رجحت مجلة "
بوليتيكو" الأمريكية أن تكون إعادة انتخاب الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان في الجولة الثانية نتيجة ملائمة لأوروبا، على عكس ما كان يأمل الغرب.
جاء ذلك في مقال كتبته المحللة السياسية الإيطالية نتالي طوشي، مديرة المعهد الأوروبي للشؤون الدولية، سلطت من خلاله الضوء على قراءة نتائج الانتخابات التركية.
وقالت إن نسبة المشاركة في الانتخابات التركية، التي بلغت 88.84 بالمئة، في بلد يضم حوالي 90 مليون نسبة، تحرج معظم الديمقراطيات الليبرالية في العالم.
واعتبرت أن الجولة الأولى من الانتخابات كانت نزيهة، رغم الاتهامات التي يوجهها الغرب لتركيا بشأن انتهاك حقوق الإنسان وغيرها.
ولفتت إلى أنه يصعب تصور إجراء جولة إعادة في انتخابات روسية تحت حكم فلاديمير بوتين، أو في الصين تحت حكم شي جين بينج، أو مصر تحت حكم عبد الفتاح السيسي، وبغض النظر عن نتيجة الجولة الثانية، فإن نتائج الجولة الأولى تستحق التأمل.
في المقابل، اعتبرت أن نتائج الانتخابات كشفت عن العديد من المفارقات، من بينها أنه بالرغم من أن تركيا لا تعد ديمقراطية ليبرالية، فإن مجتمعها أظهر مرونة ديمقراطية مثيرة للإعجاب.
ورجحت الكاتبة أن يحقق أردوغان الفوز في جولة الإعادة، التي ستُجرى الأحد المقبل، مشيرة إلى أن "
الاتحاد الأوروبي سيجد نفسه في نهاية المطاف مضطرا لتعلم كيفية التعامل مع أردوغان، الذي يقترب من دخول عهده الثالث على رأس السلطة في تركيا".
وفي قراءتها لنتائج الجولة الأولى، التي قالت عنها إنها جاءت عكس توقعات المعارضة، أفادت الكاتبة بأن "النتائج تشير إلى أن تركيا بلد ينقسم جغرافيا أكثر فأكثر، ويشهد وتيرة متزايدة للنزعة القومية، إلى جانب حرب ثقافية عميقة الجذور، وحضور وجاذبية لما وصفته بالاستبداد الشعبوي".
واعتبرت أن فوز أردوغان في الجولة الثانية قد يكون النتيجة الملائمة لأوروبا، عكس تصورات الغرب، إذ سيتمكن التكتل الأوروبي بموجب ذلك من مواصلة توجيه انتقاداته للنظام في أنقرة دون أن يملك عليه أي تأثير، وفي نفس الوقت مواصلة التعامل مع أردوغان الذي ينتهج بشكل واضح البراغماتية السياسية.
واستشهدت الكاتبة باستمرار اتفاقية الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، التي بموجبها تحد الأخيرة من عدد المهاجرين الوافدين إليه من الجانب الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
ولفتت إلى أنه مهما بلغ انتقاد أردوغان بسبب موقفه المحايد من غزو روسيا لأوكرانيا، إلا أنه نتج عن ذلك بعض الفوائد مثل الوساطة التركية في صفقة الحبوب.
واعتبرت أنه يمكن القول إنه لو كان منافس أردوغان
كليتشدار أوغلو في السلطة حينها لكان اتخذ موقفا مختلفا تماما.
ورأت أنه بينما من المحتمل أن يضع كيليتشدار أوغلو حال فوزه الديمقراطية التركية في مسارها الصحيح، فإن ذلك سوف يتطلب في المقابل انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. وبالتالي، فإن انتصار المعارضة على أردوغان سيضطر الاتحاد الأوروبي إلى النظر في المرآة، وكشف التناقضات الكثيرة فيما يتعلق بتركيا.