أعطت
السعودية الضوء الأخضر للانضمام لمنظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها
الصين بصفة "شريك للحوار"، في خطوة جديدة تزيد من التقارب بين الرياض وبكين.
ووافق مجلس الوزراء السعودي على القرار في جلسة برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الثلاثاء، على ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.
وتمنح الخطوة الرياض "صفة شريك الحوار في
منظمة شنغهاي للتعاون" ومقرّها بكين.
و"منظمة شنغهاي للتعاون" هي منظمة دولية إقليمية تأسست عام 2001 بمشاركة 6 دول هي الصين وروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، وفيما بعد تم انضمام باكستان والهند كأعضاء في العام 2017.
وتهدف المنظمة إلى تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني والثقافي بين دولها الأعضاء، كما تضم دولًا أخرى لها صفة مراقب أو شريك في الحوار مثل إيران ومصر وقطر.
ويأتي انضمام السعودية بعد أقل من ثلاثة أسابيع من الكشف عن اتفاق مهم رعته بكين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بعد قطيعة استمرت سبع سنوات.
وانخرطت إيران والسعودية، وهما خصمان إقليميان، في نزاعات إقليمية بالوكالة أبرزها الحرب في اليمن.
وأوضحت الرياض أنه رغم انخراطها في جولات مباحثات ثنائية سابقة مع طهران إلا أنّ وساطة الرئيس الصيني شي جينبينغ شكّلت "جسرا" بين القوّتَين الإقليميّتَين البارزتين في الخليج.
وأثار تدخّل الصين أسئلة بالنظر إلى شراكة المملكة الوثيقة تاريخياً مع الولايات المتحدة، رغم توتر هذه العلاقة بسبب قضايا من بينها سجلّ المملكة في مسألة حقوق الإنسان وخفض إنتاج النفط الذي أقرّته منظمة "أوبك بلاس" العام الماضي.
وتستعدّ السعودية وإيران لإعادة فتح سفارتيهما في طهران والرياض مع توقّع اجتماع بين وزيري خارجية البلدين قبل نهاية شهر رمضان، على ما ذكرت وسائل إعلام سعودية الإثنين.
في المقابل، قلّل المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل من أهمية الخطوة، مشيراً إلى أنّها كانت متوقّعة منذ زمن.
وقال باتيل "لكلّ بلد علاقات تخصّه".
والثلاثاء، أشاد شي بالتحسّن الأخير في العلاقات بين إيران والسعودية، وذلك خلال اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي لبلاده.
وفي أول تعليق له حول هذا الاتفاق، أكّد شي أنّ الحوار الذي ترعاه الصين "سيضطلع بدور رئيسي في تعزيز الوحدة والتضامن الإقليميين".