعلق بالاعتقالات السياسية التي
تستهدف
نشطاء حركة حماس والجهاد ومن مختلف المستويات -إعلاميين وسياسيين ومقاومين- من
تيارات واتجاهات مختلفة.
الجهاد الإسلامي استبق لقاء أنقرة بإعلانه على لسان أمينه العام زياد نخالة
عزمه عدم المشاركة في لقاء القاهرة للأمناء العامين المقرر يوم الأحد (30 تموز/
يوليو) من الشهر الحالي، مبررا القرار بتجاهل السلطة في رام مطالبَ الحركة المتكرر
بوقف الاعتقالات.
ملف الاعتقالات تحول إلى ملف متفجر في العلاقة بين السلطة والمقاومة الفلسطينية سواء في الميدان أو في ساحة السياسية، وهو يعكس عجز السلطة عن التكيّف مع الواقع المتغير وفقدانها للآليات التي تسمح لها بإعادة إنتاج نفسها لتصبح جزءا من مشروع المقاومة الصاعد في الضفة الغربية
قرار النخالة كرس ملف الاعتقالات كأحد أبرز الملفات التي تجب مناقشتها مع
الرئيس عباس ومسؤوليه الأمنيين والسياسيين، إذ وُضع على رأس جدول أعمال لقاء أنقرة
ولقاء القاهرة مربكا أجندة السلطة في رام الله التي اقترحت عقد اللقاء في القاهرة
على أمل تجاوز أزمتها وصورتها المتضررة بعيد العدوان الإسرائيلي على جنين مطلع تموز/
يوليو الحالي.
ملف الاعتقالات تحول إلى ملف متفجر في العلاقة بين السلطة والمقاومة
الفلسطينية سواء في الميدان أو في ساحة السياسية، وهو يعكس عجز السلطة عن التكيّف
مع الواقع المتغير وفقدانها للآليات التي تسمح لها بإعادة إنتاج نفسها لتصبح جزءا من
مشروع المقاومة الصاعد في الضفة الغربية.
رغم أن لقاء أنقرة عكس حرص حركة حماس على إنجاح لقاء القاهرة؛ إلا أن
السلطة لا زالت متمسكة بسياسة الاعتقالات التي تمثل الورقة الوحيدة المتبقية في
يدها لتأكيد حضورها السياسي والأمني محليا وإسرائيليا إقليميا.
السلطة لم تبدِ مرونة لأنها تفتقدها؛ غير أن مواصلة الاعتقالات السياسية
التي بلغت حد المواجهة والاحتكاك مع العناصر المقاومة في عدد من المخيمات في الضفة
الغربية من الممكن أن يتفاقما بعد قرار الجهاد الامتناع عن المشاركة في لقاء
القاهرة أو التفاعل معه، خصوصا إذا انتهت مخرجات لقاء القاهرة إلى ما انتهت إليه
لقاءات أنقرة من رفض صريح لوقف الاعتقال السياسي.
ملف صعود المقاومة وتصدع الساحة الإسرائيلية وتآكل مكانة السلطة في رام الله؛ أحدث حراكا في دول الجوار والقوى الإقليمية والدولية، فواقع السلطة المتدهور في رام الله ملف يشغل دول الإقليم والولايات المتحدة وأوروبا في الآن ذاته
السلطة غرقت في مستنقع التنسيق الأمني الذي عزلها عن مسار الشارع الفلسطيني
المقاوم؛ عزلة بات لها انعكاسات إقليمية على موقف وثقة دول الجوار بالسلطة
ومشروعها؛ وهو ما تمكن ملاحظته باستقبال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لزوجة
القيادي في حركة فتح المعتقل في سجون الاحتلال، مروان البرغوثي، لمناقشة ملف
القضية الفلسطينية وملف الأسرى، في سابقة تعد الأولى من نوعها في السياسة الخارجية
الأردنية بأن يتم اللقاء مع فدوى البرغوثي علنا، وعلى هذا المستوى من الاهتمام
والتغطية الإعلامية.
ملف صعود المقاومة وتصدع الساحة الإسرائيلية وتآكل مكانة السلطة في رام
الله؛ أحدث حراكا في دول الجوار والقوى الإقليمية والدولية، فواقع السلطة المتدهور
في رام الله ملف يشغل دول الإقليم والولايات المتحدة وأوروبا في الآن ذاته.
ختاما.. رغم أن اجتماع القاهرة جاء بمبادرة من رئيس السلطة في رام الله
محمود عباس، إلا أنه لم يتمكن من فرض أجندته على الطاولة؛ هذا ما أكده لقاء أنقرة
بين عباس وهنية، وما أكدته مواقف أمين عام الجهاد نخالة بوضع ملف الاعتقالات
والتنسيق الأمني على رأس أولويات المتحاورين؛ فتبييض صفحة السلطة في القاهرة لن
يتحقق دون وقف التنسيق الأمني وأخذ ملف الاعتقالات على محمل الجد.
twitter.com/hma36